الطريق
الخميس 18 أبريل 2024 05:41 صـ 9 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كيف بدأت الماسونية؟.. الإخوان والمشاهير وكأس العالم في قبضة سحر «فرسان الهيكل».. والمجتمع يحاول النجاة

الماسونية والبافوميت- مصدر الصورة: ياندكس
الماسونية والبافوميت- مصدر الصورة: ياندكس

بالرغم من أن الماسونية شبح خفي يعتمد على الأسرار وغرضه الأساسي الخفاء وسط المجتمع، إلا أنها ظهرت بشكل علني في موسم كأس العالم مونديال قطر 2022، حيث التقطت عدسة الكاميرا صورة لشخص في مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الكرواتي، مرتديًا بذلة تدعو إلى رمز الشيطان "بافوميت" والذي يدعو للماسونية، واقفًا بشكل ثابت في صالة كبار الزوار.

هذه الصورة ما زالت عالقة في أذهان جميع الشعوب العربية، متسائلين عن هوية الماسونية والاتجاه الذي يسلكه هذا الفكر، وإلى ماذا تشير تلك الرموز التي جاءت على شكل نجمة ووجه ماعز.

وفي السطور التالية يفتح لكم "الطريق" أسرار الماسونية وأغراضها، وظهورها العلني في كأس العالم، ويسلط الضوء على تفاصيل لأول مرة يكشف عنها.




البافوميت في التلمود

في هذا الصدد قال محمد قريش، باحث في الفكر الماسوني وصاحب كتاب "رجال الحكم بالسر"، إن ظهور "البافوميت" في مباراة المغرب وكرواتيا جاء تحليله من قبل الجانب القطري على أنه حيوان "المها" الذي يمثل الرموز الخاصة للخطوط الجوية القطرية، ولكن هذا الأمر غير صحيح لأن لدينا الكثير من الشواهد التاريخية التي تؤكد أن هذا الرمز يدل على الشيطان الذي يتجسد في شكل ماعز واتباع الفكر الماسوني، مؤكدًا أنه معتمد في التلمود.

وأوضح قريش في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن التلمود قد أشار إلى هذا الشكل "البافوميت" بأنه هو الشيطان الذي يسكن جهنم وجاء للأرض لمحاربة بني آدم، لافتًا إلى عصرنا الحديث الذي حيث جاءت الحملات الصليبية على الشرق لتكون شاهدة على تلك الشعار، نظرًا لاعتقادهم أنه يمنحهم الجرآءة والقوة.


بداية البافوميت


وأشار إلى أن هناك شخص يدعى "آليستر كراولي" يوصف بأنه أخبث من وجد على سطح الأرض، صاحب كتاب "القانون" لعام 1923، الذي أقر أن العقيدة التي يجب أن نؤمن بها هي اتباع النفس البشرية حيث اتباع الهوى والشهوات، ذلك بالإضافة إلى أنه كان مادحًا لصورة الشيطان "البافوميت"، معربًا أنه مثال للتحرر من القيود.

ومن ثم جاء خليفة "آليستر كراولي"، رجل أمريكي يدعى "أنطوان ليفي" أحد عبدة الشيطان، الذي أنشأ أول كنيسة لعبادة الشيطان على مستوى العالم عام 1966، وكانت تلك الكنيسة قد أسست في منطقة سان فرانسسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية، وأصدر كتاب مقدس أطلق عليه "الإنجيل الأسود"، واتخذ الشيطان رمزًا للكنيسة وهو عبارة عن نجمة خماسية مقلوبة، وبداخلها وجه ماعز، وتم تسميتها بنجمة "بافوميت".





بداية الماسونية

حلل محمد قريش هذا الأمر، بأن اتخاذ النجمة والماعز للبافيت، لأن النجمة الخماسية مرتبطة بمحاكم التفتيش في أوروبا قديمًا، لافتًا إلى أن هذه القصة تعود إلى رحم الماسونية وهم جماعة "فرسان الهيكل"، إذ أنه مع بداية الحملات الصليبية على الشرق جاء مجموعة مكونة من 9 فرسان عام 1118، معتقدين أنهم سيتمكنوا من حماية طريق الحجيج للشرق، وذلك عقب التوجه إلى الملك "بلدوين الأول" في القدس.

