الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 06:13 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

يوسف زيدان: الديمقراطية ليست حل.. وقصص القرآن أساسها عبراني

يوسف زيدان - مختلف عليه قناة الحرة
يوسف زيدان - مختلف عليه قناة الحرة

حل الدكتور يوسف زيدان، الأحد الماضي 25 ديسمبر 2022، ضيفًا مع الأعلامي إبراهيم عيسى في برنامج «مختلف عليه» على قناة الحرة، حيث تناول اللقاء أهم الأسئلة المطروحة على الساحة، وقضية استقالة «زيدان»، من اتحاد كتاب مصر في حلقتين منفصلتين.

وكانت أهم نقاط الحوار كالتالي:

إفلاس النهج الوهابي

صرح يوسف زيدان، قائلا: «أن ما يحدث في إيران والمملكة من تحول هو أعلان إفلاس للنهج الوهابي الذي كان سائدًا في المملكة ونهج الخوميني الذي كان في إيران لوجود بديل، والأمير محمد بن سلمان طرح بديل لذيذ، نفس اللي طرحه أباطرة الرومان والمماليك».

ويرى «زيدان» أن البديل يطرح نفسه بالفعل في الواقع في أيران لوجود فئات مستنيرة، حيث عقب على قرار إلغاء شرطة الأخلاق بقوله "هي شرطة الرزالة على البشر".

المشروع البديل

وأوضح أنه لم يُطرح بعد المشروع البديل في مصر قائلاُ: "رئيس الجمهورية والوزراء السائرين في ركابه يهتمون بالبنية الأساسية، لم ينتقلوا بعد لطرح مشروع، على الرغم من أهمية ما يقوم به".

اقرأ أيضًا: الاحتجاجات الإيرانية تتجه للتصعيد.. اضرابات تجتاح طهران واعتقال صحفيين

العلمانية في الدولة المصرية

وبخصوص دعاوى العلمانية في الدولة المصرية؛ أكد «زيدان» أن في مصر مشكلة التعليم، والبديل هو التثقيف العام من خلال والوسائل التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي الموجودين فعلاً فممكن من خلالها يتم عملية التثقيف.

وأشار الدكتور يوسف، إلى أنه ينشر شروحاته على الإنترنت بدون أعلانات أو استفادة مادية، بغرض المنفعة العامة فقط، أما عن اقتصاره في الفترة الماضية على الندوات الفكرية يرجع لوجود جمهور حقيقي، مهتمين بالقضايا المهمة، بدون الانحياز، بعيدًا عن فكرة الانتشار.

وقد أوضح في عدة نقط أن الصفوة هي من تقود المجتمعات قائلًا: "فكما هو الحال من انتقال العصور المظلمة إلى عصور التنوير فالمحركين هم الصفوة تقريبًا من 200 لـ250 شخص، قادوا القارة للخروج من عصور الظلام".

مفهوم النخبة أو الصفوة بأهل الحل والعقد

وتتابع، في سياق الحوار، رابطًا مفهوم النخبة أو الصفوة بأهل الحل والعقد في الثقافة الأسلامية قائلًا: "مفهوم أصحاب الحل والعقد فهو مفهوم رخو، ليس له تعريف، والمفاهيم الكبرى إذا لم تحدد بدقة تسبب فوضى، أهل الحل والعقد سلطة تنفيذية، ولم يكن لدينا في تاريخنًا أهل حل وعقد بل كانوا حكام، كان هناك جماعات دينية تتبنى العنف، أما أن تحل أو تعقد فهو محض هراء".

الديمقراطية

وتحولًا للرجوع للسياق السياسي في المجتمع المصري والعربي ككل قال: أنا أرى إن الديمقراطية ليست الحل، بل هي كارثة وسأوضح ذلك في صالوني القادم، ومن الممكن التدليل على ذلك حاليًا بأخذ شاهدين عدول، أولهما أفلاطون ورأيه في الديمقراطية وكونها أسوء أنظمة الحكم في كتابه «الجمهورية»، والشاهد الآخر هي إن الديمقراطية هي من آتت بمحمد مرسي والأخوان. فالديمقراطية ليست هي السبيل بشكل مطلق.

