الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 05:13 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
”ليلة القتلة”.. تجربة نوعية لثقافة الإسكندرية على مسرح الأنفوشي محمود أبو الدهب ل ”الطريق” : أتوقع فوز الأهلي على مازيمبي الكونغولي تاريخ لقاءات الأهلي ومازيمبي السابقة في دوري أبطال إفريقيا الصحة: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية سويلم يتفقد مشروعات الموارد المائية والري بالغربية.. صور ضبط سيدة بتهمة إدارة كيان تعليمي وهمي للنصب والاحتيال في الغربية تفاصيل جلسة جوزية جوميز مع لاعبي الزمالك استعدادا لمواجهة دريمز رضا عبد العال يكشف ل ”الطريق” عن توقعاته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة المصرية وزير التعليم العالي: الجامعات الأجنبية بمصر رافد جديد للتنمية العلمية والبحثية التنمية المحلية: بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة اليوم.. «إنفوجراف» قائمة الزمالك لكرة الطائرة سيدات استعدادا للبطولة الإفريقية

العوامل المؤثرة فى المتغيرات المناخية

رشا ربيع الجزار
رشا ربيع الجزار

في ظل الاهتمام العالمي بقضايا التغيرات المناخية وتصدر تلك القضية محور الفاعليات الدولية وكذلك الاجندات العالمية لما تمثله من تحد واضح للجميع دول استثناء، في محاولة للحيلولة دون تفاقم والحد من تأثيراتها المتزايد

ثلاث محاور

أولاً: ماهية التغيرات المناخية

ثانيًا: أسباب التغيرات المناخية

ثالثًا: الآثار المترتبة على التغيرات المناخية

أولاً: ماهية التغيرات المناخية

عبارة عن تغيرات في الخصائص المناخية للكرة الأرضية نتيجة للزيادات الحالية في نسبة تركيز الغازات المتولدة عن عمليات الاحتراق في الغلاف الجوي، بسبب الأنشطة البشرية التي ترفع من حرارة الجو، ومن هذه الغازات: ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكاسيد النيتروجين، والكلوروفلوروكربون، ومن أهم التغيرات المناخية: ارتفاع حرارة الجو، واختلاف في كمية وأوقات سقوط الأمطار، وما يتبع ذلك من تغير في الدورة المائية وعملياتها المختلفة

يعتبر التغير المناخي تحدي عظيم يواجه البشرية، وقد بدأ الاهتمام بهذه الظاهرة بداية القرن 19 حيث تمكن علماء وباحثين في جمال علم المناخ والأرض من التأكيد على أن مناخ الأرض في تغير مستمر وبطريقة سيكون تأثريها سليب على نمط حياة سكان الأرض من جميع النواحي، وهذا عائد لعدة أسباب طبيعية وبشرية. ومن نافلة القول إن قضية التغير المناخي أطلق عليها من قبل العالم كون سمرهايس اسم "الكارثة الزاحفة، ويرتبط مفهوم التغير في درجات الحرارة ارتباطًا وثيقا بالتغير المناخي، وحيث أن التغير في درجات الحرارة شكل مهم من شكال التغير المناخي، ولعل ذلك كان أمرًا كافيًا لجذب انتباه علماء المناخ في الآونة الأخيرة إلى موضوع التغير الحراري وهو الأمر الذي دفعهم للقيام بمحاولات جادة من أجل تحديد طبيعة هذه التغيرات والوقوف على أسبابها، والتغير الحراري يعني تغير في حالة درجات الحرارة يتم التوصل إليه باستخدام الاختبارات الإحصائية كالتغير في متوسطات الحرارة لمدة طويلة تدوم عقودًا، على سبيل المثال ويعزى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى النشاط البشري الذي أوغل من خلال النشاط الصناعي ومظاهر النشاط البشري الأخرى، في تدمير البيئة

ومنذ ذلك الوقت قدمت عدة تعاريف، حيث عرفت "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" ((UNFCCC التغير المناخي في فقرتها الأولي على أنه " تغُّير في المناخ يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشري، والذي يفضي إلى تغير في تكوين الغلاف الجوي للأرض". كما يعرف تقرير حالة البيئة في مصر والصادر عام 2008، التغير المناخي لمنطقة ما على سطح الأرض بشكل عام بأنه "اختلال التوازن السائد في الظروف المناخية كالحرارة وأنماط الرياح وتوزيعات الأمطار المميزة للمنطقة، مما ينعكس في المدي الطويل علي الأنظمة الحيوية القائمة"

ثانيًا: أسباب التغيرات المناخية

يقصد بتغير المناخ أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة. ومعدل حالة الطقس يمكن أن يشمل معدل درجات الحرارة، معدل التساقط، وحالة الرياح. وتؤدى وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية. والجدير بالذكر أن إرهاصات الحديث عن تغير المناخ قد بدأت في الظهور في أعقاب الثورة الصناعية، في الوقت الذي بدأ فيه التحذير من وجود اختلالات في المعادة المناخية لكوكب الأرض، ويرجع ذلك بشكل كبير إلي زيادة نسبة الغازات الدفيئة، وارتفاع تركيزها في الغلاف الجوي بكميات تفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة الأرض، نتيجة الاعتماد المتزايد والاستخدام المكثف للوقود الأحفوري كمصدر رئيسي للحصول على الطاقة بنسبة قُدرت بحوالي 78% من الطاقة المستخدمة في العالم، والذي ينتج عن احتراقه انبعاث كميات هائلة من هذه الغازات، وأهمها غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يعتبر المسئول الأول عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وبالتالي فإن التغيرات المناخية قد تكون ناتجة عن أنشطة بشرية يقوم بها الإنسان، أو ظواهر طبيعية لا دخل للإنسان فيها.

‌أ. الأسباب الطبيعية للتغيرات المناخية

مثلت العوامل الطبيعية مثل: الثورات البركانية، والشمس، أحد الأسباب الرئيسية للتغيرات المناخية في كوكب الأرض، قبل وجود ما يسمى بالثورة الصناعية، وفيما يأتي توضيحها بالتفصيل:

1. الإشعاع الشمسي

تساهم التغيرات في النشاط الشمسي لاختلاف الإشعاع الشمسي على مدة فترات زمنية تتراوح من عدة ثواني إلى عقود، في التأثير بقيمة (0.1 درجة مئوية) على درجة الحرارة العالمية للأرض، وذلك لأن مناخ الأرض يعتمد على توازن الإشعاع الشمسي والإشعاع الحراري الخارج من الأرض، حيث إن تغير صغير يمكن أن يساهم في التأثير على المناخ. ويؤدي حجب الغازات المسببة للاحتباس الحراري 40 % من الإشعاع الحراري المنبعث من الأرض لاختلال التوازن بين الإشعاع الشمسي والإشعاع الحراري وارتفاع درجة الحرارة، مما يؤدي إلى ذوبان القمم الجليدية، وارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة وانخفاض في كمية الطاقة التي تنبعث من الشمس للأرض، وبالتالي حدوث أنماط مناخ مختلفة أكثر تأثيرًا.

2. النشاطات البركانية

تؤدي ثورات البراكين لتغير المناخ، إذ تؤدي إلى تبريد الغلاف الجوي لمدة تتراوح من سنتين إلى ثلاث سنوات، وذلك عن طريق زيادة مستوى الجسيمات الصغيرة في طبقة الستراتوسفير، والتي تعمل على عكس أو امتصاص ضوء الشمس، وبالتالي من الممكن أن تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بسبب الكربون، أو التبريد الناتج عن أكسيد الكبريت الموجود في الرماد البركاني. ومن مظاهر تأثير ثوران البراكين على التغيرات المناخية

• التبريد المؤقت، والذي ينتج من حجب الرماد البركاني أو الغبار لأشعة الشمس.

• تظليل الرماد البركاني للمنطقة الموجودة تحت طبقة التروبوسفير.

ويعتقد العلماء أن ضعف النشاط البركاني أدى إلى تزايد درجة حرارة الأرض، عكس ما يعتقده الكثير من أن النشاط البركاني يزيد من ارتفاع درجة حرارة الأرض

3. التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو

تُشير ظاهرة النينيو للاختلاف غير المنتظم بين التبريد والاحترار، والتي تعد أحد الاختلافات الطبيعية، من الممكن استمرار التناوب لفترة في المحيط الهادئ، ونتيجة لذلك تؤدي ظاهرة النينيو لإحداث تغيرات إقليمية وعالمية في أنماط الهطول ومتوسط درجة الحرارة، ويعد التحول في درجة الحرارة وهطول الأمطار من أبرز تأثيرات ظاهرة التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو في تغير المناخ

4. دورات ميلانكوفيتش

تؤثر دورات ميلانكوفيتش على مناخ الأرض لفترات طويلة المدى، حيث إن التغيرات التي تسببها ساهمت بنمو بعض الصفائح الجليديّة وتراجع بعضها الآخر، بالإضافة إلى التغير في الإشعاع الشمسي المعروف باسم (ظاهرة التشمس) في خطوط العرض في بعض الفصول، مما يُسبب العديد من التغيرات المناخية

5. عوامل طبيعية أخري

حيث تعد العواصف الترابية في الأقاليم الجافة وشبه الجافة التي تعاني من تدهور الغطاء النباتي، وقلة الزراعة والأمطار، أحد الأسباب الطبيعية الرئيسية في التغيرات المناخية، ومن أمثلتها رياح الخماسين وما تثيره من غبار عالق في الجو، وكذلك ظاهرة البقع الشمسية وهي ظاهرة تحدث كل 11 عام تقريبا نتيجة اضطراب المجال المغناطيسي للشمس مما يزيد من الطاقة الحرارية للإشعاع الصادر منها، والأشعة الكونية الناجمة عن انفجار بعض النجوم حيث تضرب الغلاف الجوي العلوي للأرض، وتؤدي لتكون الكربون المشع.

‌ب. العوامل البشرية المسببة للتغيرات المناخية

وهي العوامل الناجمة عن الأنشطة البشرية، والتي أدي العديد منها، مثل: قطع الأشجار، وحرق الغابات، واستخدام الأسمدة خاصة في بداية الثورة الصناعية بإحداث اختلال في توازن مناخ الأرض، حيث ساهمت بارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث شكل النشاط البشري السبب الرئيسي وراء هذا التغيير المفاجئ وفيما يأتي أبرز هذه الأنشطة:

1. قطع الغابات

إن قطع الغابات لإنشاء مزارع أو مراعي، أو لأسباب أخرى، يتسبب في انبعاثات. لأن الأشجار، عند قطعها، تطلق الكربون الذي كانت تخزنه. ويتم تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار من الغابات كل عام. ونظرًا لأن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون، فإن تدميرها يحد أيضًا من قدرة الطبيعة على إبقاء الانبعاثات خارج الغلاف الجوي. وتعد إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولة عن ما يقارب ربع انبعاثات غازات الدفيئة العالمية

2. الاستخدام المتزايد للوقود الأحفوري

يتسبب توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري في جزءٍ كبير من الانبعاثات العالمية. ولا يزال توليد معظم كميات الكهرباء يتم عن طريق حرق الفحم أو الزيت أو الغاز، وينتج عن ذلك ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز - وهي غازات دفيئة قوية تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس. على الصعيد العالمي، يأتي أكثر من ربع الكهرباء بقليل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي ينبعث منها القليل من غازات الدفيئة أو الملوثات في الهواء، على عكس الوقود الأحفوري. كما أن محطات إنتاج الطاقة مسؤولة عن إطلاق حوالي (35%) من الزئبق في الولايات المتحدة، وحوالي (2/3) من غاز الكبريت الذي يتسبب في إنتاج الأمطار الحمضية

3. تصنيع البضائع

ينتج عن الصناعات التحويلية والصناعة انبعاثات، معظمها يأتي من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة لصنع أشياء مثل الأسمنت والحديد والصلب والإلكترونيات والبلاستيك والملابس وغيرها من السلع. كما يطلق التعدين والعمليات الصناعية الأخرى الغازات، كما هو الأمر بالنسبة لصناعة البناء. وغالبًا ما تعمل الآلات المستخدمة في عملية التصنيع على الفحم أو الزيت أو الغاز؛ بعض المواد، مثل البلاستيك، مصنوعة من مواد كيميائية مصدرها الوقود الأحفوري، فالصناعات التحويلية هي واحدة من أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم

4. استخدام وسائل النقل

تعمل معظم السيارات والشاحنات والسفن والطائرات بالوقود الأحفوري، مما يجعل النقل مساهمًا رئيسيًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخاصة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتمثل مركبات الطرق الجزء الأكبر من احتراق المنتجات القائمة على البترول، مثل البنزين، في محركات الاحتراق الداخلي. لكن الانبعاثات من السفن والطائرات أيضًا مستمرة في الازدياد. والنقل مسؤول عن ما يقارب ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة. وتشير الاتجاهات إلى زيادة كبيرة في استخدام الطاقة لأغراض النقل خلال السنوات القادمة

5. إنتاج المواد الإسمنتية

يعد إنتاج الإسمنت من الأنشطة البشرية الرئيسة المسببة لتغير المناخ، حيث إنه ينتج (5%) من إجمالي ثاني أكسيد الكربون، أي تُنتج الصناعة ما يقرب من 900 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل 1000 كجم من الأسمنت المنتج، إذ يُسبب هذا في تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري، التي بدورها تُسبب العديد من التغييرات على المناخ

6. الاستخدام المفرط للأسمدة

يتسبب استخدام الأسمدة بطريقة غير مدروسة وعشوائية على المحاصيل الزراعية في ارتفاع نسبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ التي تؤدي بدورها لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ككل، حيث يُعتبر غاز أكسيد الينتروز من أبرز غازات الاحتباس الحراريّ الذي ينطلق عند استخدام الأسمدة بكثرة، ويُساهم برفع درجة حرارة الأرض بمقدار 300 مرة أكثر من غاز ثاني أكسيد الكربون

ثالثًا: الآثار المترتبة على التغيرات المناخية

مما لا شك فيه أن تغير المناخ أصبح حقيقة واقعة وثابتة علميًا لا لبس فيها ولا جدال، رغم أنه ليس من السهل التنبؤ بشكل قاطع بالآثار المدمرة لها من حيث توقيت حدوثها أو نطاقها، لكننا نعلم الآن أن هناك مخاطر كبيرة تنتظر كوكب الأرض، وهو ما يعني اتساع تلك الآثار لتشمل العديد من المجالات المختلفة والتي منها:

1. الصحة العامة

يؤثر التغير المناخي بشكل كبير وجوهري على الصحة العامة، حيث يؤثر على جميع العوامل البيئية والاجتماعية المهمة، مثل مياه الشرب الآمنة والهواء النظيف والملاذ الآمن والغذاء الكافي وزيادة الجوع وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس فيها زراعة المحاصيل أو العثور على غذاءٍ كافٍ. وفي كل عام، تودي العوامل البيئية بحياة ما يقارب 13 مليون شخص. وتؤدي أنماط الطقس المتغيرة إلى انتشار الأمراض، وتزيد الظواهر الجوية المتطرفة من الوفيات وتجعل من الصعب على أنظمة الرعاية الصحية مواكبة الأمر

2. ارتفاع درجة حرارة المحيطات

تمتص المحيطات معظم حرارة الاحتباس الحراري. وقد ازداد معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشدة خلال العقدين الماضيين، عبر جميع أعماق المحيطات. ومع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، يزداد حجمها مع تمدد المياه بسبب ارتفاع درجة حرارتها. كما يتسبب ذوبان الصفائح الجليدية في ارتفاع مستويات سطح البحار، مما يهدد المجتمعات الساحلية والجُزُرية. وبالإضافة إلى ذلك، تمتص المحيطات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتمنعها من الانطلاق نحو الغلاف الجوي، لكن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون تجعل المحيطات أكثر حمضيةً، مما يعرض الحياة البحرية والشعاب المرجانية للمخاطر

3. التنوع البيولوجي

يشكل تغير المناخ مخاطر على بقاء الأنواع على الأرض وفي المحيطات. وتزداد هذه المخاطر مع ارتفاع درجات الحرارة. يتفاقم فقد الأنواع بسبب تغير المناخ، إذ يفقد العالمُ الأنواعَ بمعدلٍ أكبر 1000 مرة من أي وقتٍ مضى في التاريخ البشري المدون. وهناك مليون نوع من الكائنات الحية معرضون لخطر الانقراض خلال العقود القليلة القادمة. وتعد حرائق الغابات والطقس القاسي والآفات والأمراض الغازية من بين العديد من التهديدات المتعلقة بتغير المناخ. وفي حين أن بعض الأنواع ستكون قادرةً على الانتقال والبقاء على قيد الحياة، فإن البعض الآخر لن يتمكن من ذلك

4. تقلص مساحة الأراضي المزروعة وزيادة نسب الجفاف

يؤدي تغير المناخ إلى تغيير توفر المياه، مما يجعلها أكثر ندرةً في المزيد من المناطق. ويؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، كما يؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النظم البيئية. يمكن أن يثير الجفاف أيضًا عواصف رملية وترابية مدمرة يمكن أن تنقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات. كذلك فإن الصحاري آخذةٌ في التوسع، مما يقلل من مساحة الأرض المتوفرة لزراعة الغذاء. ويواجه الكثير من الناس الآن خطر عدم الحصول على ما يكفي من المياه بشكلٍ منتظم.

5. إحداث مزيد من الظواهر المتطرفة

أصبحت العواصف المدمرة أكثر حدةً وتكرارًا في العديد من المناطق. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتبخر المزيد من النداوة، مما يؤدي إلى تفاقم هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، ويتسبب بالتالي في المزيد من العواصف المدمرة. كما يتأثر تواتر ونطاق العواصف الاستوائية بارتفاع درجة حرارة المحيطات، إذ تشتد الأعاصير والزوابع والأعاصير الاستوائية بوجود المياه الدافئة على سطح المحيط، وغالبًا ما تدمر مثل هذه العواصف المنازل والمجتمعات، وتتسبب في وفيات وخسائر اقتصادية فادحة

6. تعرض كثير من المناطق للغرق

مع ارتفاع تركيزات غازات الدفيئة، ترتفع درجة حرارة سطح الأرض. وكان العقد الماضي، 2011-2020، الأكثر دفئًا على الإطلاق. ومنذ الثمانينيات، كان كل عقدٍ أكثر دفئًا من العقد السابق. وتشهد جميع مناطق اليابسة تقريبًا المزيد من الأيام الحارة وموجات الحر. تزيد درجات الحرارة المرتفعة من الأمراض المرتبطة بالحرارة وتجعل العمل في الهواء الطلق أكثر صعوبةً. وتشتعل حرائق الغابات بسهولة أكبر وتنتشر بسرعة أكبر عندما تكون الأجواء أكثر سخونةً. وقد ارتفعت درجات الحرارة في القطب الشمالي بسرعةٍ مضاعفة على الأقل عن المتوسط العالمي، وهو ما قد يؤدي إلى تزايد معدل ذوبان الجليد في القطبين وبالتالي ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى غرق كثير من المناطق الساحلية في العالم.