الطريق
الخميس 9 مايو 2024 02:11 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عبد الله عبد السلام يكتب ..إسرائيل من يقود القطار

مثل الحرباء Chameleon التي تُغَيِّر لونها طبقا للظروف المحيطة environments، يفعل نِتَانياهو ذلك على مدى سنوات طويلة لكن قدراته الانتهازية والبرجماتية تضاءَلت وأصبحت لا تنطلي على أحد. قبيل بدء جلسة الاستماع الأولى لقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية international justice Court، صرَّح بأن إسرائيل ليست لديها نية لترحيل الفلسطينيين، ولا احتلال غزة بشكل دائم. هذا المُتَلَوِّن ينسَى أنه أكد مرارًا بقاء جيش الاحتلال فِي غزة، والعمل على ترحيل طوعي لأبنائها إلى الخارج. وقد فضحه العضو البارز فِي الليكود داني دانون Danny Danon عندما قال إن نِتَانياهو أبلغه قبل أسبوعين بأنه يعمل على الترحيل، لكن المشكلة فِي العثور على دول توافق على استقبال اللَّاجئين. المشكلة الأخطر ليست فِي تلوُّنه و«حربائيته» فقط، بل فِي خضوعه لابتزاز اليمين الديني المتطرف للبقاء فِي السلطة، وتجنب السجن بتهم الرشوة. مسئول أمريكي أبلغ موقع» بوليتيكو» أنه ليس من الواضح من يقود القطار فِي إسرائيل. نِتَانياهو محاصر بين أحزاب وسط لا تريد التحالف معه مطلقًا، ويمين متطرف يفرض عليه شروطه للاستمرار بالحكومة. هو نفسه ألمح للأمريكيين قائلًا «يداي مقيدتان. أنا موجود فِي تحالف مع أحزاب أخرى. إنها الضرورات التي أواجهها». محاولات إرضاء المتطرفين سموتريتش وبن غفير تُضعف قدرته على اتخاذ قرارات مهمَّة. أصبح أسيرًا لديهما.
آرون ديفيد ميلر Aaron David Miller المفاوض الأمريكي السابق يصفه قائلًا: «إنه يائس بشكل متزايد. اعتبر نفسه العلامة التجارية لإسرائيل، لكن هذه العلامة تضرَّرَت بشدة. إنه مثال رهيب لزعيم خلط بين بقائه السياسي ومصالح بلاده مما يدفعه لاتخاذ قرارات رهيبة». نِتَانياهو فِي مثل هذا الوضع يمثل خطورة شديدة على المنطقة والعالم. مستعد للوصول إلى درجة الجنون فِي قراراته حتى يرضى من يحمونه من السقوط. لم تعد الغطرسة سمته الأساسية بل تراجع عن « طاووسيته» وتكبُّره، وأصبح كل ما يريده إطالة أمد الحرب كي يستمر فِي السلطة ويؤجل المصير المحتوم his fate. تصريحاته العلنية مختلفة تمامًا عمَّا يقوم به أو يعتزم عمله. فِي العلن يخاطب العالم، وفِي السر يُرضِى حُرَّاسه الذين يمنعون سجنه.