الطريق
الإثنين 17 يونيو 2024 06:54 صـ 11 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

القمة العربية وعودة الروح للدولة الفلسطينية.. رسائل تحذير لإسرائيل وحلفائها: إما السلام أو الفوضى

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

خبراء:

-الرئيس السيسي يعلم نهاية الأحداث الجارية منذ اللحظة الأولى


-القمة العربية عائق سياسي أمام تنفيذ مخطط تهجير الفلسطنيين

القمة العربية.. هي طوق النجاة لوقف الحرب في قطاع غزة، آمال الشعوب العربية في زعمائها للخروج بتوصيات تجعل الاحتلال الإسرائيلي يكف عن ارتكاب المجازر الوحشية في حق المدنيين العزل، القمة الـ33 خرجت بتوافق عربي حول ضرورة وجود قوات حفظ السلام الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.

وبدور جريدة "الطريق" المعروف دائمًا بالتحليل، ومن ثم معرفة أبعاد أبرز الأحداث الجارية خاصًة ما تهم الشارع العربي، وذلك من خلال الاستعانة بعدد من المحليين والمتخصصين في الشأن الدولي.

في البداية، الكاتب الصحفي أسامة الدليل، رئيس قسم الشئون الدولية بالأهرام العربي، معلقًا على عن كلمة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن في القمة العربية: " آرى أن أهم ما كان في القمة العربية الـ33 ظهور الحالة الفلسطينية المنشقة على نفسها، كان هذا هو عنوان المشهد بشكل كامل".

وتابع: "من وجهة نظري أن كلمة أبو مازن، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية كانت كاشفة في اتهامه لـ(حماس) بأنه قامت من طرف واحد بهجوم 7 أكتوبر ما مكن العدو الإسرائيلي الهجوم واجتياح قطاع غزة، مما أدى إلى تحقيق خسائر وصلت إلى 35 آلف شهيدًا، بخلاف 78 آلف جريحًا؛ هذا الكلام يعكس مشهدًا فلسطينيًا يمتلاء بالإنقسام ولا يبشر بالخير".

وتطرق "الدليل" في حديثة لـ"الطريق" على حالة الانقسام في الداخل الفلسطيني، قائلاً:" حتي وإن توصل الجميع إلى حل الدولة الواحدة، ستكون دولة واحدة مع فصائل منشقة على نفسها، متسائلاً: "أي دولة نسعى إليها في ظل حالة الإنشقاق الداخلي الفلسطيني، والمحلوظة آنذاك من قبل المجتمع العربي".

وأردف:"منذ اللحظة الأولي مصر تعلم نهاية الأحداث الجارية، لا سيما أخر ما تسعى إليه إسرائيل لتهجير الفلسطينيين قسريًا إلى سيناء، ولذلك قامت مصر بكل أنواع الجهود من أجل أجهاض هذا المخطط، حيث وضعتها بين قوسين لانه ليست وليدة 7 أكتوبر، هذا المخطط معروف ومخطط له سلافًا، وقد كانت أحداث 7 أكتوبر فرصة ذهبية أمام الصهاينة لتنفيذ مخطط يرجع إلى الثمانينات من القرن الماضي".

وبالحديث لـ"الطريق" عن التوصيات التي خرجت بها القمة العربية بالمنامة، الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول، مدير تحرير الأهرام، يقول: "في السياسة هناك مبدأ؛( ما لم يأخذ كله لا يترك كله)، بالتأكيد الجميع كان يحلم بتدخل عربي أقوى، وهناك من كان يطالب بإرسال قوات عسكرية عربية، ولكن هذا الكلام تجاوز عليه الزمن، حيث أننا نعلم حجم الدعم الأمريكي غير المسبوق لإسرائيل".

مع ذلك، أمريكا التي أرسلت في بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حاملات طائرات، كانها تقول من يقترب سأوجهة؛ أمريكا التي تصدد لصواريخ إيران عندما دخلت في سجال فضائي مع إسرائيل، بل وأمريكا رغم كل الانتقادات التي توجهها لإسرائيل إلا وأنها مستعدة للدخول في المعركة من يعتدي على إسرائيل.

تابع: "رأينا كم الاسلحة الذي أرسلتها أمريكا لإسرائيل، والتي تصل حمولتها إلى 350 طائرة شحن عسكرية، حمولة 50 سفينة؛ واليوم على سبيل المثال أمريكا أرسلت أسلحة لإسرائيل رغم أعلنها تعليق المساعدات العسكرية، بالتالي القمة العربية تتعامل مع الواقع، لا سيما أكدت دعمها للشعب الفلسطيني، ووقف الحرب وأدخال المساعدات، ورفض التهجير، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية".

في هذا الإطار، الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، علق لـ"الطريق"، على توصيات القمة العربية، قائلاً: "أتصور أن القمة العربية بالمنامة قمة فارقة ما بين الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة، وما بين السلام والتنمية والاستقرار، هذا ما جاء في مضمون هذه القمة، تحديدًا رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا سيما أتصور ان رسائل الرئيس السيسي تأكيدًا على أن مصر متمسكة بحقوقها، والدفاع عن آمنه القومي".

وواصل: "رسالة الرئيس السيسي في القمة تؤكد أن مصر جادة ومستميتة على السلام، ولكنه تزود عن حقوقها وآمنها القومي دفاعًا عن كل تلك الثوابت، في حين أن نتائج القمة ترمز إلى وحدة الرؤية العربية اتجاه الرؤية المصرية، وهذا يعني تبنيها هذه الرؤية الحريصة على السلام، وتلك المبادرة العربية في بيروت 2002، مبدأ الأرض مقابل السلام، حيث أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدودها الرابع من يونيو 1967".

وتطرق إلى دعم القمة العربية الدولة المصرية في كل خطواتها، كما أتخذتها قبل ذلك في القمة العربية الإسلامية في نوفمبر الماضي، وأيضًا دعم صمود هذا الشعب البطل الشعب الفلسطيني، وموقف الدولة المصرية الراسخ الثابت، والذي يمنع تمامًا تصفية القضية الفلسطينية دفاعًا عن حقوق الفلسطنيين.

وتعليقًا على القمة العربية، الدكتورة زينب الدربي، الباحثة في الشؤون والعلاقات الدولية جامعة نيويورك، تقول: " آرى أن القمة العربية العادية تأخرت جدًا، وكان من المفترض أن يكون هناك دعوات لعقد قمة عربية غير عادية وعاجلة، مثلما فعلت مصر في بداية أحداث 7 أكتوبر.

ونوهت: "بالطبع تطورالخطاب المصري ليرقي الي مستوي الحرب الدبلوماسية و الخطاب الرءاسي، والذي بدء باستفزازت خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتنياهو)، والذي وجه اتهامات باطلة لمصر بأننا نحتجز الفلسطينيين كرهائن، ونفتح لهم الحدود وتعكس الآية، ولذلك كان الخطاب حاسم مما انعكس علي خطابات باقي الزعماء العرب.

وأتمت: " تنبه الجميع ووجهوا بأدوارهم رسائل للعالم بعدم اللعب بالنار، وعدم توسيع دائرة الصراع في باقي دول الجوار، والتى انعكست علي اقتصاديات دول المنطقة بما فيها الدول المصدرة للبترول، والتي نتج عنها انخفاض أسعار النفط رغم أزمات البحر الأحمر، وهو ما سيؤثر علي اقتصادياتهم وعدم قدرتهم علي استكمال مشروعات التنمية".

وتناول الحديث عن العلاقات المصرية- الإسرائيلية المتأزمة، معلقة: " بصفة عامة رصدت واهتمت وسائل الإعلام العالمية بتوتر العلاقات المصرية- الإسرائيلية، وهو ما عكسته كلمة الرئيس السيسي، وقد اطلقوا عليها أي الحالة الحالية بالعلاقات المتصدعة، والتي من المتوقع تطورها سلبًا خلال الأيام القادمة، وذلك بسبب الضغوط الإسرائيلية وقيامها بما يسمى بالمراوغة وهي كلمة ذكرها الرئيس السيسي لأول مرة، وهو ما يعني أهمية هذه القمة، وخصوصًا أنها عقدت في البحرين، احدي الدول التي قامت بالإعتراف بدولة الاحتلال".

وأشادت بموافقة الدول العربية من وجود قوات دولية لحفظ السلام في غزة للفصل بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد توقف الحرب، وذلك لعدم المراهنة علي دخول قوات عربية فقط، ومن بينهم مصر حتي لا نتورط باي شكل، وتبقي ذريعة لتوريط مصر في تداعيات المستقبل لأنها كالمستنقع، واستنزاف لموارد الدولة المصرية وهو أحد أهداف دولة العدو.

الدكتور أحمد المالكي، الباحث والمتخصص في العلاقات السياسية الدولية، يقول: "توصيات القمة العربية التي خرجت بإعلان البحرين تواكب الأحداث التي تحدث هذه الأيام في المنطقة، وهي تعبر عن جموع الشعب العربي في إيجاد موقف قوي وحاسم خاصة للقضية الفلسطينية التي تعاني اليوم من جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ومحاولات إسرائيل لتصفية القضية".

وأشار إلى أن قمة البحرين أكدت على ضرورة إيجاد حل سريع للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال وضع جدول زمني للمفاوضات السياسية، ووقف الحرب على قطاع غزة، وانهاء الإحتلال الإسرائيلي للقطاع، بالإضافة إلى الدعوة إلى مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وانهاء احتلال إسرائيل لكافة الأراضي العربية .

وبين: "رغم التركيز على القضية الفلسطينية خلال القمة التي هي قضية مركزية للشعوب العربية، لم تغفل القمة القضايا العربية الأخرى مثل قضية الأمن المائي، لا سيما أكدت حق مصر والسودان في حصتهما في مياه النيل، وأيضًا على أحقية سوريا والعراق في نهري دجلة والفرات".

تابع: "لم يغفل إعلان البحرين كافة القضايا العربية الأخرى المتعلقة بالأمن في ليبيا واليمن وسوريا ولبنان والسودان، والتأكيد على ضرورة القضاء على المليشيات التي تعمل بأجندات خارجية".

واختتم: "القمة العربية في البحرين استكمالاً للقمم السابقة ولابد من العمل على إعلان البحرين من أجل عمل عربي مشترك حقيقي لصالح الأمة العربية، وهذه القمة الحضور العربي فيها كان جيدًا، وهناك عزيمة لدى القادة العرب لحلحلة القضايا العربية العالقة، والعمل على إنهاء الأزمات من أجل تحقيق مستقبل أفضل للشعوب العربية، وتحقيق آماله في عودة الأمن والاستقرار إلى الدول العربية مرة أخرى".