الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 09:32 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد انتشار جرائم «تعذيب الأطفال».. هل من حق الآباء ممارسة العنف ضد الأبناء؟

تعبيريّة
تعبيريّة

مع انتشار المشكلات الأسرية، طفت على السطح ظاهرة العنف ضد الأبناء، آباء وأمهات تجردوا من الرحمة، وبدلا من رعاية أولادهم، ومساعدتهم على فهم الحياة وبناء وعي سليم، حتى يشتد عودهم، يكسرون براءتهم وكرامتهم بالضرب المبرح الذي يصل إلى إحداث عاهات مستديمة في جسم الطفل، وربما يفضي إلى الموت.

ورغم أننا لا نعيش في غابة يأكل فيها القوي الكبير، إلا إننا نرى قضايا تعذيب الأطفال من بعض الآباء المضطربين نفسيًا ووجدانيًا وإنسانيًا أيضًا، لنسأل أنفسنا من أعطى لهؤلاء سلطة ممارسة العنف ضد الأبناء؟.

أسباب الإباحة

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن هناك في القانون ما يسمى أسباب الإباحة التي تبيح للشخص ارتكاب سلوك أو فعل مجرم قانونيا، لكن توجد حالات لأشخاص معينين في توقيت محدد يجرى فيها الإعفاء من المساءلة القانونية، منها ضرب الأب لابنه بغرض التأديب.

وبين «مهران» خلال حديثه لـ«الطريق» أن أسباب الإباحة تبيح فعل ضرب الأب لابنه ولا تجرمه، وتمنع المساءلة الجنائية وتسقط العقوبة، لأن الفلسفة التشريعية لا تقتضي معاقبة الأب الذي يسعى إلى تأديب أبنائه، مشيرا إلى أن هذا الضرب له حدود بحيث يكون للتأديب وليس تعذيبا للابن.

المحظور

وكشف مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أنه في حال تحول التأديب والردع إلى تعذيب وأحداث إصابات خطيرة أو جروح وعادات مستديمة يصير الأمر جريمة يعاقب عليها القانون ويخرج من دائرة المباح ليقع في المحظور، مبينا أنه إذا قتل الأب ابنه يسأل عن جريمة القتل.

عقوبة إهمال الأبناء

وأردف «مهران» أن قانون العقوبات يجرم إهمال الأبناء، ووفقا للقانون، يعاقب كل من عرض طفلًا لإحدى حالات الخطر بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألفى جنيه ولا تجاوز خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، لافتا إلى أن الضرب المبرح الأبناء يعتبر جنحة مشددة، أما إحداث عاهة مستديمة فهي جناية عقوبتها السجن حتى 5 سنوات.

بينما قالت الدكتورة إيمان عبد الله، اختصاصي الصحة الأسرية، إن الضرب يُغير طريقة الدماغ بصورةٍ سوء المعاملة التي يتعرض لها الطفل، والضرب الذي يُعرِّضه للمزيد من الإحساس بالقهر والظلم والخوف من والديه مصدر الأمان له، مشيرة إلى أن هذا الخوف يتحول إلى كره وعدم الشعور بالطمأنينة، خصوصًا أنه تعرّض للضرب من الأشخاص المفترض أن يقوموا بحمايته ومحبته.

مخاطر الضرب

وأضافت خلال حديثها مع «الطريق» أنه ليس من حق الأب ضرب الأبناء وتعذيب، لأن ذلك ينعكس على شخصياتهم، ويسبّب الكسل عند الطفل وقلّة حركته خوفًا من عمل شيء خاطىء، فهو يفضّل الركود وعدم عمل أي شيء، وبالتالي عدم تحمّل مسؤولية أي شيء حتى لو كان مجرد ترتيب مكان ألعابه، لشعوره بالخوف من أن يضع اللعبة في مكانها الخاطئ فيتعرّض للضرب، وهكذا الأمر في مختلف مناحي الحياة.

اقرأ أيضًا: بعد شائعة زيادة سعر رغيف الخبز.. من يتحمل تكلفة ارتفاع السولار؟