الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:31 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تحقيق خافت.. ماذا تريد إسرائيل من الاعتراف الضمني بقتل شيرين أبو عاقلة؟

الراحلة شيرين أبو عاقلة
الراحلة شيرين أبو عاقلة

على وقع اعتراف جيش الاحتلال للمرة الأولى بوجود «احتمال كبير» لقتل شيرين أبو عاقلة (فلسطينية - أمريكية) بنيران إسرائيلية، دعت الولايات المتحدة، تل أبيب إلى تحديد المسؤولين عن مقتلها.

يأتي هذا الاعتراف بعد أشهر، أصرّ خلالها جيش الاحتلال على استحالة تحديد مصدر الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، في 11 مايو الماضي خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيّم جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.

وكانت شيرين ترتدي سترة واقية من الرصاص كُتبت عليها كلمة «صحافة» وخوذة واقية عندما أصيبت برصاصة في وجهها أسفل خوذتها.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية -في بيان- ترحيبها بالتحقيق الإسرائيلي في هذا الحادث المأساوي، مؤكدة أهمية تحديد المسؤولين عن مقتل شيرين أبو عاقلة.

وشدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس على أن تحديد المسؤوليات يجب أن يشمل السياسات والإجراءات، وذلك لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.

وجاء الموقف الأمريكي عقب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن تحقيقه أظهر أن «هناك احتمالًا كبيرًا بأن تكون شيرين أبو عاقلة قد أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي الذي كان يستهدف مشتبهًا فيهم من المسلّحين الفلسطينيين».

طمس الحقائق

وبشأن نتائج التحقيق الإسرائيلي، قال الحقوقي الفلسطيني شعوان جبارين إن «هذا ليس تحقيقًا بل إنه طمس للحقائق، إنه ليس قتلًا عن طريق الخطأ بل إنها سياسة».

ووصف جبارين في تصريحات لموقع «الطريق»، الاعتراف الإسرائيلي بأنه «خافت» وأنه جاء بعد ضغط جماهيري ودولي كبير وأنه جاء في مقابل تنصل إسرائيلي كامل من أيّ مسؤولية عن قتل شيرين.

وأكد أن مقتل شيرين أبو عاقلة هو نتيجة معروفة سلفًا لسياسة إطلاق النار المنفلتة التي تطبقها إسرائيل في الأراضي المحتلة، وستستمر هذه السياسة في حصد المزيد من الضحايا ما دام استمرت منظومة طمس الحقائق بالعمل دون عائق.

اعتراف ضمني

وكشف مسؤول عسكري إسرائيلي أمسِ الإثنين -في إحاطة مغلقة للصحفيين الأجانب- عن النتائج النهائية للتحقيقات التي أجراها بشأن اغتيال شيرين.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن التحقيقات خلصت إلى أنه من المحتمل أن يكون جندي إسرائيلي قد أطلق عليها الرصاص من دون قصد، نافيًا استهدافها عمدًا.

وأكد أن الجندي الذي يُحتمل أنه أطلق النار على شيرين لن يُحقَّق معه، زاعمًا أن النيابة العسكرية لم تجد أيّ مخالفة تستدعي فتح تحقيق جنائي في مقتل شيرين أبو عاقلة.

واعتبر الحقوقي الفلسطيني نتائج تحقيق جيش الاحتلال في جريمة مقتل شيرين أبو عاقلة تؤكد أن الاعتراف الضمني المتردد من إسرائيل يراد به التنصل من المسؤولية الجنائية، والتي أثبتتها تحقيقات دولية ومهنية عدة.

مخالف للحقيقة

وحول عدم اعتراف جيش الاحتلال الصريح بجريمته، طالب أنطون أبو عاقلة شقيق الراحلة شيرين أبو عاقلة بأن تتولى جهة دولية مستقلة التحقيق، لإقرار العدالة لشيرين وعائلتها.

وقال أبو عاقلة في تصريحات لموقع «الطريق»، إن التحقيق الإسرائيلي الأخير بشأن اغتيال شقيقته مخالف للحقيقة التي كشفتها العديد من التحقيقات العربية والدولية، ومحاولة لتضليل العدالة الدولية، لكننا سنقف له بالمرصاد.

وتابع أن تحقيق جيش الاحتلال الذي ظهر بعد 4 أشهر من اغتيال شيرين أبو عاقلة جاء ضعيفًا والفيديوهات التي تضمّنها متضاربة.

وأكد شقيق شيرين أبو عاقلة، أن اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال شيرين لا يعفيها مطلقًا من المساءلة القانونية، بل يستوجب مثولها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

اقرأ أيضا: واشنطن تطالب إسرائيل بتحديد المسؤولين عن قتل شيرين أبو عاقلة

موضوعات متعلقة