الطريق
الأحد 22 يونيو 2025 04:38 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
فتح باب التقدم للراغبين في الحصول على منحة الماجستير والدكتوراه للأئمة والواعظات والعاملين بالأوقاف الشباب والرياضة: بشبابها يُطلق مراجعات الثانوية العامة المجانية بالبحيرة الشباب والرياضة تواصل الفعاليات التدريبية لأندية العلوم بمختلف المحافظات الشباب والرياضة تنفذ الدورة التدريبية رقم ١١٥ في ( الاستراتيجية والأمن القومي) وزير الإسكان يشارك في الجلسة الافتتاحية لملتقى ”بناة مصر” في دورته الـ10 لاستعراض جهود الوزارة في التنمية العمرانية نائب وزير الإسكان يشارك في ورشة عمل بعنوان ”تعزيز إعادة استخدام المياه باستخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي” الرقابة النووية والإشعاعية تستأنف حملتها التوعوية من مكتبة مصر العامة بإقليم القاهرة الكبرى ائتلاف أولياء أمور مصر يرصد آراء الطلاب وأولياء أمورهم حول امتحانات الثانوية العامة وزير الصناعة والنقل يبحث مع محافظ الجيزة ومستثمري المنطقة أبرز المشكلات والتحديات بالمنطقة وسبل حلها وزير الإسكان: تخصيص قطع أراضٍ للمواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بقرعتين بمدينة العبور الجديدة وزير التربية والتعليم يواصل متابعة غرفة عمليات امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025 وزير التعليم العالي والبروفيسور مجدي يعقوب يشهدان توقيع بروتوكول تعاون بين جامعة أسوان ومؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب

مات وحيدا كمال حسني المطرب الذي نافس عبد الحليم حافظ ودمرتة المكائد الفنية


أربعة وتسعون عاماً مرت علي المطرب كمال حسني أحد النجوم التي ظهرت واختفت دون أن يحس بها أحد، علي الرغم من أن صوته العذب الشجي المليء بالحزن، وأيضا بالابتهاج، كان قادر أن يكون منافساً قوياً للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، المصادفة الغريبة أن الأثنان جاءوا إلي الدنيا في نفس العام من 1929 وأن اختلفت الأيام حيث ولد كمال حسني في 18 ديسمبر، وتخرج من كلية التجارة، والتحق بعدها للعمل في البنك الأهلي المصري كمحاسب، وبالعودة إلي الوراء للتعرف علي بداية هذا الشاب، الذي غني في فرقة الأناشيد بمدرسته الابتدائية، وكان وقتها مغرم بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش الذي غني معظم أغانيهم في حفلات المدرسة الثانوية، إلي أن ظهر عبد الحليم حافظ وقام بتأدية أغانيه كلها، بداية من "صافيني مرة"، و"لايق عليك الخال"، و"علي قد الشوق" وظل كمال حسني كما هو يغني للعندليب، حتي أشار عليه الأقرباء والزملاء بأن يقدم في الإذاعة المصرية في برنامج "ركن الهواة" وكان من بين أعضاء لجنة التحكيم حسني الحديدي، وأمين عبد الحميد رئيس قسم الغناء بالإذاعة والملحن علي فراج، وأعجبوا بالصوت الجديد كمال حسني والتشابه القوي بينه وبين عبد الحليم حافظ.
من هنا بدأت نجومية كمال حسني المؤقتة في الظهور، وطلب منه الإذاعي الكبير حسني الحديدي أن يأتي إليه في مكتبه، وتقابل هنا مع الكاتب الصحفي موسي صبري، والملحن إبراهيم حسين، الذين قالوا له أن ماري كويني تريد مقابلته والاتفاق معه علي المشاركة في بعض الأفلام التي تنتجها، ووعد الكاتب موسي صبري الجميع أن يكتب عن هذا المطرب الجديد المعروف باسم كمال الدين محمد محمد، واختاروا له اسم جديد هو "كمال حسني" علي اسم حسني الحديدي.
