الطريق
الجمعة 10 مايو 2024 07:21 مـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

استيفان روستي.. ابن سفير وأول مخرج لفيلم مصري

استيفان روستي
استيفان روستي

استيفان روستي الذي لقب بـ"الشرير الظريف" خاض مشوار طويل قبل أن يصل إلي تلك المكانة في السينما حتى بات قاسما مشتركا في معظم أفلام الأبيض والاسود، وعانى في حياته الشخصية والفنية.

كان والد استيفان روستي سفيرا للنمسا وخلال إقامته الدبلوماسية في القاهرة التقى بسيدة إيطالية وتزوجها سرا وأنجب منها "استيفان" وعندما علمت حكومة النمسا بنبأ زواجه السري أعفته من منصب السفير بينما أسرته المقيمة في المجر هددته بحرمانه من أموالها فاضطر لأن يهجر زوجته ويعود إلي بلاده.

ظل يبعث نفاقات ابنه الوحيد وعرض علي والدة "استيفان" أن تسافر له وتعيش في بيت خاص بشرط ألا يعرفها أحد وعندما رفضت قطع إعانته التي كان يرسلها لها هي ونجلها، وعكفت والدته على تربيته وحصلت على الجنسية المصرية وتأقلمت مع العادات والتقاليد المثرية وألحقت ابنها بمدرسة راس التين الإبتدائية وحصل على الشهادة الإبتدائية، ولكنه لم يستطيع مواصلة تعليمه بعد أن تراكمت الديون على والدته.

اضطرت والدة "استيفان" أن تبيع منزلها وتزوجت من رجل إيطالي كان من النجارين المقيمين في الإسكندرية، ورفض زوجها الجديد أن يعيش معه ابنها في منزله، وخرج يبحث عن قوت يومه فقادته قدماه إلي مسرح عزيز عيد واستطاع مقابلته وأخبره أنه من هواة التمثيل على الرغم من أنه لم يخطر بباله أن يصبح ممثلا.

سرعان ما نال رضا "عزيز عيد" الذي شعر أنه أمام موهبة كبيرة وقرر أن يمنحه 6 جنيهات شهريا وأعطاه منها "عربون" 50 قرشا، وبعد 6 سنوات كان من أبرز نجوم المسرح، وقرر أن يسافر إلي باريس لشاهد ما يسمعه من العائدين من بلد الفن، ولكنه لم يكن لديه المال الكافي فتعرف على راقصة في فرقة باليه زارت مصر وما كادت تعرف قصته حتى أخبرته أنها تعرف والده الذي حدثها عن ابنها في القاهرة.

ساعدته الراقصة التي أحبته في أن تلحقه بعمل في الفرقة وسافر معها إلي باريس ومنها إلي النمسا، وهناك ألتقى بوالده وقابله بترحاب ولكن سرعان ما تبدد الترحاب إلي طرد عندما علم بالعلاقة التي تربطه براقصة الباليه، واستقالت الراقصة من الفرقة وباتت هي واستيفان يتسكعان في شوارع أوروبا ويعنيان من الجوع بعد أن اشتدت الأزمة الاقتصادية إثر الحرب العالمية الأولى.

أصيب الراقصة بخلل في قواها العقلية ودخلت المستشفى بينما "استيفان" راح يعمل في عدة مهن ليجد قوت يومه وعمل "صبي جزار" و"بائع متجول"، وكان سر بقائه في أوروبا أن يكون قريبا من والده لعله يموت ويرثه، ولكن أضطر للعودة إلي القاهرة ليجد والدته تعاني الجوع والحرمان بعد أن توفي زوجها وتركها هي وابنا له منها لا يجدان قوت يومهما.

حن قلب استيفان روستي على والدته وأخيه وبات يبحث عن عمل لينفق عليهما، وعندما علم نجيب الريحاني بعودته عرض عليه العمل معه على المسرح، وانضم إلي فرقته وبزغ نجمه، ثم سافر بعد فترة إلي باريس مرة أخرى ولكن في تلك المرة ليدرس السينما وفنونها وعند عودته عمل مع يوسف وهبي، وعندما أقدمت سيدة السينما عزيزة أمير على إنتاج فيلم "ليلي" وتعرضت للمتاعب التي سببها المخرج وداد عرفي استعانت بـ"استيفان" لينقذ ما يمكن إنقاذه وأعاد إخراج الفيلم من جديد ليصبح اول مخرج مصري لأول فيلم مصري.

بات يتنقل بين الفرق من رمسيس إلي الريحاني وبعد وفاته انضم إلي فرقة إسماعيل ياسين، وكان قاسما مشتركا في معظم الأفلام وأخرج فيلم "الورشة" نمن إنتاج عزيزة أمير، وفيلم "صاحب السعادة كشكش بك" لنجيب الريحاني.

اقرأ أيضا.. صالح عبد الحي.. «نسي بطاقته» وغنى لموظف البريد