الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 08:36 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في اليوم العالمي للغة العربية.. شيخ الأزهر: علموا أبناءكم التمسك بها.. ومجمع البحوث يطلق حملة «هُوية وارتقاء»

اليوم العالمي للغة العربية
اليوم العالمي للغة العربية

لغة الضاد.. هكذا سميت اللغة العربية التي شرفها الله سبحانه وتعالى أن جعلها لغة القرآن الكريم والشريعة الإسلامية، وتعد واحد من أهم لغات أهل الأرض وأكثرها انتشارا في العديد من الدول، حيث يحتفل اليوم باليوم العالمي للغة العربية التي يحل في 18 ديسمبر من كل عام.

وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية منذ عام 2012؛ ويرجع السبب وراء اختيار يوم الثامن عشر من ديسمبر تحديدًا ليكون يومًا عالميًا للغة العربية إلى كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمة المتحدة رقم 3190، والذي ينص على إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، وكان ذلك في عام 1973، بعد ضغط دبلوماسي من قبل المملكة العربية السعودية والمغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى.

الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، طالب بالحفاظ على اللغة العربية والتمسك بها، مؤكدا أنها شاهدة على تقدم المسلمين والعرب على مر العصور.

شيخ الأزهر: اللغة العربية شاهدة على تقدم المسلمين.. علموا أبناءكم التمسك بها

وقال شيخ الأزهر، في بيان له، تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية: تمسكوا بلغتكم العربية، وحافظوا عليها، وعلموها أبناءكم، وازرعوا فيهم أن اللغة هُوية، وأن الحفاظ على الهُوية لا يتعارض مع الحداثة ورَكْب التقدم، فلقد اختُصَّت العربية دون بقية اللغات بفضائل عدة؛ فكانت وعاء لخاتم الرسالات، وشاهد عيان على تقدم المسلمين والعرب وتفوقهم في مختلف العلوم على مرِّ العصور.

مجمع البحوث يطلع حملة: «اللغة العربية .. هُوية وارتقاء»

مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أعلن إطلاق حملة توعوية شاملة بعنوان: «اللغة العربية .. هُوية وارتقاء»، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، في إطار جهود قطاعات الأزهر الشريف في الاهتمام باللغة العربية وفنونها المختلفة والعمل على الارتقاء بها من أجل الحفاظ على الهُوية.

كما أطلق مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر حملة بعنوان "قَـوِّمْ لِسانًـا تَبْنِ إنسانًـا"؛ تستهدف تمكين اللغة العربية في قلوب الناطقين بها، وتنمية ذائقتهم اللُّغوية، وإبراز قدرتها على ترسيخ القيم الخُلُقية.

المحرصاوي: اللغة العربية حصن وحياة

كما قال الدكتور محمد المحرصاوي نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن الله سبحانه وتعالى اختص اللغة العربية بأن تكون لغة القرآن الكريم وذكر سبحانه وتعالى ذلك في عدة آيات، حيث جاء في قوله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

وأضاف نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، أنه يجب علينا أن نحافظ علي لغتنا العربية، وأن نعتز بها، فتعلم اللغة العربية من أعظم القربات التي نتقرب بها إلي المولى عز وجل، وأشار إلي أن اللغة العربية هي لغة عالمية منذ أكثر من 1500 عام، وعالمية اللغة العربية جاءت من عالمية الإسلام الذي جاء رحمة للناس أجمعين مصداقا لقوله سبحانه وتعالي ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ).

جاء ذلك خلال فعاليات الحفل الذي أقامه مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، اليوم تحت رعاية المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ، وانطلاق حملة (لغتنا العربية..حصن وحياة)، والتي أطلقها المركز وشارك بها عدد كبير من المسؤولين والطلاب والمعلمين من مختلف الجنسيات حول العالم.

واستعرض د.المحرصاوي جماليات اللغة من خلال شرح عدد من أسس اللغة العربية التي توضح جماليات اللغة وبلاغتها، وأكد أن فهم اللغة العربية يؤدي إلى الفهم الصحيح للقرآن فمن لا يحسن اللغة العربية، ويعرف الأساليب اللغوية، ولسان العرب لن يجد سبيلا إلى فهم وتذوق القرآن، ولا يستطيع أن يفهم مراد الله، ومن هنا ينشأ التطرف والفهم الغير صحيح لآيات القرآن الكريم ومعانيه .

وفي ختام كلمته دار حوار مفتوح بينه وبين الطلاب، وأوصاهم بتذوق اللغة والحرص علي التزود منها وقراءة مختلف الكتب لتوسيع مداركهم ، ذلك لما للغة من دور مهم في الثقافة والهوية و خلق الوعي .

