الطريق
الأربعاء 8 مايو 2024 11:42 مـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«مدمرة ومحرمة دوليا».. خبير عسكري يوضح تداعيات استخدام أوكرانيا لـ «القنابل العنقودية»…خاص

القنابل العنقودية
القنابل العنقودية

خطوة ربما تغير مسار الحرب الروسية الأوكرانية، وقد تكون وبالا على الجيش الأوكراني في الوقت نفسه، تسببت في انقسام بين واشنطن وحلفائها، وتتمثل في إعلان أمريكا قنابل عنقودية إلى كييف، لصد الهجمات الروسية.


وحول خطورة تلك الخطوة، تحدثت جريدة "الطريق" مع اللواء الدكتور محمد عاصم شنشل، الخبير العسكري، والذي قال إن القنابل العنقودية التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إرسالها إلى القوات الأوكرانية لصد الهجمات الروسية، استخدمت ضد الجيش العراقي من قبل أمريكا سابقا، وهي مدمرة وفتاكة، ومحرمة دوليا.


ما هي القنابل العنقودية؟


وبين في تصريحاته أن القنابل العنقودية عبارة عن عبوة كبيرة وزنها يقارب 450 كيلو جرامًا، بها مجموعة من القنابل الصغيرة التي تنفجر قبل ملامستها الأرض وتغطي مساحات كبيرة عبر انطلاق القنابل الصغيرة الموجودة بها وقد تصل إلى 15 كيلومترا.


وذكر الخبير العسكري أن هناك قنابل عنقودية صغيرة الحجم تزن من 150 إلى 200 كيلو، وتطلق بالمدافع عيار 160ملم، وتصل إلى 130 كيلومترا، وتنفجر قبل ملامسة الأرض بمسافة قريبة وتنطلق منها القنابل الصغيرة.


وأوضخ أن استخدام القنبلة العنقودية يكون للأهداف التي تُرصد كالعربات المدرعة، والدبابات، وقوات المشاة التي تنتشر من أجل تغطية مسرح العمليات، كما أنها تطلق من أجل إضرام الحرائق لإلهاء القوات المعادية ومن ثم تنفيذ المهام الأكثر صعوبة.


وأشار إلى أن الكثير من القنابل العنقودية لم تصب أهدافها بشكل متكامل، وأحيانا تطلق بشكل عشوائي، حيث إنها تنفجر قبل ملامسة الأرض، ويمكنها أن تحمل رؤوسا كيمياوية، والكثير منها به هذه المواد، ودائما كانت تطلق مع الرياح المتوسطة أو الكبيرة، وتطلق عكس الريح حتى تسير مع اتجاه؛ كي يكون هناك اتجاه من الريح بشكل أكبر لتنشر السموم الكيميائية في المناطق المستهدفة.


خطورة القنابل العنقودية
وشدد اللواء دكتور محمد عصام شنشل، في تصريحات لـ "الطريق"، على أن القنابل العنقودية تحمل الفسفور الأبيض أيضا، وهذا ما جربته أمريكا على القوات العراقية أثناء الغزو، عام 2003 وخاصة في معركة المطار، واستخدمته من أجل الاحتكام على الموقف بعد هزيمة الجانب الأمريكي.


وأوضح أن الفسفور الأبيض هو الأكثر خطورة وفتكا على الأشخاص، والمعدات العسكرية أيضا، لأنه يتسبب بحدوث بعض القشور البيضاء على المعدات وعند لمسها يتم تدمير الرئتين، وعدم إيصال الأكسجين للإنسان وبالتالي الوفاة.


كيف ستؤثر في أرض المعركة؟


وعن مدى قوتها في تغيير الأوضاع على أرض الواقع، قال الخبير العسكري، إنها بكل تأكيد ستحرز تقدما حال استخدامها بصورة صحيحة، متابعا: "الولايات المتحدة عندما استخدمت القنابل العنقودية كان من أجل السيطرة على الأوضاع في الأرض، لأنها تعلم أن المناوشات التي تجرى على الأرض بالنسبة للقوات البرية غالبا ما يكون مصيرها الفشل، أو تأخير في حسم المعركة".


الجش الأوكراني غير جهاز!


وأوضح أن القوات الأوكرانية تزعم بأنها تدربت على استخدام القنابل العنقودية بكل فئاتها وستكون جاهزة للتعامل، ومع ذلك فإن أمريكا لم تقتنع بجاهزية القوات الأوكرانية، والغرب أيضا، ولذلك رفض الكثير من حلفاء واشنطن بتجهيز أوكرانيا بالذخائر العنقودية، لأن الأوكرانيين سيتعاملون معها بشكل عشوائي دون التصرف العسكري الصحيح ما يؤدي لتدمير شامل سواء في أوكرانيا أو الدول المجاورة بسبب عدم التفهم العسكري الفني لتلك القنابل العنقودية والتي يتعامل معها أقوى الجيوش على وجه الأرض.


وأكد أن "كييف" تريد السيطرة على الأمور كافة لتغطية فشلها، فأوكرانيا لا تزال متخبطة رغم الكر والفر.


أمريكا تتجاهل الحلفاء!


واختتم تصريحاته لـ "الطريق" مبينا أن أمريكا غير مهتمة بالاعتراضات الدولية، فهي تضرب الكثير من الاعتراضات بعرض الحائط سواء في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية وغير الدولية، وتريد بشكل كبير أن تسيطر على أوكرانيا كي يكون لها الوضع المتكامل لمراقبة الأوضاع العسكرية والمدنية لروسيا وحلفائها.

اقرأ أيضا| «المشوار طويل».. الرئيس الأمريكي يتحدث عن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل