الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 09:46 صـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سفير أوكرانيا: ضربنا أهدافا استراتيجية للجيش الروسي.. والحرب ليست بالجبهة فقط

أكد سفير أوكرانيا في مصر، ميكولا ناهورني، أن أوكرانيا تنجح رغم التفوق العسكري الروسي في ضرب أهداف استراتيجية روسية، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى تكبد أوكرانيا خسائر كبيرة في البنية التحتية أضرت بالاقتصاد الأوكراني، وأكد أن كييف رغم رغبتها في إنهاء الحرب بأقرب وقت، لكنها مستعدة لمعارك الشتاء.

وفي الذكرى 33 لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي، ننشر الجزء الثاني من مقابلة أجرتها جريدة "الطريق" مع السفير ميكولا ناهورني، في مقر السفارة الأوكرانية في القاهرة.

بشأن تقييم نتائج الهجوم الأوكراني المضاد الذي صنفته بعض الأطراف بأنه محدود النتائج، أوضح السفير ميكولا ناهورني، أن "الهجوم الذي بدأ في شهر يونيو، يعتمد نجاحة كثيرًا على تزويد أوكرانيا باحتياجاتها لتنفيذ أهداف هذا الهجوم المضاد.

ولفت إلى أن روسيا كانت تستعد مبكرًا للهجوم المضاد قبل بدئه بـ 6 أشهر، وامتلكت فرصة ذهبية لإقامة خطوط دفاعية معمقة محصنة وملغمة تصل أحيانا إلى عمق 40 كم.

وقال سفير أوكرانيا في مصر، إنه بالرغم من تفوق روسيا في الجانب العسكري وخصوصا في مجال الطيران العسكري، فإن أوكرانيا حققت نجاًحا، حيث حررنا تقريبا 240 كم وحررنا 11 قرية أوكرانية خلال الهجوم المضاد، ونحن مستمرون في الهجوم الذي لا يقتصر على الجبهة، ولكن بإلحاق الأضرار بالبنية العسكرية الروسية بما يشمل تدمير المطارات والطائرات وقوات المشاة.

وحول احتياجات أوكرانيا العسكرية، قال السفير ميكولا ناهورني: أوكرانيا في هذه الظروف تحتاج لمنظومات دفاع جوي نظرا لتفوق روسيا في المجال الجوي، وطائرات حديثة وصورايخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة، لكن حتى في ظروف نقص هذه الأسلحة، تنجح أوكرانيا في ضرب الأهداف الاستراتيجية الروسية، وتمكنا من قصف الجسر الرابط بين الأراضي المحتلة وشبه جزيرة القرم، وتدمير مطارات طائرات القاذفات الاستراتيجية وإحراق بعض الطائرات، والهجوم مستمر وسيستمر حتى تحرير الأراضي الروسية.

روسيا تتبع سياسة استعمارية

وحول أسباب طوال مدة الحرب التي بدأتها روسيا، يقول السفير الأوكراني إن القيادة الروسية تمارس سياسة استعمارية مارستها الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر، ورغم أنها كانت سياسة خاطئة لكن القيادة الروسية لا زالت تكررها دون أن تستخلص العبر من أخطاء الماضي .

وقال السفير ميكولا ناهورني: نحن نتذكر الحرب الروسية اليابانية في عام 1904 عندما قررت القيادة الروسية شن حرب سريعة لإيجاد حلول للمشاكل الداخلية، كذلك هاجم الاتحاد السوفيتي عام 1939 فنلندا ولم يحقق أي نتائج سوى الدمار والتخريب، ونفس الخطأ ارتكبته روسيا مع أوكرانيا، لأن القيادة الروسية كانت تعتقد أنها ستشن حربًا سريعة تنتهي في فترة وجيزة قد تكون أيام أو أسابيع معدودة، لكن الشعب الأوكراني أبدى شجاعة وبطولة في مواجهة هذه الحرب للدفاع عن الوطن، وأعتقد أن الخطأ الرئيسي، كان في الحسابات السخيفة لروسيا بأن الشعب الأوكراني سيستسلم سريعا، لكن حدث العكس، وهذا عنصر يضمن لنا الانتصار في الحرب والنضال من أجل حرية واستقلال أوكرانيا.

