الطريق
الخميس 9 مايو 2024 02:56 صـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد عبد الجليل يكتب: عندما بكى الجنرال!

الكاتب الصحفي / محمد عبد الجليل
الكاتب الصحفي / محمد عبد الجليل

لن أتكلم هذه المرة عن اللواء هاني عبد اللطيف، أول متحدث لوزارة الداخلية، ولن أتكلم عن الرجل الصارم الحازم الذى وقف يدافع عن هيبة وكيان الدولة، متمثلة فى وزارة الداخلية، في فترة من أحلك الفترات التي مرت على مصر، بعد أحداث يناير.

تلك المرة ستكون مختلفة تمامًا.. وجه آخر عما نعرفه عن اللواء هاني..
عام 2009 سافرت للحج ضمن الوفد الإعلامى لوزارة الداخلية لتغطية المناسك. وبمجرد وصولنا إلى المدينة المنورة وتسكيننا في الغرف، وكانت مباشرة على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ذهبت إلى غرفة اللواء هاني، وكان وقتها رئيس البعثة، ووجدته يبكي، ثم قال لى: "سوف يحاسبنا الله على تلك النعم الكبيرة، التى لا تعد ولا تحصى، ولا بد أن نستغل هذه الرحلة في التزود بالتقوى.. نحن الآن أمام الرسول الكريم...هل هناك نعمة وفضل ومتعة أكبر من كده؟!"
واقعة أخرى كان بطلها أيضا اللواء هاني، وذلك بعد أنهينا مناسك الحج. جاء موعد السفر رابع أيام العيد، فجاء إلى غرفتي وخيرني بين السفر اليوم أو بعد غد، وطلب مني تأجيل السفر لقضاء يوم الجمعة في الحرم المكي. ومن ضمن من سافروا رابع أيام العيد أحمد موسى وآخرون، أما أنا وهو فقررنا المكوث أطول فترة في هذا النعيم.

وبالفعل قضينا يومًا من أحلى الأيام المباركة، وصلينا أمام الكعبة، واستمعنا إلى خطبة الشيخ السديس. وفي الصلاة قرأ سورة يس واستمعنا إليها كما لو أننا نسمعها لأول مرة.. والتفت إليه وشكرته على عدم السفر..
هذا هو اللواء هاني عبد اللطيف، الذي كان وما زال يستمد قوته من الله.. كل سنة وأنت طيب وبخير يا جنرال.