وبرغم من أن ما أقروه غير مقنع، إلا أنه تم تخصيص مقر خاص لهم، وبدأوا في البحث عن هيكل سيدنا سليمان، نظرًا لاعتقاد اليهود بأن القوة السحرية لدى سيدنا سليمان المذكورة في القرآن الكريم، لذلك يبحثون عن المعارف السرية، لذلك يعد جماعة "فرسان الهيكل" هم بداية الماسونية.

وفي عام 13 أكتوبر 1307، تم القبض على فرسان الهيكل، لذلك في الثقافة الغربية يطلقوا على هذا اليوم اسم "الجمعة المشؤومة".







سر الإقبال على الاتجاه الماسوني

أما بالنسبه إلى أسباب إقبال الكثير إلى الفكر الماسوني أعرب الباحث في القضية الماسونية، أن الفكرة تكمن في تقديم حالة جذابة على غير حقيقتها، موضحًا أن الماسونية تحاول بمناداة الخير والمساعدة والعدالة الاجتماعية والسواد النقي، لذلك أصحاب الاختلال النفسي هم أكثر فئة يتجهون للماسونية.

وأكد أن الماسونية كانت موجودة في مصر لفترة طويلة إلى أن منعها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، عندما قرأ كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"، وعلى الفور حذر وجود الماسونية في مصر، على الرغم من أن هناك العديد من الفنانين المصريين الذين كانوا يتبعون الفكر الماسوني، منهم يوسف وهبي، كمال الشناوي، محمود المليجي، محسن سرحان.

الفكر الماسوني وجماعة الإخوان المسلمين

وبالنظر إلى الماسونية نجد أن هناك علاقة وطيدة بينهم وبين جماعة الإخوان المسلمين، حيث يتم تجهيز عناصر دينية على شكل الإرهاب معتقدين أنهم بهذا الشكل ينصروا دين الله والرسول، موضحًا أن حلقة الوصل بين الاتجاهين هو استخدام التمويه وإظهار عكس الحقيقة، وبالتالي القدرة على جذب أكثر عدد من الأتباع، إذ أنهم يقدموا دين بل قيود، ويرجع ذلك لانحطاط الأسرة وبالتالي التذبذب النفسي.

سر العلاقة بين الماسونية والشذوذ الجنسي

وأشار الباحث في الفكر الماسوني، إلى "كنيسة الشيطان" التي تنص على ممارسة الخطايا الـ10، منها القتل والسرقة والاغتصاب والنهب والشذوذ الجنسي والأنانية المفرطة واتباع الهوى.

الترابط بين الحركة الماسونية واليهود

أكد أن الماسونية هي حركة سرية مرتبطة باليهود، موضحًا أن هدف اليهود الرئيسي يعتمد على كتاب الدولة اليهودية لعام 1898، الذي ينص على ضرورة العمل بجد لاستكمال المسار التوراتي للتاريخ، حيث إنشاء وطن مقدس لليهود في فلسطين وصولًا للحصول على النيل والفرات، حتى يظهر ملك اليهود المنتظر أي "الملك الماسوني".

الماسونية وعبدة الشيطان

واختتم صاحب كتاب "رجال الحكم بالسر" حديثه عن الماسونية، بالنظر إلى عبدة الشيطان الذين اتخذوا هذا الفكر أساس لهم مسلمين أنفسهم دون وعي.

وأوضح أن طقوس عبادة الشيطان تشمل 3 أمور، أولًا تقديم قرابين بشرية وخاصة أطفال لأن دمائهم طاهرة، ثانيًا تتم ممارسات لا أخلاقية، ثالثُا طقوس السحر الأسود حيث الشموع والنجوم الخماسية واستحضار للشياطين وكائنات العالم الآخر.

ولفت النظر إلى اليهود أنهم يفضلون فصل أنفسهم عن المجتمعات، ذلك لارتباطهم الشديد بطقوس السحر الأسود وعملية قتل الأطفال، وهذه الأمور موثقة في الكتب والمراجع.

كيف يتصدى الدين الإسلامي للفكر الماسوني؟

فتحت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، صدرها الرحب لتكشف نظرة الدين الإسلامي لهذا الاتجاة الماسوني المنفلت، الذي ينهي عقول البشرية.

