الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:41 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مصر تحقق قفزات نوعية في المجال الاجتماعي بفضل المبادرات الرئاسية

وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أول يوم له فى رئاسة الجمهورية المشاكل العالقة للمواطنين المصريين على رأس أولوياته، فشهدت مصر تحولات كبيرة في المجال الاجتماعي، بفضل المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي استهدفت تحسين مستوى الحياة للمواطنين، وخاصة الفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا والمهمشة.

وقد دفعت الدولة المصرية لإنشاء هذه المبادرات لأهداف مختلفة، مثل تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والتضامن الوطني، وتحسين جودة الحياة والمستوى المعيشي للمواطنين، وتمكين المرأة والشباب والفئات الأكثر احتياجًا وضمان حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحديث الاقتصاد وتعزيز تنافسيته وتحقيق نمو اقتصادي مرتفع واحتوائي ومستدام، وتحرير موارد المالية العامة للإنفاق على الصحة والتعليم والبنية التحتية، وتعزيز روح الولاء والانتماء للهوية المصرية وتنوعها الثقافي، وتعميق الدور الإقليمي والدولي لمصر.

مبادرات متعددة:

ومن أبرز هذه المبادرات مبادرة "حياة كريمة"، التي تعد أكبر مشروع تنموي شامل في تاريخ مصر، والتي تهدف إلى تطوير 4584 قرية والتي يمثلون نسبة ٥٨٪ من إجمالي سكان الجمهورية بتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه، والذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى ٢ يناير ٢٠١٩ , على أن يشمل مجالات البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية والتنمية البشرية والتشغيل والتمكين الاقتصادي والاجتماعي. وقد استفاد منها حوالي 5 ملايين مواطن، نصفهم من النساء.

والمبادرة ركزت على أفقر 375 قرية خلال مرحلتها التمهيدية فى 2019 فنجحت خلال عامين فى تقليل معدلات الفقر بين سكان قرى المرحلة التمهيدية بنسبة 11٪ فى المتوسط، واستهدفت الانتهاء من تطوير كل قرى الريف البالغة 4600 قرية وتضم 58 مليون نسمة بحلول 2025 بدلًا من 2030 .

وتحتل عملية تنمية المرأة مرتبة مهمة فى مبادرة حياة كريمة، لذلك نجد المبادرة منذ انطلاقها تحرص على تنفيذ مبادرات تعمل على مساعدة المرأة فى حياتها وتنمية دخلها وتحقيق أحلامها وذلك بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة وذلك من خلال مشروعات مثل " تنمية المرأة الريفية" و " مشروعات المرأة المعيلة والأرامل والمطلقات” و مبادرة "مستورة" و مبادرة "واعية" و مبادرة (100 مليون صحة) للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية و مبادرة (دعم صحة المرأة المصرية) و مبادرة (الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم) و مبادرة الاكتشاف المكبر وعلاج ضعف وفقدان السمع) مبادرة (دعم صحة الأم والجنين) مبادرة (متابعة وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي) مبادرة مكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار (نور حياة) مبادرة (القضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الجراحية) إلي أخره من المبادرات التي تخاطب المرأة المصرية فى المقام الأول.

وقد أشادت الأمم المتحدة بالمبادرة باعتبارها أحد أهم برامج الضمان الاجتماعي عالمياً. وقال الرئيس السيسي عن المبادرة: "نحن نسعى لتحقيق حياة كريمة لكل مواطن مصري، ونعمل على تطوير الريف المصري وتحويله إلى مجتمعات حديثة ومتكاملة".

تكافل وكرامة :

كما تضمنت المبادرات الرئاسية مبادرة "تكافل وكرامة"، التي تعد أحد أهم برامج الضمان الاجتماعي عالميًا، والتي توفر دعمًا ماليًا شهريًا للأسر الفقيرة والمحدودة الدخل والمعاقين والمسنين والأرامل والمطلقات والمهجورات والمعيلات، وتشجعهم على الاستثمار في رأس المال البشري من خلال تحسين الصحة والتعليم والتدريب المهني والتي بدأت وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع بعض الوزارات والجهات الآخرى في عام 2015 فى تنفيذ المبادرة من خلال برنامجين للدعم النقدى. وقد زاد عدد المستفيدين منها من 64 ألف مستفيد في 2015 إلى 3.6 مليون أسرة تضم أكثر من 15 مليون شخص في 2020. وقد تضاعفت قيمة الموازنة المخصصة للدعم النقدي إلى 18.5 مليار جنيه خلال الفترة من 2015 إلى 2020. وقال الرئيس السيسي عن المبادرة: "نحن نهتم بالفئات الأكثر احتياجاً في مجتمعنا، ونسعى لتمكينهم وتحسين دخلهم وتعليمهم وصحتهم".

وشاركت كذلك عدت وزارات فى تنفيذ هذه المباردة وهي :

- وزارة التضامن الأجتماعى ، وهى الوزارة القائمة بالتنفيذ والمشرفة على اختيار المستحقين والتى عن طريقها تصدر البطاقة الذكية التى يتم الصرف بها للمستحقين.

- وزارة التربية والتعليم ، وهى التى تمد القائمين على تنفيذ برنامج تكافل بنسبة حضور اطفال الأسر المستحقة للبرنامج وانتظامهم بالمدارس بنسبة حضور لا تقل عن 80% من ايام الدراسة الفعلية.

- وزارة المالية ، وهى التى تقدم الدعم النقدى للمستحقين طبقا للخطة التى تضعها وزارة التضامن حيث قامت الوزارة بتحويل مبلغ 400 مليون جنيه لتغطية تكاليف البرنامج فى مرحلته الأولى ،تم صرف 310 مليون جنيه منها حتى الأن.

- وزارة الداخلية ، ويتم عن طريقها التأكد من صحة البيانات التى تتقدم بها الأسر التى تريد الاستفادة من احد البرنامجين.

- هيئة البريد ،حيث يتم صرف المبالغ المستحقة للمستفيدين من البرنامج عن طريق مكاتبها المنتشرة فى كل مكان .

ويتابع برنامجى تكافل وكرامة بعض الجهات الدولية مثل البنك الدولى ، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف ) ، والبرنامج الأنمائى للأمم المتحدة للتعاون فيما يخص التشغيل فقط .

ووصل حجم تمويل برنامج "تكافل وكرامة"إلي 19 مليار جنيه خلال 2021 ثم بلغ 22 مليار جنيه في أبريل 2022 ، بزيادة عدد 450 ألف أسرة، ثم أصبح التمويل حاليا 25 مليارا تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، بعد زيادة مليون أسرة إضافية، وذلك بالتنسيق مع التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، وهذا يؤكد حرص مصر على تلبية حقوق الإنسان في توفير احتياجاته .

وبالإضافة إلى ذلك، شملت المبادرات الرئاسية مجموعة من المشروعات الهامة في مجالات الصحة والتعليم والزراعة والإسكان والطاقة والمياه والبيئة والرياضة والثقافة والشباب والمرأة والتضامن الاجتماعي، والتي ساهمت في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتحقيق أحلامهم. ومن هذه المشروعات مبادرة "أبواب الخير"، التي توفر قوافل مساعدات تقدم المواد الغذائية والملابس والأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية للمواطنين. وتستهدف المبادرة 5 مليون مواطن، وتم توزيع 250 ألف قطعة ملابس وتخصيص 6 مليارات جنيه لتمويل عملية التعيين. وقال الرئيس السيسي عن المبادرة: "نحن نريد أن ندخل الفرحة والسعادة إلى قلوب المصريين، ونحن نقدم لهم كل ما يحتاجونه من أجل حياة أفضل".

وقد نالت هذه المبادرات إشادة كبيرة من قبل المنظمات الدولية والمحلية، وأثبتت نجاحها في خفض معدلات الفقر والبطالة والتضخم والعجز الفيسكالي والدين العام، وزيادة معدلات النمو الاقتصادي.

