الطريق
السبت 20 أبريل 2024 03:15 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

طوكيو تحصّن حدودها باستراتيجية دفاعية جديدة

طوكيو تحصّن حدودها باستراتيجية دفاعية جديدة - أرشيفية
طوكيو تحصّن حدودها باستراتيجية دفاعية جديدة - أرشيفية

يرى بعض الخبراء أن الاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي أعلنت عنها اليابان يوم الجمعة الموافق 16 ديسمبر 2022، من أجل زيادة إنفاقها الدفاعي ومواجهة تنامي نفوذ الصين في المنطقة تحولًا كبيرًا في السياسة الدفاعية اليابانية منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما نشرته صحيفة "وول ستريت".

واعتقد بعض الخبراء أن رئيس الوزراء "فوميو كيشيدا" نجح في إقناع الشعب بأهمية وضع هذه الاستراتيجية في ظل التهديدات المتزايدة من الصين وكوريا الشمالية.

يأتي قرار اليابان بشأن وضع هذه الاستراتيجية بعدما أطلقت الصين 5 صواريخ باليستية في المياه القريبة من اليابان في أغسطس الماضي، علاوة على ذلك، تستمر كوريا الشمالية في بناء ترسانتها النووية التي تهدد العالم.

اليابان ستشتري قرابة 500 صاروخ "توماهوك كروز" الأمريكي شديد التدمير

وفي هذا الإطار، أكد المسؤولون في اليابان أن الوقت قد حان للاستعداد إلى كافة السيناريوهات السيئة، وأنه بموجب الاستراتيجية الجديدة، ستستورد اليابان صواريخ بعيدة المدى يمكنها ضرب مواقع إطلاق الصواريخ والسفن في كافة الدول التي تشكل تهديدًا بالنسبة لطوكيو، بالإضافة إلى شراء قرابة 500 صاروخ "توماهوك كروز" الأمريكي؛ ويساعد ذلك الصاروخ الدول على التفكير مرتين قبل مهاجمة دولة مجاورة؛ نظرًا لأنه شديد التدمير.

طوكيو ستزيد الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027

ومن المقرر أن تزيد طوكيو الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، أي ضعف نسبة الإنفاق الدفاعي في الوقت الحالي؛ وذلك للحفاظ على أمنها القومي ضد التهديدات الأكثر تعقيدًا من قِبَل الصين وغيرها.

تايوان لا تملك القدرات العسكرية الكافية التي تدعمها في مواجهة بكين

وتعلم الحكومة اليابانية جيدًا أن سلسلة الجزر من جنوب اليابان إلى تايوان تعتبر بمثابة نقطة ضعف لتلك الدول، خاصة أن الصين قد بدأت منذ فترة طويلة في تكثيف أنشطتها العسكرية حول تايوان، كما أن تايوان لا تملك القدرات العسكرية الكافية التي تدعمها في مواجهة "بكين"؛ لذا فإن مصير تايوان أصبح مهما بالنسبة لليابان؛ لأنه سيساعدها على تحديد الطرق التي ستتخذها الدولة للدفاع عن نفسها في حال أصرّت الصين على قرارها بشأن السيطرة على تايوان.

ومن بين المشتريات العسكرية التي قررت اليابان استيرادها السفن البحرية، والطائرات المقاتلة، مع تعزيز الاستثمار في مجال الأمن السيبراني، فضلا عن أن اليابان قد طالبت الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة بمساعدتها على إعادة التسلح، من خلال دعمها بالغواصات الهجومية البحرية، وزيادة إنتاجها من الذخائر بعيدة المدى، وكذلك زيادة المعدات والقوات المتواجدة في منطقة المحيط الهادئ، وقاعدة "كادينا" الجوية في مدينة "أوكيناوا".

وبالرغم أن العديد من الخبراء كانوا يتوقعون أن تنتقد الصين استراتيجية اليابان الدفاعية الجديدة، بينما لم تُدْل الصين بأي تعليق إلى الآن، ويلقي المسؤولون في اليابان باللوم على الصين في التهديدات الأمنية التي اندلعت في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، خاصة المناوشات مع الهند، وأستراليا، وعدم ردعها لكوريا الشمالية فيما يتعلق بإجراء تجارب نووية وإطلاقها للصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى تحركات الصين العسكرية في بحر الصين الجنوبي والتهديدات المتزايدة ضد تايوان.

اليابان تتمتع بالقدرات الاقتصادية والثروة الكافية التي تساعدها على ردع الصين

ويرى بعض المحللين أن اليابان باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في العالم، فإنها تتمتع بالقدرات الاقتصادية والثروة الكافية التي تساعدها على ردع الصين.

ويعتقد بعض الخبراء أن استراتيجية اليابان العسكرية الجديدة تعد ثورة على حالة السلم التي أقرها الدستور الياباني بعد الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى أن هذه الاستراتيجية تكشف أن اليابان ما زالت تلتزم برؤية رئيس الوزراء الراحل "شينزو آبي" الذي دائما ما كان يدعو إلى التخلص من التردد بشأن تعزيز الجيش والمعدات العسكرية.