الطريق
السبت 27 أبريل 2024 09:32 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ظهور الملائكة في سوريا أثناء الزلزال يثير جدلا.. حقيقة أم بُهتان؟

صورة من الفيديو المنتشر بشأن ادعاء ظهور الملائكة في سوريا (مواقع التواصل)
صورة من الفيديو المنتشر بشأن ادعاء ظهور الملائكة في سوريا (مواقع التواصل)

ما زال يشكل زلزال تركيا وسوريا المدمر مادة دسمة لمروجي الأخبار الزائفة على السوشيال ميديا، إذ رصد فريق تحقيقات "الطريق" فيديو مركب ليبدو كأنه ملتقط حديثًا من إحدى المناطق المنكوبة بالشمال السوري.

وفي الوقت التي تواصل فيه جهات الإنقاذ جهودها للعثور على الناجين والعالقين من تحت أنقاض الزلزال الكبير الذي ضرب سوريا وتركيا فجر 6 فبرايل الجاري، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لملائكة قادمة من الأرض وترتقي إلى السماء في إحدى المناطق المنكوبة بالشمال السوري.

ويظهر في الفيديو ما يبدو شبيه طائر العنقاء الذي كتبت عنه الأساطير في الحضارة الفرعونية القديمة باعتبار أنه "أسطوري" لم يراه أحد، ولديه القدرة على العودة من الفناء، وتشير الأسطورة إلى أنه عاش في شبه الجزيرة العربية، وكان يعمر نحو 500 سنة قد تزيد إلى 79,200 سنة.

وتقول الأسطورة إنه لا يوجد إلا طائر عنقاء واحد، وهو طائر طويل العنق لذا سماه العرب "عنقاء".

وبالعودة إلى الفيديو المنتشر بشأن ظهور الملائكة في سماء الزلزال سوريا، فإنه تم التقاطه بواسطة شخص يخرج من شرفة شاليه مطل على البحر في وقت الغروب بينما الكاميرا التي يصور منها تعمل، ويركزها على السماء وفي الخلفية صوت مخيف يوحي بحدوث شيء مرعب، وإذ فجأة يظهر ما يدعي أنه ملاك على هيئة طائر قادمًا من الأرض ليرتقي إلى السماء ومن ثم يختفي خلف السحاب.

وجاء في التعليق المرافق للفيديو: "الله أكبر.. ظهور الملائكة في سوريا أثناء الزلزال".

صورة لطائر العنقاء الأسطوري

إلا أنه تبين لـ"الطريق" أنّ هذا المشهد ليس لظهور ملائكة في سوريا أثناء الزلزال، فبعد تقطيع الفيديو المتداول والتدقيق في محتواه اتضح أن الطائر الذي يظهر فيه هو صورة معدلة لأسطورة طائر العنقاء الفرعوني، والصورة موجودة في متحف اللوفر بباريس وتم نشرها على الموقع الرسمي للمتحف في العام 2001.

وبالتدقيق أكثر وجد فريق التحقيقات أنّ المشهد كله معدل باستخدام برامج الفوتوشوب، إذ أن الطائر يبدو ساكننًا وهو يرتقي إلى السماء، وبتقريب الفيديو اتضح أنه تمّ تحريكه بطريقة فنية معروفة في برامج تحريك الصور، غير أنّ الغيوم ومشهد غروب الشمس أضيف إليه مؤثرات بصرية.

هل يمكن رؤية الملائكة؟

وإضافة إلى كل ما سبق فإنّ البشر لم يروا الملائكة من قبل ولا يمكنهم تمييز شكلها بهذه السهولة لكن الرسول- عليه الصلاة والسلام- وصف الملائكة، بينما لا ينطبق ذاك الوصف على المشهد المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأي شكل من الأشكال.

وتعليقًا على ذلك، قال الشيخ علي المطيعي، أحد علماء الأزهر الشريف، إنّ الله سبحانه وتعالى، أخبر عباده بحقيقة الملائكة والجن لكن الإنسان العادي لم يشاهدها في حياته ولكنه يؤمن بها، موضحًا أنّ الملائكة مخلوقات من نورانية وعباد مسخرون ووصفهم رب العزة- عز وجل- بأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

وبيّن العالم الأزهري، لـ"الطريق" أن لم يتسن لأحد من البشر رؤية الملائكة على صورتها الحقيقية إلا النبي محمد- صلى الله عيه وسلم- لكن عندما كان يتمثل الملاك في صورة إنسان، فكان يظهر على هيئة رجل شديد بياض الوجه وسواد الشعر، لكنها ليست صورته الحقيقية.

الصورة الحقيقية للملائكة

وأوضح "المطيعي" أن القرآن الكريم أرشدنا إلى الصورة الحقيقية للملائكة، في صورة "التكوير": "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23).

وأشار العالم الأزهري، إلى أن الرسول رأى سيدنا جبريل يسد الأفق ما بين السماء والأرض، كما أن الملائكة كما وصفهم الله عز وجل في سورة فاطر، "رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

واختتم "المطيعي" بالإشارة إلى أنّ الملك يمكن أن يكون له عدد لا نهائي من الأجنحة لأن الله يزيد في الخلق ما يشاء، لافتا إلى أنه لم يمكن تصوير الملائكة لأنها أجسام نورانية لا ترى.

اقرأ أيضًا: ردا على سخريتها من الزلزال.. هاكر تركي يخترق موقع صحيفة شارلي إيبدو