ذهب كمال حسني الشباب إلي مكتب ماري كويني في الاستديو، وكان يجلس بجوارهم السيناريست محمد مصطفي سامي والمخرج إبراهيم عمارة وأحمد والي، وأرادت ماري أن توقع مع كمال حسني علي عقود ثلاث أفلام يقوم هو فيها البطل.
بدأ المطرب الشاب بروفات التمثيل مع الفنانة أمال فريد، وبعد مرور أيام، طلب ماري كويني من المخرج تغير البطلة والأتيان بفنانة قوية ولتكن شادية، عندما سمع كمال حسني اسم شادية، أصيب بالتوتر والقلق والخوف وكانت وقتها نجمة كبيرة ملآ السمع والبصر، وبدأ تصوير أول فيلم له والأخير بعنوان "ربيع الحب" وكان أول مشهد يجمع بين كمال وشادية في أغنية "لو سلمتك قلبي واديتك مفتاحه" ارتبك كمال أكثر من مرة وشعرت شادية أنه متوتر، طلبت من أن يهديء وقالت له اعتبرني واحدة صاحبتك مالكش أصحاب بنات، ومن هنا كانت كلمات شادية المهديء لكمال حسني وانتهي تصوير الفيلم، وبدأ موسي صبري حملة مقالات بعنوان "المطرب القادم الذي سوف يتربع علي قمة الغناء" ومن هنا بدأ كمال حسني الطريق إلي النجومية ولم يكن وقتها قابل عبد الحليم حافظ، إلي أن تقابلوا في نقابة الموسيقيين حيث كان ذاهبا لعمل بروفة، ونادي عليه عبد الحليم حافظ وأخذه كمال بالحضن وطلب منه عبد الحليم أن يتقابلوا وكان اللقاء الثاني في الإذاعة عندما تقابل الاثنان وطلبت المذيعة من عبد الحليم أن يغني أغنية "غالي علي" لكمال حسني والأخير يغني أغنية لعبد الحليم بعنوان "توبة".
كانت مقالات الكاتب الكبير موسي صبري بداية تعكير العلاقة بينهم حيث أكد من خلال مقالاته أن كمال حسني قادر علي هز عرش عبد الحليم حافظ الغنائي، وبدأت العلاقة بينهم يحدث فيها فتور، وتدخل الحاقدين وينقلون الكلام حتي صعق كمال حسني بما رأه من مؤامرات وأفعال لم يكن قادرع علي الصمود عليها وقرر أن يبتعد عن المجال الفني ويكتفي بالعمل كمحاسب في البنك الأهلي.
كان كمال حسني غني مجموعة من الأغاني جاءت بعنوان"صباح النور علي البنور"وغالي عليه، ولو سملتك قلبي، وعند بيت الحلو، ويا أسمر يا سكر، ورمضان كريم، وسلامات، وياريت يا حبيبي، وخلاص نسيتني، وأنا هنا والقلب هناك، رسيني علي حالي، وسنمضي معا، وغيرها من الأغاني مع فيلم "ربيع الحب" بطولته مع شادية وشكري سرحان وحسين رياض، وغني مع مجموعة من الأغاني مع الفنانة شادية في هذا الفيلم الذي أخرجه إبراهيم عمارة، ولم يكمل الفيلمان الأخران الذي وقع عقودهم مع الفنانة ماري كويني.
بعد فترة طويلة من الزمن عرف كمال حسني أنه وقع فريسة للخداع والكذب داخل الوسط الفني ورجع إلي البنك، وساءت حالته النفسية وقرر الهجرة إلي إنجلتر وترك مصر نهائيا، علي أن يعمل بالتجارة، تعرف علي زوجته في أحد البنوك وكانت تدعي بوسانيا، وأنجب منها ثلاث أبناء، وظل هناك حتي رحل عبد الحليم حافظ لمدة 8 سنوات ليعود بعد ما يقرب من 30 عاما في أواخر التسعينات، ولم يعود إلي الفن بل غني بعد الأغاني الدينية فقط، واختار العمل في التجارة في مصر ولم يرضي إلا بالقليل الذي قدمه في الفن ليرحل عن عالمنا في 1 أبريل من عام 2005 في القاهرة.