الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 01:41 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في ذكرى ميلاده.. حكاية تحول محمد الموجي من «ناظر زراعة» للتلحين

محمد الموجي
محمد الموجي

موسيقي وملحن وأحد أهم المجددين في الموسيقى، صنع بـ"عوده" نجومية الكبار، أحب التلحين والغناء وكان يمتاز بجمال الصوت، تربع على القمة 40 عاما، وبحر من الألحان لا ينضب هو الموسيقار محمد الموجي والتي تمر 100 عام على ميلاده.

النشأة
ولد محمد أمين الموجي في 4 مارس 1923 في بيلا بمحافظة كفر الشيخ، كان والده يهوى العزف على الآلات الموسيقية مثل القانون والكمان والعود، أثناء دراسته بالثانوية في المحلة الكبري ذهب ذات يوم إلي منزل عمه ووقعت عينه على "العود" أمسك به وبدأ يدندن على أوتاره وكأنه يطرب نفسه تعلق قلبه بالعود والعزف.

العود لا يزال في يدي
التحق بمدرسة الزراعة وانضم للفرقة الموسيقية حتى بات رئيسها وكان يضع لها الألحان في حفلات المدرسة، تخرج من مدرسة الزراعة وعين مهندسا للأملاك في "بيلا" ثم ناظر زراعة، ولكن لم يفارق العود يده لحظة واحدة، تزوج "الموجي" من السيدة "فهيمة" ابنة خالته وعمه في نفس الوقت في 1946 وفي إحدى الأيام استغل عدم وجودها في البيت حيث ذهبت إلي بيت والدها لتضع مولودها الأول "أمين" وباع كل أثاث البيت ولم يترك له إلا "مرتبة ومخدة" أخذها معه إلي القاهرة وسافر دون أن يقدم إلي استقالته من الزراعة وذهب إلي شقيقته التي كانت تعيش في القاهرة وذلك بتحريض من صديق له يدعى "فوزي" كان يسهر معه بعد عمله ناظر زراعة ويستمع إلي صوته وألحانه وهو الذي شجعه على الذهاب للقاهرة والامتحان في الإذاعة.

جعلوني ملحنا
تقدم لأداء الامتحان كمطرب في الإذاعة وغنى أغنية "كيلوباترا" للموسيقار عبد الوهاب ولكن لم يقبله مصطفى رضا وكان قد اعتاد على غناء الموشحات ولم تعجبه الأغنية التي أداها "الموجي" الذي خرج من الإذاعة وقرر أن يستقر في القاهرة وبواسطة من صديق له عمل في ملهى صفية حلمى إحدى تلميذات بديعة مصابني كمطرب وكان يتقاضى 10 قروش في اليوم يعيش بها هو وزوجته وطفله "أمين" واخوته، حتى اقترح عليه صديق تأجير محل "البسفور" واستلف من والده المكافأة التي حصل عليها بعد خروجه على المعاش وكون فرقة وتولى تدريبه على البيانو فؤاد الظاهري وكانت مطربة الفرقة زينب عبده وهو الذي يتولى التلحين لها ومن ضمن الألحان كانت "صافيني مرة" وتقدم في المرة الثانية للإذاعة ونجح كملحن.

البدايات عند الموجي
تم إسناد "ركن الأطفال" له في الإذاعة ومن هناك تعرف على عبد الحليم حافظ الذي عوضه في أن يكون مطرب ووجد صوته في نفس حنجرة "حليم" وتعاون معه في أول أغانيه وكانت "صافيني مرة" وهي الأغنية التي فتحت باب الشهرة على مصراعيها أمام عبد الحليم، وتوالت ألحانه معه أبرزها "ظالم، يا واحشني، مغرور، جبّار، حبك نار، رسالة تحت الماء" والابتهالات الدينية "أنا من تراب" وكانت أخر ما غنى عبد الحليم "قارئة الفنجان" وما بين الأغاني العاطفية والوطنية والدينية، لحن له الموجي أكثر من 50 أغنية.

صانع نجومية الكبار
التقى الموجي مع أم كلثوم وكانت قصيدة "الجلاء" هي البداية وتوالت الألحان أبرزها "للصبر حدود، صوت بلدنا، اسأل روحك، محلاك يا مصري".

ولحن للعديد من كبار الفنانين أبرزهم شادية في "شباكنا ستايره حرير" ومع وردة قدم له "ياقلبى يا عصفور، وأمل الليالي، أكدب عليك" ومع صباح "الدوامة" وكانت بداية شريفة فاضل معه بأغنية "أمانة يا بكرة" وفايزة أحمد بأغنية "أنا قلبي ليك ميال" ومها صبري "حبيتك قد إيه" ومحرم فؤاد بأغنية "رمش عينه" و"الحلوة داير شباكها" وماهر العطار "بلغوه دايب قلبي".

رصيد الموجي ألحان وجوائز
تخطى رصيد الموجي أكثر من 1000 أغنية و5 أوبريتات إذاعية، و 6 أغنيات تلفزيونية وتعامل مع العديد من الشعراء منهم سمير محجوب، مرسي جميل عزيز، عبد الفتاح مصطفى، وتولى رئاسة جمعية المؤلفين والملحنين في بداية الستينات، منحه الرئيس جمال عبد الناصر الميدالية البرونزية 1965، وحصل على وسام الجدارة 1974، ومن الرئيس السادات على ووسام العلم والاستحقاق 1976، والعديد من الأوسمة والنياشين من معظم ملوك ورؤساء الدول العربية.

الحياة الشخصية
كشف عن عدد زوجاته مع مفيد فوزي وقال أنه تزوج 3 مرات كانت أولهم زوجته "أم أمين" سنة 19460وجاء إلي القاهرة وكان متزوج ومعه طفل وهو "أمين" وسبب تكرار نزواته كانت بحكم عمله في الصالات وقال "كنت مبهور بجمال السيدات في القاهرة" وعندما سأله إذا كان ضعيف أمام جمال المرأة قال ساخرا نعم بدليل أنها تجعلني أتزوجها وذكر أنه شعر بالندم بسبب زيجاته وشطحاته ولكنها الأقدار هي التي كانت تسوقه ليفعل كل ذلك، وللموجي 3 بنات "أنغام وغنوة" و"ألحان" والتي توفيت في 2020 و3 أولاد "أمين ويحيى" و "الموجي" وتوفي العام الماضي.

النهاية
عانى محمد الموجي من المرض في أخر أيامه وبعد 17 يوماً قضاها في المستشفي إذ كان يعالج من نزيف بدوالي المرئ، وتفاقمت وسلم بسبب إصابته بورم خبيث في الكبد، وتوفي في 1 يوليو 1995، بعد رحلة فنية وتركت خلفه ألحانا لكبار الفنانين شاهدة على موهبته وتفرده.

اقرأ أيضًا: أحمد عيد لـ «الطريق»: نيللي كريم إنسانة متواضعة وبسيطة وسعيد بالعمل معاها في مسلسل عملة نادرة