مردودات هامة

(*) زيادة نسبة الالتحاق بالتعليم: ساهمت المبادرات الرئاسية المتنوعة في تخفيض نسب التسرب من المدارس بالقري والنجوع، التي تم تنفيذ المبادرات بداخلها ولعل من أهم الشروط التي حققت هذه النتيجية هي حيث أنه اشترط برنامج تكافل وكرامة حضور أبناء الأسر المُستفيدة لحصصهم المدرسية بنسب لا تقل عن 80%، كما وقعت وزارة التضامن برتوكول مع وزارة التربية والتعليم بشأن تسجيل غياب الطلاب المستفيدين من برنامج تكافل، بالإضافة إلى اعفاء 5 مليون طالب من غير القادرين من سداد المصروفات الدراسية، تحقيقًا لبرنامج" تكافؤ الفرص التعليمية"، وهو ما سوف يُحقق في النهاية نهضة تعليمية داخل الدولة المصرية.

(*) انخفاض معدلات الفقر: يتضح ذلك جلياً فى انخفاض نسبة الفقر في مصر من 32.5% في عام 2018 إلى 29.7% في عام 2019، وهو ما يرجع إلى الانعكاس الكبير لبرامج الحماية الاجتماعية التي أطلقتها الدولة المصرية بشكل مُكثف، وخاصة برنامج " تكافل وكرامة" الذي عمل على مساعدة الفئات الأكثر احتياجًا وضمن لهم مصدر رزق شهري يعمل علي زيادة استهلاكهم، إذ كشف تقرير لرئاسة لمجلس الوزراء إن إجمالي الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية ارتفع من 228.6 مليار جنيه في 2013/2014 إلي 343.4 مليار جنيه في 2021/2022، وكما زاد الدعم النقدي بعد تنفيذ برنامج تكافل وكرامة إلي 20 مليار جنيه في 2021/2022 بالمقارنة بـ 5 مليارات جنيه في 2013/2014، وهو ما حقق انخفاض لنسب الفقر في مصر بمعدل 2.8%

(*) تحسين الصحة العامة: ساهمت هذه المبادرات وخاصة برنامج تكافل وكرامة في تحسين الصحة العامة للمواطنين، فقد وصل عدد الأطفال المُستفيدين من تكافل وكرامة إلى ٤.٤ مليون مُستفيد، وكما إن دور البرنامج في مواجهة تداعيات فيروس كورونا ساعد علي تحسين صحة الأفراد، إذ قام بتقديم الدعم النقدي والغذائي لـحوالي 21 مليون فرد بقيمة 5.4 مليون جنيه حتى يونيو 2022، ومن هنا يُمكن القول إن هذا الدور لبرنامج تكافل وكرامة سيعمل علي تحسين الصحة العامة للمواطنين المصريين علي الأجل الطويل.

(*) انخفاض معدلات البطالة: وفرت المبادرات الرئاسية من زيادة فرص العمل داخل الاقتصاد، وساعد كثير من الفئات على استمرارهم في عملهم خلال فترة الأزمات، وبالتالي عمل علي زيادة معدلات تشغيل داخل الدولة، ونستدل على ذلك من مؤشر "معدلات البطالة "، حيث انخفض إلى 7.4 % في عام 2021 بالمقارنة بـ 13.2 % في عام 2013 التي تعد من أعلي السنوات التي شهدت ارتفاع في معدلات البطالة، وكما استمر في الانخفاض حيث سجل 7.1 % في يناير 2023.

وختاماً

وفي ضوء ما سبق، يمكن القول إن مصر تشهد نهضة اجتماعية غير مسبوقة، تستند إلى رؤية استراتيجية واضحة ومتكاملة، تهدف إلى تحقيق الرفاهية والكرامة للمواطنين، وتعزيز دورهم في التنمية الشاملة. وتعكس المبادرات الرئاسية الحرص والاهتمام الكبيرين من قبل القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتلبية احتياجات وتطلعات الشعب المصري، وتحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار. وتشكل هذه المبادرات نموذجاً يحتذى به في مجال التنمية الاجتماعية