يوسف عيد «بوب مارلي الغلابة» نجم رصيده حب الناس
موهبة لا تعرف مثيل وخفة ظل كبيرة، وكوميديان لا يستهان به، وقف أمام الكبار وصنع اسمه بعد سنوات من الشقاء والتعب، أضحك الملايين بأداء سلس وكوميديا حقيقية، هو "زكريا الدرديري" مدرس كل المواد في مدرسة "عاشور" في "الناظر" و"عبده أجرني" صاحب مكتب الحانوتي في "جعلتني مجرما"، وهو "بوب مارلي"النسخة الشعبية في "الحرب العالمية الثالثة" الفنان يوسف عيد.
ميلاد ونشأة يوسف عيد
ولد يوسف عيد في 15 نوفمبر 1948 في حي الجمالية بالقاهرة، حصل على شهادة الثانوية الأزهرية ولم يستطيع أن يكمل تعليمه الجامعي، أحب الفن وبدأ مشواره منتصف السبعينيات وهو في الـ27 عاما من عمره، وكانت وجهته من المسرح وشارك في مسرحية "نحن لا نحب الكوسة" بينما في السينما شارك في فيلم "شقة في وسط البلد".
بداية رحلة يوسف عيد مع الزعيم
لمع نجم الفنان يوسف عيد في فترة الثمانينيات عندما ظهر بدور صغير في مسلسل "دموع في عيون وقحة" مع عادل إمام وزادت مساحة دوره في فيلم "عصابة حمادة وتوتو" وتضاعفت في "الأفوكاتو" في دور حارس السجن، وكانت الشهرة الأكبر مع الزعيم في "النمر والأنثى" في دور "سيد" زوج "نعيمة" التي جسدته آثار الحكيم.
أفلام يوسف عيد
كانت موهبة "عيد" طاغية جعلته يشارك في أفلام الكبار فقدم مع أحمد زكي "التخشيبة" ومع محمود عبد العزيز "الجوع، الكيف" ومع محمود ياسين "مدافن مفروشة للإيجار" ومع نبيلة عبيد "حارة برجوان".
ذاع صيت يوسف عيد وقدمه شريف عرفة في "يا مهلبية يا" وأعاد اكتشافه من جديد وأخرج من داخله الفنان الاستعراضي وتألق في غناء مونولوج "يا دنيا أنا بسألك ليه أنا ماطلعتش ملك" ليمنحه "عرفة" دور مهم في فيلم "الدرجة الثالثة" مع أحمد زكي.
تمتع يوسف عيد بصوت جميل منحه القدرة على غناء الموال، وظهرت موهبته الغنائية في مسرحية "شارع محمد علي" وغنى موال "من قبل لوم العوازل كان السلام بالايد صبح السلام بالكتابة من بعيد لبعيد" ليصفق له فريد شوقي مع الجمهور.
كان "عيد" يرتضي بالأدوار التي لا تتعدى عدة مشاهد تعد على أصابع اليد الواحدة على أمل أن يأتي الدور الذي يناسب حجم موهبته، فيقبل بالظهور في مشهد بفيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة" أو مشاهد قليلة في أفلام الزعيم "الجردل والكنكة، رسالة إلي الوالي، الواد محروس بتاع الوزير"، ومع أحمد زكي في "اضحك الصورة تطلع حلوة" وكما ظلم يوسف عيد في الأدوار القليلة عانى من الأجر الضئيل الذي لا يناسب قدر موهبته.
مسلسلات يوسف عيد
أحب السينما ولكنه لم ينسى في مشوار التليفزيون وقدم له العديد من المسلسلات أبرزها "رأفت الهجان، سفر الأحلام، بكيزة وزغلول، البشاير"، وفي فترة الألفية كان ضيفا في أفلام الشباب وقدم واحد من أجمل أدواره في"الناظر" مع علاء ولي الدين في دور المدرس"زكريا الدرديري" ومنحه شريف عرفة مساحة أكبر زادت في "ابن عز".
أفلام الشباب
على الرغم من ظهوره في مشهدين بـ"التجربة الدنماركية" إلا أنه خطف الأنظار إليه وصنع ضحك حقيقي وهو يغني لـ"أنيتا" نيكول سابا "يا حلو ياللي العسل سايل من الشفة.. شعرك سلاسل دهب دمك كمان خفة.. أدفع في مهرك ألوف وأهديكي جميع مالي لو قولتي كلمة yes مع بسمة من الشفة".
لم يتوقف عن العمل وقدم العديد من الأفلام "صايع بحر، عيال حبيبة، علي سبايسي، جعلتني مجرماً، عجميستا، اتش دبور، صرخة نملة" وفي مشهد وحيد في "آسف على الإزعاج" وهو يحاول إقناع "حسن" أحمد حلمي بشراء "علم" وهو يقول له "نفعنا بأي حاجة ربنا يسقيك من نار جهنم ربنا يحرقك بجاز حضرتك"، وعندما يعطيه جنيهاً يدعو له بـ"ربنا يجعلك في كل خطوة بلاعة".
بوب مارلي صنع اسطورته
كان لا يغيب عن التليفزيون ويلقى في جبعته العديد من المسلسلات أبرزها "الرجل العناب" في دور "عم هيصة" ولكنه صنع المجد في السينما بدور "بوب مارلي" النسخة الشعبية في فيلم "الحرب العالمية الثالثة" وكأنه يعلنها صريحة أمام مخرجي السينما أنه قادر على صنع الضحك وترك بصمة حتى ولو بمشهد وحيد ولم يعد ينتظر الفرصة التي تأخرت.
وفاة يوسف عيد والنهاية
لم يدخر "عيد" شيئا من الفن خلال سنوات الشقاء والتعب وكان يعيش في شقة متواضعة بميدان الجيش في باب الشعرية وكانت بوصلته التي يعرف منها نجاحه وتقديره هي "حب الغلابة".
وفي 22 سبتمبر 2014 توفي إثر إصابته بأزمة قلبية عن عمر ناهز 65 عامًا، رحل يوسف عيد وترك أدوار لا تنسى وإفيهات لا تنتهي وحب من جمهوره لا ينضب.
اقرأ أيضا.. أبرز اللقطات من حفل افتتاح مهرجان الغردقة لسينما الشباب بدورته الأولى