يوسف زيدان: "احياناً تكون الأفكار أعلى من مستوى الاستيعاب مثلما حدث مع طه حسين ونجيب محفوظ"؛ مؤكدًا أن "نجيب محفوظ لو كان لديه حراسة لم يكن حدث ما حدث معه في الشارع، وأيضًا لو لدينا وكيل نيابة مثل محمد نور الذي حقق مع طه حسين كان حالنا أصبح أفضل مما نحن عليه الأن".

واستكمل: "النهضة صفوية وأثارها ينعكس على الجمهور، الجمهور لا يصنع حضارة أو إبداع فني وليس مطلوب منه القيام بذلك".

العقل الجمعي العام المصري

وفي إطار الثقافة المجتمعية قال: العقل الجمعي العام المصري بصرف النظر عن الظواهر الدينية هو نقيض الدين، واثبتت من خلال الأمثلة الشعبية المصرية، فالثقافة الشعبية متناقضة، كمثال النار لا تحرق مؤمن وفي نفس الوقت المؤمن مصاب! وأيضًا على الرغم من رفض الجواز العرفي إلا أنه موجود في مجتمعنا، فالخيال الشعبي ينتج بدائل ثقافية كثيرة، من خلال الأمثال والسخرية.

واستزاد: المجتمع يحتاج لقيادة فكرية لترقية انماط التفكير العامة، هنا تصبح للديمقراطية مقدرة على اصلاح المسيرة السياسية.

العلماني عاوز إيه؟

أما عن الحديث عن الدعاوى العلمانية في مجتمعاتنا العربية؛ أشار زيدان إلى أن العلمانية من حيث المرادفة ترجمتها دنيوية، للتفريق بين رجال الكنيسة ووظيفتهم الدينية وبين المعاملات الدنيوية. فالكلمة ظهرت باللاتينية في أوروبا، وترجمتها الحالية خطأ، واستطرد: العلماني عاوز إيه؟ فصل الدين عن الدولة؟ لا يمكن فصل الدين عن الدولة في الأسلام، حيث أن الأسلام غير المسيحية، فالأسلام آتي لفرض مملكته في هذا العالم، بدليل حديث أمرت أن أقاتل الناس، فالأسلام طبيعته دنيوية وآخروية، أما المسيحية طبيعتها آخروية فقط لذا فحدث انفصال بين الدين والدولة، فلا يجوز هذا في الأسلام.

فعلى سبيل المثال الأسلام يحتوي على نظام المواريث بعكس الأناجيل، والقرآن ليس به عدد الصلوات، وهي شيء دنيوي، وإذا فرضت أن ذلك مسوغ لحكم رجال الدين ولكنه ليس فرضًا. موجهًا حديثه لأبراهيم عيسى.

ولفت زيدان إلى أن تاريخ القتلة المذكور في كتب التاريخ بهذه الفظاعة لإنها متأثر بلحظتها، ونصفها دنيوي.

إبراهيم عيسى: الدين ليس دولة بدليل عدم تناول النص نظام الحكم في الدين

وفي الحديث عن علوم القرأن ومحاولة ابراهيم عيسى لإستيضاح الفكرة عن زيدان تناولوا موضوع القصص القرآني، حيث علق زيدان قائلاً: القصص القرآني نوع من انواع المخاطبة لأهل شبه الجزيرة، فالقصص في القرآن اساسها عبراني، وما لم يكن عبراني جعلوه عبراني، بدليل الأسرائيليات، والعبراني اكبر عملية تلفيقية في التاريخ الإنساني.

كيفية الإرتقاء من وجهة نظر يوسف زيدان

موضحاً أن الأسلام بدأ في ظل تداعي دولتين عظام الروم والفرس. لذا فالنص القرآني مهتم بالأحداث العالمية بدليل غلبت الروم في أقصى الأرض؛ الدين ينظم حياتك بالأضافة لمعتقداتك بنسبة 50 لـ50، وحاول «زيدان»، طرح فكر آخر قائلاُ: عاوز ترتقي بأي مجتمع اترك رجال الدين جانبًا، وأزرع التفكير المنهجي، نظام البحث والمنطق انطلاقًا من قوانين الفكر الأساسية، وهذا هو السبب في الصراعات بين المفكرين ورجال الدين، فلو حاولت اقناع المتدين بقضية مثل الحجاب التي يعتبرها دينية لن يقتنع، يارب يعبد الكتكوت مش قضيتي.

أقرأ أيضاً: يوسف زيدان: كتاب جمال عبدالناصر عن فلسفة الثورة «مضحك».. وابن تيمية مفكر عظيم