الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 04:42 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سفير أوكرانيا: روسيا لن تقدم بديلاً مجانيًا عن الحبوب الأوكرانية.. مقابلة

محرر الطريق يجري مقابلة مع السفير الأوكراني في القاهرة
محرر الطريق يجري مقابلة مع السفير الأوكراني في القاهرة
تصوير| هند حماد
القاهرة

أكد سفير أوكرانيا في مصر، السفير ميكولا ناهورني، أن بلاده تطلب من حلفائها العرب مواصلة السياسة الرامية لإحلال السلام العادل والشامل في أوكرانيا، واعتبر أن لقاءً جدة بمثابة فرصة لتقارب وجهات النظر، والتأكيد على احترام الحدود والسيادة الأوكرانية، كما أكد سفير أوكرانيا في القاهرة أن التعاون مع مصر مستمر وأن القضية الأوكرانية تحظى باهتمام حقيقي من قبل القيادة السياسية المصرية. واعتبر السفير ناهورني أن الانسحاب الروسي من صفقة الحبوب ضربة تستهدف الشعوب والدول المحتاجة في أفريقيا وآسيا، وأنه لا بديل عن استمرار تصدير الحبوب الأوكرانية.

عشية احتفال أوكرانيا بعيد الاستقلال الـ 33 عن الاتحاد السوفيتي، كان لـ جريدة (الطريق) فرصة إجراء هذه مقابلة مع سفير أوكرانيا في مصر، السفير ميكولا ناهورني.

معنويات الشعب الأوكراني مرتفعة

وبخصوص الوضع حاليا في أوكرانيا بعد عام ونصف من الحرب، قال السفير ميكولا ناهورني، العائد قبل أيام من زيارة قصيرة إلى بلاده: الاستقلال له ثمن وجميع الشعوب دفعت أو تدفع ثمن الاستقلال، وفي الوقت الحاضر أوكرانيا تشهد فترة إثبات استقلالها وسيادتها وإصرارها على بناء المستقبل، والشعب الأوكراني سينتصر وينتظره مستقبل جيد.

وقال السفير: زرت أوكرانيا والعاصمة كييف مؤخرًا، وخلال تواجدي هناك كانت لدي لقاءات عديدة مع أقاربي وأصدقائي وزملائي والمواطنين في العاصمة ومختلف المدن، وأود أن أوكد أن الشعب الأوكراني معنوياته مرتفعة ويصر على مواصلة الكفاح من أجل تحرير الاراضي الأوكرانية وطرد الغزاة الروس، وأهداف الشعب الأوكراني واضحة وبسيطة، وتتلخص في الدفاع عن أهلهم وأرضهم وديارهم من الغزاة الذين دخلوا بلادهم بغرض الاحتلال والنهب والاغتصاب.

التعاون المصري الأوكراني مستمر

وحول تقيمه للعلاقات المصرية الأوكرانية، قال سفير أوكرانيا: قضيت سنة وشهرين في مصر، وقبل أن أعين سفيرًا في القاهرة كنت مسئولا عن ملف العلاقات المصرية الأوكرانية، وبلا شك مصر كانت ولا تزال شريكا استراتيجيا لأوكرانيا في القارة الأفريقية والشرق الأوسط.

وذكر السفير ميكولا ناهورني أنه قبل الحرب في عام 2021 كان التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا يبلغ 2 مليار و300 مليون دولار، وزار أكثر من مليون و600 سائح أوكراني مصر في عام 2021.

وأكد سفير أوكرانيا أنه: رغم الظروف التي فرضتها الحرب لا يزال التعاون مع مصر مستمرًا، ورغم أنه ليس بنفس القدر الذي كان قبل الحرب، لكن التجارة لا تزال مستمرة ونجحنا العام الماضي في توريد مليون طن من الحبوب إلى مصر، ورغم الحرب فإن السياح الأوكرانيون لا يزالون يزورون مصر، وحسب الاستفتاءات على الجبهة يرغب الجنود الأوكرانيون في زيارة مصر بعد انتهاء الحرب، ويعتبرونها الوجهة السياحية الأولى أو الثانية عالميًا.

وقال السفير الأوكراني في مصر: نشكر الرئاسة المصرية على الاهتمام المستمر بدولة أوكرانيا، وهو ليس اهتمامًا شكليا سياسيا، ولكن اهتمام شخصي وعاطفي، ونشكر مؤسسة الرئاسة على إيفاد ممثلا عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنقل التهاني وتمنيات سيادته بأن يعم السلام في أوكرانيا، وأن يستمر التعاون بين دولتينا وشعبينا.

وأضاف: نرى تبلور السياسة الخارجية المصرية في الخطابات الأخيرة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حول الدعوات الرامية إلى وقف الحرب انطلاقا من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وهذا عامل مهم ومشجع يعبر عن الموقف المشترك تجاه أهم القضايا عالميا وإقليميا.

