الطريق
السبت 27 أبريل 2024 02:46 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

المجيدي لـ ”الطريق”: ”الظل والضوء ” تناقض من أجل التكامل

جمال اليمن ومعاناته في معرض فني بالأوبرا

جانب من لوحات المعرض ـ خاص
جانب من لوحات المعرض ـ خاص

اختار الفنان التشكيلي اليمني يوسف المجيدي، القاهرة لإقامة أول معرض "خاص" له بعد مشاركته آخرين في أكثر من عشرين معرضًا فنيًا جماعيًا.

حمل أكثر من 100 لوحة فنية مستوحاة من جمال طبيعة اليمن ومعاناته احتضنتها قاعة زياد بكير في دار الأوبرا المصرية تحت عنوان "ظل وضوء" حيث شهدت إقبالا جماهيريًا ملحوظًا.

ضمّ المعرض عدة أعمال فنية بمقاسات وألوان مختلفة، استخدم فيها الفنان تقنيات مختلفة، مثل: الألوان المائية، وألوان الزيت، والحبر الأسود والأبيض.

استعرض المجيدي في أعماله الفلكلور اليمني، والزي الشعبي، وأبرز العمارة الشعبية، وبعضا من العادات اليمنية، وأدرج صورا للبيئة اليمنية الخضراء الشاسعة، وملامح حياة المواطن اليمنى، بين الجمال والمعاناة الناتجة عن الحرب.

والفنان المجيدي حاصل على بكالوريوس التربية الفنية من كلية الفنون الجميلة باليمن، وشارك في المعرض الذي أقامته السفارة اليمنية فى القاهرة العام الماضي.

التقت جريدة "الطريق" بالفنان التشكيلي اليمني يوسف المجيدي، وتوجهت إليه بعدة أسئلة، وكان هذا الحوار:

- كم لوحة شاركت في هذا المعرض؟ وهل تخطط لإقامة معارض جديدة في مصر؟

تقدمت لهذا المعرض بـ113 لوحة فنية، ولكن القاعة لم تتسع إلا لـ90 لوحة فقط، ولم أتمكن من عرض 23 لوحة.

وأحرص على إقامة المزيد من المعارض في مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة الزمالك وأكاديمية الفنون.

أعشق جميع لوحاتي

- أي اللوحات في معرضك هذا أقرب إلى نفسك ولماذا؟

أعتبر لوحة الفتاة التي تحمل المشاقر وخلفها منظر طبيعي خلاب هي الأقرب إلى نفسي؛ لأنها آخر إنتاجي، وأعتبرها أصغر أولادي والأصغر دائما الأقرب.

وهذا في الحقيقة لا يتعارض مع كوني أعشق كل اللوحات؛ فكل لوحة منها تعد جزءا من روحي، وكل أعمالي أنتجها بذاتية روحية، وقناعة ذاتية.

- يدرك المتأمل في لوحاتك أنها مستوحاة من البيئة اليمنية.. أليس كذلك؟

هذا صحيح، فقد كانت البيئة اليمنية، ولاتزال، مصدر إلهامي في جميع لوحات هذا المعرض، ويرجع ذلك إلى أنني أحب اليمن كثيرا، وأحب بيئتها، ولذلك استطعت أن أنتج هذه اللوحات، ومعظمها رسمته وأنا في اليمن.

بين التناقض والتكامل

- أطلقم على المعرض عنوان "الظل الضوء".. هل لنا أن نتعرف منكم على الغرض وراء ذلك؟

هذه ثنائية فلسفية عن النقيض والتناقض، ذلك التناقض الذي يشكل الاكتمال، مثل الليل والنهار والذكر والأنثى، والظل والضوء.

هذا التناقض يعطينا الاكتمال والتكامل للشيء، فتحت هذه القبة وبداخل هذه القاعة جمعت لوحاتي بين الجمال الطبيعي والمعاناة التي يعانيها الإنسان في اليمن، فهذا نقيض أيضا من خلاله جاءت التسمية "الظل والضوء".

- ما السر وراء استخدامك الألوان المائية في اللوحات التي يضمها هذا المعرض؟

المواد المستخدمة في هذه اللوحات كانت الألوان المائية، والألوان اكليريك، وأقلام الرصاص، وسائل حبر أبيض وأسود.

والسر وراء استخدام الألوان المائية يتمثل في أنها تتناسب كثيرا مع البيئة اليمنية، ذلك أنها بيئة طبيعية، بها طين وماء، الأمر الذي يجعل الألوان المائية تناسب معها تماما.

إقبال جماهيري كبير

- هل حقق المعرض النجاح الذي كنت تسعى إليه من ورائه؟ وكيف تفاعل معه الجمهور من وجهة نظرك؟

الحقيقة أنني سعيد جدا بما حققه المعرض من نجاح كبير، أعتبر هذا المعرض ناجح بصورة تفوق ما كنت أتوقعه، وأنا مسرور بهذا المعرض بشدة حيث زاره جمهور كبير من جنسيات مختلفة سواء كانوا مصريين أو يمنيين أو من بلدان أخرى.

- هل بيعت لوحات للجمهور خلال فترة المعرض؟

لم يحدث، وهذا في رأيي أمر طبيعي في هذه الفترات، ولم يشعرني ذلك بأي حرج أو حزن، كما أنه لم يقلل من سعادتي بنجاح المعرض، والتفاعل الملحوظ من الجماهير.

جائزة رئيس الجمهورية

- هل أقمت معارض سابقة على هذا المعرض؟ وهل حصلتم على جوائز عن أعمالكم الفنية؟

هذا المعرض هو معرضي الشخصي الأول، وسبق أن شاركت مع آخرين في عدد من المعارض الفنية الجماعية.

وقد حصلت على عدد من الجوائز، منها: جائزة رئيس الجمهورية على مستوى محافظة الحديدة، والمركز الثاني على مستوى الجمهورية لمسابقة أفضل بيئي سياحي.

- مَنْ مِن الفنانين السابقين أو الحاليين تعتبره قدوتك في هذا المجال؟

كل الفنانين السابقين قامات كبرى وأعمالهم محل تقديري، لكني أحب أعمال الفنان هاشم علي بشكل كبير، ذلك أنه يعطي انطباعا جميلا من خلال أعماله باستخدام الألوان، وأيضا المبالغة في لوحاته القريبة من السريالية، فهو يخلق موضوعا ديناميكيا حركيا مبالغا فيه، شديد الجمال.

فالفنان هاشم علي بالنسبة لي هو الأقرب، ولكن هذا لا يقلل أبدا من مكانة القامات الفنية الأخرى.

- هل تتبع مدرسة فنية معينة أم تؤمن بالفن الحر؟

أما مع حرية الفن طبعا، فلكل فنان أسلوبه الخاص، ويجب أن يمتاز بالقدرة على الاختيار من أجل إنتاج أفضل.

اقرأ أيضًا: «النقل الريفي في مصر».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب