الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 08:08 صـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«فندق شبرد» شاهد على النهضة والإهمال والبيع.. القصة الكاملة

فندق شبرد على ضفاف نيل القاهرة - ياندكس
فندق شبرد على ضفاف نيل القاهرة - ياندكس

على ضفاف نيل القاهرة، يقفُ فندق "شبرد" شامخًا، يحملُ اسمه بين حروفهِ تاريخًا يُناطح تاريخ دولٍ عظمى، وهو مجرد اسم ومبنىً واحد من تاريخ لا يُضاهى تزخرُ به القاهرة ويسكُن كل زاويةٍ فيها.

"شبرد" الاسم القديم المتجدد، ليس مجرد فُندق أو مبنىً، إنه شاهدٌ على العصر، عاصرفندق "شبرد القديم" الاحتلال الفرنسي وسكنه نابليون 18 يومًا في أوائل أيامه في القاهرة بمسماه القديم "قصر الألفي بك"، ثم خلفه كليبر في ذات المبنى حيث قتله سليمان الحلبي في ساحة فندق شبرد وتم إعدام الحلبي في ذات المكان وغيرها الكثير من الأحداث والأشخاص الذين أقاموا في الفندق.

فندق شبرد مطروح للاستثمار

عانى الفندق من الإهمال خلال العقود الماضية، حتى أُغلق في عام 2013 بسبب احتياجه لأعمال ترميم، ثم أُعيد العمل على ترميمه في 2018 على يد الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "ايجوث" وقد تكلفت وزارة قطاع الأعمال العام 198 مليون جنيه في عملية الترميم بحسب بيان الوزارة الرسمي في هذا الصدد.

ثم طُرح الفندق للاستثمار وتلقت الشركة عدة عروض، ووقع الاختيار على شركة "الشريف القابضة - ASH" السعودية، وجاء الاتفاق وفق بيان وزارة قطاع الأعمال العام، على استثمار 1.4 مليار جنيه، والذي قد زاد إلى ما يقرب من 2.2 مليار جنيه بعد التعويم الأخير للجنيه بحسب تصريحات رئيس مجلس إدارة الشركة المستثمرة لموقع "العربية" خلال الأيام القليلة الماضية، على أن تحصل الشركة على 69% من أرباح الفندق لمدة 10 سنوات ثم 60 % لمدة 25 سنة ليكون إجمالي مدة الاستثمار 35 عام، وبعدها يعود الفندق للإدارة المصرية بشكل كامل من حيث الإدارة والأرباح.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أُعلن توقيع اتفاق بين شركة سياك للمقاولات وبين شركة الشريف القابضة لبناء وتطوير المبنى الخلفي للفندق بعقد قيمته 500 مليون جنيه، على أن تنتهي أعمال التطوير بالكامل خلال عام ونصف من الآن.

لماذا لجأت الحكومة للاستثمار الخارجي ولم تستثمر هي في شبرد بشكل مباشر؟

بحسب "بلومبرج"، فإن صفقة قد تمت في فبراير 2021 بين شركة الشريف القابضة المستثمرة في فندق "شبرد" وبين البنك الأهلي المصري، تحصل من خلالها شركة الشريف على قرض طويل الأمد بقيمة 987 مليون جنيه مصري بفائدة 8%.

وإجابة على السؤال المثار، يقول الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة "للطريق"، إن الحكومة المصرية أرادت بطرح الفندق للاستثمار بهذه الكيفية أن توصل رسالة أنها تشجع على الاستثمار والشركات الأجنبية، كما أنها قد تكون تخوفت من ضخ ما يزيد عن 2 مليار جنيه في الفندق خشية البطء في تحقيق العوائد أو تفاقم في أزمات دولية تؤثر على الاستثمار المحلي مثل الحرب الروسية الأوكرانية، أو نشوب حروب مؤثرة دوليًا على جبهات أخرى مثل هونج كونج والصراع الصيني الأمريكي بشأنها وهي بذلك اتبعت سياسة "توزيع المخاطر.

مكانة "فندق شبرد" التاريخية

بناه محمد بك الألفي أحد أمراء المماليك التابعين لمراد بك خلال القرن السابع عشر كقصر يسكن فيه، بحي الأزبكية في قلب القاهرة، ثم استولت عليه الحملة الفرنسية، ثم أسسه كفندق الطاهي الانجليزي "صموئيل شبرد" عام 1841، وشهد الفندق على تاريخ باهر وسجل حافل من زيارات لأهم الشخصيات الدولية من ملوك وأمراء.

في تقرير صحفي للأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل نشرته مجلة آخر ساعة بتاريخ (17 سبتمبر 1947)، ذكر فيه أسماء الملوك والملكات الذين أقاموا في الفندق في مقره القديم مثل الملك جورج السادس ملك انجلترا، والفونسوا الثالث عشر ملك بلجيكا، وفيكتور إيمانويل الثالث أخر ملوك إيطاليا، و ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني، و القائد العسكري الانجليزي الجينرال مونتجمري، وقد أقام فيه جميع الرؤساء والملوك الذين أتوا لحضور افتتاح قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل.

وذكرت فندق شبرد الروائية البريطانية أجاثا كريستي في روايتها "المنزل الأعوج"، وكذا الكاتبة الانجليزية "إميليا إدواردز" ذكرت شبرد في كتابها "ألفُ ميلٍ على النيلْ" الصادر في عام 1873.

إلا أن ذلك المقر القديم الواقع في شارع الجمهورية حاليًا بالتحديد في موقع البنك المركزي وهيئة التأمينات، قد طاله حريق القاهرة في يناير 1952، وقررت حكومة مصطفى النحاس باشا حينها نقله إلى حي جارن سيتي الراقي وعلى ضفاف النيل مباشرةً، على أن يكون ملكًا للحكومة المصرية بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: «المالية»: نجحنا في طرح أول إصدار صكوك سيادية بقيمة 1,5 مليار دولار