وأكد سعد المطعني المسؤول الإعلامي بالمنظمة، أن مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، يعتبر إحدي قلاع تعليم اللغة العربية في عالمنا العربي، ويقدم خدمات جليلة للطلاب من مختلف الجنسيات، ويقوم بدور تنويري في تعريف هؤلاء الطلاب وتمكينهم من اللغة العربية وجمالياتها، حتى يتسني لهم التعرف علي الفهم الصحيح للقرآن الكريم وعلومه وعلوم الشرع المختلفه.

الأزهر هو الحارس الأمين على اللغة العربية ودراستها

من جانبه، أكد الدكتور حسن يحيى، مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الملتقى الرابع عشر الذي تعقده الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تحت عنوان «اللغة العربية.. لغة كتابة وهوية أمة»، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يأتي في إطار ما تقوم به الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء من جهود في ملاحقة قضايا الأمة وبيان الرأي السديد فيها والحفاظ على لغة القرآن وبيان سماحة الإسلام وحرصه على أمن الناس والمجتمع.

وأوضح الدكتور حسن يحيى خلال إدارته للملتقى بالجامع الأزهر أنَّ هذا الملتقى جاء في مكان عتيق عريق عزيز على نفوس المسلمين وأهل العلم وهو الجامع الأزهر، وبمشاركة كوكبة كريمة من العلماء الذين مارسوا اللغة العربية تأليفا ودرسًا وتدريسًا وصاغوا من أساليبها وتراكيبها بيانًا يهدي الناس سبل الرشاد، وقد كان الأزهر على مدار تاريخه حاميًا وحارسًا أمينًا للغة العربية وصفاء معينها، مستشهدًا بقول الشاعر الأزهري الدكتور علاء جانب: أنا من أتيت من الحجاز أميرة * وسكنت من بعد الحجاز الأزهر.

وأشار مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء إلى أنه إلى جانب ما قام ويقوم به الأزهر الشريف من جهود على دراسة اللغة وحمايتها وإثرائها فقد كانت مصر من أوائل الدول العربية والمجتمعات التي اعتنت باللغة العربية وأنشأت مجمع اللغة العربية في ديسمبر 1932م في عهد الملك فؤاد الأول، ليقوم بدور مهم وبارز كذلك في إثراء اللغة وحراستها وإصدار العديد من المعاجم والمؤلفات اللغوية.

وفي ختام الملتقى العلمي الرابع عشر للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، دعا مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء إلى ضرورة أن تقوم معاهدنا ومدارسنا وجامعاتنا بدورها ومسؤوليتها في تحقيق الأمن اللغوي، فهو لا يقل شأنًا عن الأمن الغذائي والأمن القومي والأمن الجغرافي، مؤكدًا أن اللغة العربية لغة ثرية موسوعية بما فيها من مصادر وتراكيب ودلالات وتحتاج منا إلى جهد متواصل وحقيقي في دراسة وتدريس لغة القرآن والتأليف بها.

تنشئة الأجيال على حفظ القرآن وتعلم اللغة العربية

في السياق ذاته، دعا الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، إلى تنشئة الأجيال على حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية، والحفاظ عليها نقية وعدم خلطها بغيرها.

وأشار إلى أن هناك حاجة إلى مناهج في التعليم تحافظ على هُوية الأمة وخصوصيتها، وحاجتنا إلى علماء وإلى مجامع تقوم بترجمة العلوم والمصطلحات العلمية إلى اللغة العربية لأنه لا سبيل إلى رفعة الأمة إلا بذلك، وأمامنا الأمم المتحضرة والمتقدمة الآن كل منهم يحافظ على هويته بالحفاظ على لغته والاعتزاز بها؛ ويأبى أحدهم أن يدرس علما من العلوم المعاصرة أو التجريبية إلا بلغته، لأن اللغة «دلالة الهُوية»، ولكن هنا للأسف نجدد من يقلل من اللغة ويريد لها أن تذوب وتذهب ريحها.

وأوضح أن احتفال الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء باللغة العربية اليوم في يومها العالمي هو في واقع الأمر يأتي انطلاقًا من فضل ومكانة اللغة العربية في ديننا الحنيف، فقد شرف المولى -عز وجل- هذه اللغة تشريفًا عظيمًا كبيرًا ساميًا منذ أن نزل الوحي على سيدنا محمد ﷺ، فهي لغة القرآن والتنزيل، كما شرفها سبحانه بأنه تكفل بحفظها كفالته بحفظ كتابه الكريم، وجعلها لغة العلم والعقل والبيان.