الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 05:28 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
الطريق تنشر في عددها الجديد: جهود الحكومة لرفع الصادرات إلى 145 مليار دولار على خطى لازمة أحمد العوضي ”أحلي ع الأحلي” لـ محسن الشامى يقترب من 100000 مشاهدة أطفال دراما رمضان للمرة الأولى في ضيافة ”الستات مايعرفوش يكدبوا” فاطمة محمد علي وبناتها بحلقة غنائية في ”معكم منى الشاذلي ” الخميس الحكومة تخصص 179 مليار جنيه استثمارات لقطاع الزراعة بموازنة العام المقبل معيط: تخصيص 134.2 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة العام المالي المالية: تخصيص 154.5 مليار جنيه لدعم المواد البترولية العام المالي المقبل «المركزي»: ارتفاع الدين الخارجي إلى 168 مليار دولار بنهاية ديسمبر مصر تنفي تماما تداول أي حديث مع إسرائيل حول اجتياح رفح «سمير»: حريصون على تقديم كافة الدعم لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الخارجية ”الزعيم الصغنن”.. محمد إمام يحتفل بمولوده الجديد الرقابة تسمح بالتعامل على أسهم الخزينة من خلال سوق الصفقات الخاصة والسوق المفتوح

بعد فوز ليز تروس.. ماذا ينتظر رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة؟

ليز تروس رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة
ليز تروس رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة

بعد صيف حار من الحملات الانتخابية وشبه الفراغ في السلطة وسط أزمة غلاء معيشة، ينتهي السباق إلى رئاسة الحكومة البريطانية اليوم الإثنين، بفوز وزيرة الخارجية ليز تروس على منافسها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك.

وأدت الإجراءات المطولة لاختيار رئيس وزراء المملكة المتحدة الجديد إلى تنافس اثنين فقط بعد تصفية كبيرة لعدد من المرشحين، حوالي 10 مرشحين في الأصل.

وكان السباق منحصرًا بين 5 مرشحين بارزين، أي أن 3 خرجوا مؤخرًا من السباق وهم: «ناظم زهاوي وزير المالية، وكيمي بادينوك وزيرة المساواة السابقة، والمدعية العامة سويلا برافرمان».

معركة محتدمة

وشهدت الحملة الانتخابية معركة محتدمة بين المرشحين المحافظين لخلافة بوريس جونسون المستقيل، وهما الوزيرة المتمرسة ليز تراس، وريشي سوناك وزير المال السابق ذو الخبرة السياسية المحدودة الذي اعتمد الصراحة في نهجه دون أن يتمكن دائمًا من إيصال رسائله.

وفي النهاية، تمكنت ليز تروس من حسم المنصب لصالحها -قد بشرت البريطانيين بتخفيضات ضريبية- لكنها التزمت الصمت بشأن الجهود المبذولة لعبور الأزمة الاقتصادية المتصاعدة.

وأخيرًا، تعرفت بريطانيا على هوية رئيس وزرائها الجديد، بإعلان حزب المحافظين اليوم الإثنين، نتائج الانتخابات التي وضعت حد النهاية لمنافسة مطولة، اندلعت على خلفية عاصفة اقتصادية متصاعدة.

أزمات متعددة

وتتولى رئيسة الوزراء الجديدة السلطة في الوقت الذي تواجه بريطانيا أزمة في تكاليف المعيشة، واضطرابات عمالية، وركودا يلوح في الأفق، والتضخم المتفشي، وارتفاع فواتير الطاقة، ونقص الوقود المحتمل.

ويشعر العديد من البريطانيين بالقلق بسبب التحديات المتعددة التي تتعرض لها المملكة المتحدة والتي ستكون الشغل الشاغل لأهم شخصية في مقر الحكومة؛ 10 داونينج ستريت.

وينتظر البريطانيون من ليز تروس معالجة ارتفاع رسوم الكهرباء التي تخنق المنازل والمدارس والمستشفيات والشركات.

فترة مشحونة

وتوقع محمد عبد الله الباحث في العلاقات الدولية، فترة مشحونة، حيث من المحتمل أن تتعرض الحكومة الجديدة لضغوط للتدخل على نطاق واسع في الاقتصاد لحماية الأسر الضعيفة من صدمات أسعار الطاقة.

واتخذت أزمة تكلفة المعيشة منعطفًا دراماتيكيًّا مع الإعلان عن زيادة بنسبة 80% في كلفة الطاقة المنزلية في أكتوبر مما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم الذي يبلغ اليوم أكثر من 10%، إلى 22% وفق أسوأ التوقعات.

ومن وسائل النقل إلى عمال البريد وعمال الموانئ والمحامين، استمرت الإضرابات في الانتشار، في حين وعدت «ليز» بتخفيضات ضريبية ضخمة بدلًا من المساعدات المباشرة، وقالت إنها «تريد الحد من الحق في الإضراب».

السياسية المخضرمة ليز تراس، التي ظلت تنتقل من منصب وزاري إلى آخر منذ 10 سنوات، نجحت في إقناع قاعدة الحزب بوعد بتخفيضات ضريبية ضخمة، كما وعدت «بالدعم الفوري» للأسر التي تواجه صعوبات لكنها لم تذكر تفاصيل بهذا الشأن.