بينت نصير خلال حديثها لـ"الطريق"، أنه لا يجوز الخوض في الفكر الماسوني بأي شكل، منبهة على كل من قرأ في هذا الأمر عليه أن يعود عن ما هو عليه ويكون على يقين تام أن الدين الإسلامي هو دين الحق، أما الماسونية فهي جحيم يقضي على البشرية.

أما بشأن عبدة الشيطان والعالم السفلي، فهو كفر لا مبرر له، فأؤلئك يقضون على عقولهم ويتوجهون لهدم مستقبلهم، مؤكدة أن من يدخل في هذا العالم لا يخرج منه سليم.

وأشارت أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، إلى الأشخاص الذين يقرأون في الماسونية، ناصحة بضرورة ذكر الله ونطق الشهادة والاستغفار وقراءة القرآن الكريم.

وأكدت أنه من الضروري نشر الوعي الديني في كل مكان للحفاظ على مستقبل الشباب من هذا الفكر الماسوني الشيطاني الذي سينتهي بهم إلى جهنم.

ملء الفراغ العقلي ضد الماسونية

ومن جهته قال اللواء نصر سالم باحث سياسي ومستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الفكر الماسوني متسلسل ومتلصص كأنه شبح لا يمكن لشخص أن يقر على نفسه الماسونية، تحسبًا للاضطهاد الذي سيواجهه.

وتابع سالم لـ"الطريق"، أن الفكر الماسوني يحاول السيطرة على العالم من خلال أذرع ومفاهيم معينة دون أن يشعر أحد، شأنه شأن جماعة الإخوان الإرهابية، حيث الرغبة الملحة للتمكين.

وأردف الباحث السياسي، أنه من الضروري السيطرة على مواقع السوشيال ميديا، والابتعاد عن المخاطر الناجمة عن الفكر الماسوني الذي قد ينهي بحياة الكثير من أفراد العالم، ناصحًا بضرورة وعي كافة الشعوب وملء الفراغ العقلي الذي قد يسيطر عليه الفكر الماسوني، وتنبيه الشعوب لخطورته.

الوعي النفسي قبل قراءة الماسونية

وفي السياق ذاته أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الصحة النفسية، أن الفكر الماسوني يستهدف النفوس البشرية الضعيفة الغير متزنة التي من السهل السيطرة عليها، لذلك يندرجون تحت تلك المنظمة دون عرقلة.

وأشار فرويز خلال حديثه لـ"الطريق"، إلى أن المجتمع الشرقي الذي نعيش فيهم حيث يأخذ الوازع الديني أساس له، لذلك هناك أشخاص يرغبون في الخروج من هذا الوازع والتطرق لأفكار أخرى شاذة عن الطبيعي.

وواصل استشاري الصحة النفسية، أنه يجب على الفرد قبل أن يخوض في قراءة الاتجاه الماسوني يجب أن يكون لديه الوعي الكافي لعدم الانجذاب لهذا الشبح الي يسيطر على الفكر دون استئذان.

حرب أفكار

ومن جانبه كشفت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع السياسي، تأثير الفكر الماسوني على المجتمعات الشرقية، قائلة إن الحرب ليست بالصواريخ والقاذفات فقط، ولكنها أكثر اعتمادًا على الفكر الذي يحرك الفرد.

وأعربت خضر لـ"الطريق"، أن الفكر الماسوني يوجه اعتماده الكلي على عقل الشباب لأنهم أكثر فئة فضولية ترغب في التجربة وخوض المغامرات مهما كانت النتيجة، مؤكدة أننا نعيش وسط حرب أفكار وكل فكر يرغب في سيطرته على المجتمع.

وأضافت أستاذة علم الاجتماع، أن الماسونية تحاول جاهدة في هدم المجتمع الشرقي السوي وإلغاء المبدأ القائم عليه، مشيرة إلى السوشال ميديا الضارة التي تقدم بعض النماذج المتعلقة بأمور عبدة الشيطان والماسونية، لتثير وازع الفضول لدى الشباب.

اقرأ أيضًا: الجن العاشق كلمة السر.. «الطريق» تخترق كهوف الدجالين على فيسبوك