قصفنا السفن والطائرات الروسية

وتعقيبا على تزايد الهجمات الأوكرانية في العمق الروسي، قال السفير ميكولا ناهورني، إن "الخطأ الاستراتيجي للقيادة الروسية تبلور منذ بدء الحرب على أوكرانيا، حيث فشلت روسيا منذ أول يوم في الحرب من ناحية سياسية ومن ناحية استراتيجية.

وأضاف: النتائج الأولية للحرب كانت في توحيد الغرب صفوفه ضد روسيا، وانضمام دول جديدة إلى شمال الأطلسي مثل السويد وفنلندا، وهي دول حيادية تقليدية أدركت خطرًا ناجمًا عن السياسة الروسية، كما زادت قوة الجيوش في أوروبا الغربية، ورغم أنه ليس عامل إيجابي لكنه رد فعل طبيعي، كذلك كان لـ أوكرانيا رد فعل طبيعي لردع الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية والمنشأت المدنية من مدارس ومستشفيات.

وأشار إلى أن: أوكرانيا لا ترغب في قصف المدنيين -الروس-، لكن نعمل على ضرب الأهداف العسكرية الروسية، وقصفنا بالطائرات المسيرة السفن والقطع العسكرية البحرية الروسية، وقصفنا كذلك البنية التحتية التي تستخدم لإمداد الجيش الروسي بالذخائر -في شبه جزيرة القرم-، ونحن نقصف كذلك مطارات الطيران الاستراتيجي الروسية، وهذا رد فعل طبيعي ويحمل رسالة للشعب الروسي ليدرك بأن الحرب ليست في أوكرانيا وحدها بل في روسيا أيضا، والروس يجب أن يتحملوا مسؤولية هذه الحرب.

أوكرانيا تستعد لمعارك الشتاء

أكد السفير ميكولا ناهورني أن أوكرانيا تستعد للشتاء، ليس فقط من أجل الحرب على الجهة فقط لكن أيضا تستعد من الناحية الاقتصادية وإعادة بناء البنية التحتية. وأضاف السفير: علينا أن نعترف أن روسيا ألحقت ضررًا كبيرًا بقطاع الطاقة في أوكرانيا، ومن 50: إلى 60 في المئة من محطات توليد الطاقة ومحطات التدفئة الخاصة بالمناطق السكنية تعرضت للهجمات الروسية، كما قصفت روسيا السكك الحديدية والطرق.

وأوضح سفير أوكرانيا أن "هناك استعدادت للمعارك في الشتاء بتأمين الظروف الملائمة للشعب الأوكراني لقضاء فترة الشتاء"، وأضاف "نتمنى انتهاء الحرب قبل الشتاء، لكن نحن مستعدون لمعارك الشتاء".

روسيا تشن حربا شرسة

وبشأن توصيفه للحرب الروسية الأوكرانية، قال السفير ميكولا ناهورني: الحرب الحالية استعمارية وشرسة، وبالنظر إلى الخسائر الروسية، فإن 250 ألف قتيل لا يمكن أن يكون نتيجة لـ "عملية عسكرية محدودة" كما تسميها روسيا، بالإضافة إلى أن الخسائر الأوكرانية الاقتصادية، ليست نتائج عملية محدود. أضاف: خمس الأراضي الأوكرانية ملغومة، وروسيا نجحت في تدمير 30: 40 بالمئة من الاقتصاد الأوكراني، فهل يمكن أن نتصور أن هذه نتائج "عملية محدودة" وتكون خسائرها بهذه الدرجة.

وقال السفير الأوكراني: الحرب أهدافها من الجانب الروسي غير واضحة وتتغير من يوم ليوم، ونحن متأكدون أن الأهداف المعلنة غير حقيقة، والهدف الوحيد المعلوم لدينا هو ضم أوكرانيا إلى الإمبراطورية الروسية، وروسيا تحاول ممارسة سياسة توسعية على حساب أوكرانيا، كما تحاول ممارسة سياسة توسعية في القارة الأفريقية، وكما نرى هناك تواجد لمرتزقة فاجنر في دول إفريقية مختلفة ابتداء من السودان وليبيا وحتى دول مثل بوركينا فاسو مالي، وأحد الدلائل على سياسة روسيا التوسعية في أفريقيا الانقلاب الأخير في النيجر الذي تم تدبيره بلا شك بواسطة المرتزقة الروس والخبراء الروس، وإلا ما هو تفسير المشهد الغريب لنزول الناس إلى الشوارع حاملين الأعلام الروسية.

 

سفير أوكرانيا: روسيا لـن تقـدم بديلاً مجانيًا عـن الحبوب الأوكرانية