وسيقدم بوريس جونسون غداً الثلاثاء استقالته إلى الملكة إليزابيث الثانية في مقر إقامتها الصيفي في اسكتلندا، في سابقة للملكة البالغة من العمر 96 عامًا التي تواجه صعوبة في التنقل ولن تسافر إلى لندن.

وستتبعه خلفه ليز تروس رئيسة وزراء بريطانيا الـ15 في عهد الملكة المستمر منذ 70 عاما، قبل أن تعود إلى لندن لإلقاء خطابها الأول أمام مقر الحكومة في داونينج ستريت وتشكل حكومته ويواجه زعيم المعارضة «كير ستارمر» للمرة الأولى الأربعاء في البرلمان.

انقسامات المحافظين

وبفوز ليز تروس برئاسة وزراء بريطانيا، ستصبح أيضا زعيمة لحزب المحافظين على الفور اعتبارًا من غدًا الثلاثاء، عقب اجتماعها مع الملكة إليزابيث الثانية في منتجعها الصيفي، قلعة بالمورال، في اسكتلندا.

وبالإضافة إلى الاقتصاد، قال عبد الله في تصريحات لموقع «الطريق»، إنه سيتعين على الزعيم الجديد لحزب المحافظين التصدي للانقسامات الحزبية بعد 3 سنوات مضطربة في عهد جونسون الذي تم طرده من السلطة من قبل المشرعين المحافظين، بما في ذلك سوناك، بعد سلسلة من الفضائح لكنه لا يزال يحظى بشعبية لدى القاعدة الشعبية للحزب.

وأكد الباحث في العلاقات الدولية، أن جونسون يمكن أن يساهم في تعقيد مهمة خليفته من خلال سحب دعمه، وخاصة أن كثير من الأعضاء داخل الحزب نادمون على رحيله.

وما زال جزء من قاعدة الحزب يشعر بالأسف لرحيل جونسون، وتتراوح هذه القاعدة بين 160 و200 ألف شخص أي (نحو 0.3%) من السكان ويشكل الذكور والمسنون والبيض نسبة عليا منها.

وكان بوريس جونسون غائبا خلال هذه الانتخابات إذ أمضى إجازة في سلوفينيا ثم في اليونان، ورفض استبعاد العودة إلى السياسة ويبدو وجوده مربكًا، لكنه وعد بأن يقدم «الدعم الكامل» لخليفته.

وتوالت الفضائح التي لا تنتهي، منذ أن أعلن جونسون في يوليو أنه سيتنحى عن منصبه، التي أدت إلى تآكل دعم حزب المحافظين بشكل كبير، ويتصدر حزب العمال المعارض الآن في بعض استطلاعات الرأي بأكبر فجوة في ما يقرب من عقد من الزمان.

تقلبات عالمية

وأشار عبد الله إلى أنه سيتعين على رئيس الوزراء الجديد أيضًا التعامل مع بيئة عالمية شديدة التقلبات، من المتوقع أن تواصل بريطانيا سياسة جونسون القائمة على الدعم القوي لأوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي.

وكانت تروس من أشد المنتقدين للعدوان الروسي، ومن المتوقع أن تزور العاصمة الأوكرانية كييف بعد فترة وجيزة من توليها منصبها.

وتعهدت تروس بالضغط من خلال التشريع الذي من شأنه أن يقلب قواعد التجارة في أيرلندا الشمالية رأساً على عقب.

وانتقد الاتحاد الأوروبي مشروع القانون ويعتبره ينتهك معاهدة بين لندن وبروكسل، ويحذر من أنه بدون تسوية، قد يتحول النزاع إلى حرب تجارية.

واتخذت بريطانيا في عهد جونسون، وبمساعدة تراس، موقفا متشددا ضد بروكسل في مفاوضات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشأن قضية أيرلندا الشمالية، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات قانونية من الاتحاد الأوروبي وتهديد العلاقات التجارية بين الجانبين في المستقبل.

من هي ليز تراس؟

ولدت ماري إليزابيث تراس في أكسفورد عام 1975، والتحقت تراس بكلية ميرتون أكسفورد وتخرجت عام 1996، ثم انضمت إلى حزب المحافظين.

وعملت في المبيعات وخبيرة اقتصادية، وأصبحت عضوًا في البرلمان عام 2010، وشغلت منصب وكيل الوزارة البرلماني لرعاية الأطفال والتعليم من 2012 إلى 2014.

عينها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزيرة دولة لشؤون البيئة والغذاء والشؤون الريفية، كما عينتها تيريزا ماي عام 2016 وزيرة دولة للعدل.

عُيِّنت عام 2017 سكرتيرة أولى للخزانة، وبعد تعيين جونسون رئيسا للوزراء عينها وزيرة دولة للتجارة الدولية ورئيسة لمجلس التجارة، ثم وزيرة للخارجية عام 2021.

ليز تراس هي أول وزيرة خارجية من حزب المحافظين وثانية وزيرة خارجية بريطانية، وأصبحت رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على بريكست، والمرأة الثالثة التي تشغل هذا المنصب بعد مارجريت تاتشر وتيريزا ماي.

اقرأ أيضا: أسباب انهيار حكومة جونسون وأبرز البدلاء