الطريق
السبت 11 مايو 2024 11:43 مـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

إثيوبيا تواصل تعنتها في ملف السد.. وخبراء: أديس أبابا تستخدم التفاوض للمماطلة

 سد النهضة
سد النهضة

شهدت القاهرة جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان بعد توقف دام لأكثر من سنتين، كما شهدت أديس أبابا جولة أخرى كذلك، وعلى الرغم من تلك المحاولات الجديدة للتوصل إلى اتفاق حول ملف سد النهضة، إلا أنه لم يتم تحقيق أي تقدم يُذكر في هذه المفاوضات، وفقًا للتصريحات الرسمية من وزارة الري المصرية.

ومنذ بدء الجولة الجديدة للمفاوضات، لم تظهر أديس أبابا أي تغييرات جادة في موقفها التفاوضي، مما يثير مخاوف من فشل الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق يضمن مصلحة جميع الأطراف، حيث أعلن رئيس فريق التفاوض الإثيوبي رفضه التوقيع على أية وثائق قد تقيد ما أسماه "حقوق بلاده التنموية"، مما أثار انتقادات بسبب طبيعة هذه التصريحات وعدم استجابتها لمطالب المفاوضات الثلاثية.

وبحسب خبراء متخصصون، فإن هذا التوقف في المفاوضات يزيد من التوترات بين الدول الثلاث، ويزيد القلق بشأن مستقبل تدفق مياه النيل، والتي تعتبر حيوية للبلدان المتأثرة باتفاق سد النهضة، إذ تظل مصر والسودان يعبّران عن قلقهما من العجز الدبلوماسي والمعاناة المحتملة للموارد المائية في المنطقة إذا لم تتوصل المفاوضات إلى حلاً شاملاً وعادلًا.

من جهته، شكك الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، في جدية إثيوبيا في التفاوض حول ملف سد النهضة، مشيرًا إلى أن تصريحاتها حول استئناف المفاوضات ليست سوى تصريحات دبلوماسية تتكرر دون تحقيق تقدم فعلي.

وأوضح شراقي في تصريحات لـ "الطريق" أن إثيوبيا تمارس سياسة التغول على حقوق الآخرين، حيث اعتدت على أراضي إريتريا والصومال، وتعدت إقليم الفشقة السوداني، بالإضافة إلى بناء سدود لمنع المياه عن كينيا والصومال.

وشدد على أن إثيوبيا لم تقدم تغييرًا في فريق التفاوض الخاص بها، بينما أجرت مصر تغييرات في فريق التفاوض من خلال تغيير وزير الري مرارًا وتكرارًا، مشيرا إلى أن إثيوبيا لا تزال تتمسك بعدم التغيير في موقفها، حتى إنها أعادت سفيرها من واشنطن مرارًا وتكرارًا للمشاركة في ملف التفاوض مع مصر.

وأكد شراقي على ضرورة مشاركة أطراف دولية فاعلة في المفاوضات القادمة في أديس أبابا، معتبرًا أن تلك الأطراف يجب أن تلعب دورًا فاعلاً وليس مجرد دور مراقبة، وأن مصر يجب أن تشترط مشاركتهم للتوسط وإبداء آرائهم لضمان نجاح المفاوضات.

وهو ما أيده الدكتور مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات، حيث شكك في مدى جدية أديس أبابا وحرصها على سير مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرا إلى أن الجانب الإثيوبي يظل غير جاد وسيء النية في مفاوضاته مع البلدين العربيين.

وفي حديثه لـ "الطريق"، أكد غباشي أن الجانب الإثيوبي يمارس نفس سياسات التفاوض التي اعتمدها الجانب الإسرائيلي في مفاوضاته مع الجانب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه وخلال 17 عامًا من المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، لم يحقق الجانب الفلسطيني سوى تعيين قيادات محدودة في الضفة الغربية، دون أي تقدم حقيقي.

وأضاف غباشي أن التدخلات الدولية، سواء من الاتحاد الإفريقي أو من الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي، لم تحقق أي نتائج إيجابية، مشيرًا إلى أن الجانب الإثيوبي يرفض التوقيع على اتفاق ملزم ولا يقر بالحقوق التاريخية لمصر والسودان.

وختم تصريحاته بتحذير، حيث أشار إلى أن إثيوبيا ستعتمد ملجأ التسويف حتى تكمل عملية الملء الرابع للسد، وبعد ذلك، ستكون الأمور خارج السيطرة، داعيًا الجانب المصري والجانب السوداني إلى تصعيد ردود أفعالهم لمواجهة التعنت الإثيوبي وخطورة الموقف الراهن.

اقرأ أيضا |

لمواجهة التضخم والغلاء.. الحكومة تعلن تخفيض أسعار 7 سلع ونواب يطالبون بالمزيد