الدعم العربي لإحلال السلام في أوكرانيا يزداد قوة

وحول مستوى الدعم العربي لإحلال السلام في أوكرانيا، يقول السفير ناهورني: نرى تحولا ملحوظًا في مواقف دول الجنوب العالمي، خصوصًا وأن عواقب الحرب أصبحت محسوسة في منطقة الشرق الأوسط، وباتت هناك دول جديدة تنضم لدائرة الدول التي تدعو روسيا لوقف الحرب الفوري وتحرير الأراضي الأوكرانية، والدليل على ذلك اجتماع جدة الذي شارك فيه أكثر من 40 دولة، والتصويتات الأخيرة في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث دعمت أغلبية ساحقة الموقف الأوكراني وطالبوا باحترام مبادئ الأمم المتحدة، ونحن طالبنا من حلفائنا العرب مواصلة هذه السياسة الرامية لإحلال السلام العادل والشامل في أوكرانيا.

وبشأن أهمية مؤتمر جدة لمناقشة السلام في أوكرانيا، قال السفير ميكولا ناهورني، يعد هذا هو الاجتماع الثاني على مستوى مستشاري الأمن القومي والسياسة الخارجية من الدول المختلفة، وكان الاجتماع الأول في كوبنهاجن، أما الاجتماع الثاني فكان في جدة بمبادرة من المملكة العربية السعودية، وشارك به أكثر من 40 دولة من الجنوب العالمي، بحضور ممثلين لأول مرة من الدول العظمى مثل الصين، وممثل من الهند، كما شارك ممثل من جمهورية مصر العربية.

وأوضح السفير أنه: في إطار هذا الاجتماع تم مناقشة خطة السلام، التي اقترحها سابقا الرئيس الأوكراني فولدمير زيلينسكي، والتي تتكون من 10 نقاط، تهدف بشكل أساسي لإحلال السلام واستعادة السيادة الأوكرانية ووقف الحرب وانسحاب روسيا، والحصول على ضمانات دولية تضمن عدم تكرار الحرب في المستقبل، بجانب ضمان العدالة والأمن الغذائي وأمن الطاقة.

وهذا اللقاء كان قبل كل شيء لقاءً تشارويا لتقارب وجهات النظر، لكن كان هناك قاعدة مشتركة وثابتة لجميع المشاركين؛ الاجتماع دعا قبل كل شيء لاحترام المبادئ العامة التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وهذه يعني احترام الحدود والسيادة وعدم اللجوء لاستعمال القوة لحل المشاكل السياسية.

روسيا تستخدم الطاقة والغذاء للضغط على المجتمع الدولي

وقال السفير ميكولا ناهورني، بخصوص الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب من أوكرانيا: بلا شك أن الحرب الروسية على أوكرانيا هي حرب شاملة، ليس عسكريا فقط وإنما اقتصاديا وإعلاميا، روسيا تلجأ لاستعمال جميع الوسائل بما في ذلك وسائل قذرة للضغط على المجتمع الدولي، ورأينا محاولات روسية في الشتاء الماضي لاستعمال عامل الطاقة للضغط على الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى.

ولفت السفير الأوكراني إلى أنه: حاليا نحن نرى المحاولة الروسية لاستخدام عامل الغذاء للتأثير على الدول وخاصة الدول التي تتعرض لخطر المجاعة. بلا شك انسحاب تركيا من صفقة الحبوب ضربة قوية تستهدف قبل كل شيئ الشعوب والدول المحتاجة في أفريقيا وآسيا، لأن أوكرانيا نجحت من خلال صفقة الحبوب نجحت في تصدير 33 مليون طن من القمح والحبوب للأسواق العالمية، ولا شك أن نقص هذه الكمية من الأسواق، يؤدي لارتفاع الأسعار وإحداث نقص حاد في مواد الغذاء العالمية.

وبشأن المعلومات المثارة عن وجود صفة حبوب روسية مع تركيا وقطر، قال السفير ميكولا ناهورني: لا أعتقد أنه يوجد بديل لتصدير الحبوب الأوكرانية، وبالنسبة للمعلومات حول وجود صفقة ثلاثية تركية قطرية روسية، فهي معلومات يجب أن ننظر لمصادرها، حيث أنها مراسلات بين وزارة الخارجية الروسية والسفارة الروسية في تركيا، وبلا شك تسريب هذه الوثيقة تم من قبل الجهات الروسية لاستعمالها من إعلاميا ودعائيا، لأن حتى تصدير مليون طن من القمح للدول المحتاجة ليس حلا للمسألة، ولكنها محاولة إعلامية، ونحن شاهدنا مثل هذه المحاولات في إطار القمة الإفريقية الروسية، عندما طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم 25 ألف طن مجانا للدول المحتاجة، وهذا لا يعتبر حلا للأزمة وإنما تريد أن تقدمة روسيا على سبيل "الصدقة"، وكان رد الفعل من القادة الأفارقة الرفض وطالبوا من بوتين تمديد اتفاقية تصدير الحبوب بين أوكرانيا وروسيا، وسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بعدم استغلال العامل الغذائي في السياسة الخارجية للضغط على الدول الأخرى.

سفير أوكرانيا في مصر: الحرب الروسية «شرسة».. وبوتين يريد إعادتنا لما قبل الاستقلال