مصطفى البدري يكتب: غربة الجسد أم غربة الروح
الغربة عموما هى أقسى شعور يضمر فى النفس البشريه بل قد يكون مثل داء خبيث شيئا فشيئا يعصف بالروح قبل الجسد حتى أن الجسد نفسه لا يتحمل هذا الشعور..
بل إن أشد الغربة قسوة أن تكون فى وطنك .... أهلك .... أصدقائك ... وأناس حولك يعرفونك وتعرفهم...
لكنك زاهد فى كل هؤلاء حتى عملك الذى تعشقه أصبحت زاهدا فيه ولا ترغب فى فعل اى شئ ...
وبهذا كله تشعر أنك فى سجن إنفرادى لا يسامرك فيه سوى مجموعة من الهواجس والأفكار.. حتى الحلم ليلا لم يصبح حلما بل دوما يؤلمك كابوس مفزع مهما أختلف شكله وأبطاله .
هل يستحق هذا الجسد العيش أصلا...
لما يارب أخرجت هذا الجسد من قبره ولما أعدت إليه الروح
فقد قلت له أنا شافيك ومداويك ومن تراب القبر وظلمته أنجيك....
أنت تعلم يارب ما أصاب هذا الجسد وتعلم علته وما ينقصه
... روح يحيا بها حتى وإن كان القلب الذى توقف يوما فى لحظات واعدته للحياة من جديد لم يعد كما كان حتى لو كان متعبا من قبل ... فقد كان متعبا ويحيا بالأمل ويتمسك بالبقاء
حتى لو لم يكن من أجل البقاء لنفسه بل من أجل شئ أجمل .....
انت تعلم ربى انى لا أقوى ولا أحتمل وضعفت نفسى من ذى قبل وربما ضعف إيمانى حتى لو بنفسى وقدرتي على الاحتمال وحاش لله إن يضعف إيمانى بك وقدرتك ..
فقد احييتنى من موت وضعف للارادة وأنقذت إيمانى ورددت لى نفسى ..
لكن ما المصير وأنت قلت أنى مسير فى قدرتك ومشيئتك
لأ أقوى بحالى هذا ... أريد أن تردنى إليك وبحق نبيك الذى اريد شفاعته ...
وتعلم يارب مقصدي لحالى هذا بلقاء نبيك والصلاة فى مسجده وأطوف ببيتك الحرام ساعيا وملبيا وشاكرا لعطاياك
ورحمتك بى وغفرانك لى ولذلات نفسى ...وشفائك لمرضى وعلتى وانت القادر والواهب والرحمن الرحيم .
اللهم لك الحمد والشكر على نعمك وعطاياك التى لاتحصى