أعداء الأمس يعودون كحلفاء.. كيف انتقل جنود «بشار الأسد» إلى صفوف الخصوم؟.. خفايا وأسرار تفجر مفأجاة
في خضم الحرب السورية التي استمرت لسنوات وشهدت تحولات كبيرة في موازين القوى، برزت ظاهرة لافتة للنظر: «انتقال جنود كانوا موالين للنظام السوري بقيادة "بشار الأسد" إلى صفوف المعارضة أو المجموعات المسلحة الأخرى».
وفي السطور التالية نستعرض هذا التغيير، والذي كان يعكس تعقيد المشهد السوري وتشابك المصالح الإقليمية والدولية في النزاع، حسبما تشير التقارير الدولي فيما يلي:
خلفية الصراع وتبدل الولاءات
مع بداية الثورة السورية في 2011، اصطف الجيش السوري إلى جانب النظام، لكن الانشقاقات بدأت تظهر تدريجيًا مع تصاعد العنف واستهداف المدنيين.
عدد من الجنود شعروا بالإحباط نتيجة السياسات العسكرية للنظام، خاصة مع توالي الهزائم وفقدان الدعم الشعبي.
بعضهم لجأ إلى الانشقاق والانضمام إلى المعارضة المسلحة بدافع أيديولوجي، بينما انتقل آخرون بدافع البحث عن الأمان أو مصالح شخصية.
أسباب الانتقال إلى صفوف الخصوم
التوتر داخل صفوف الجيش: كثرة الانشقاقات كانت نتيجة مباشرة للضغوط النفسية والعسكرية التي تعرض لها الجنود، بالإضافة إلى فقدان الثقة بالقيادة.
الحوافز من المجموعات المعارضة: المعارضة قدمت وعودًا بالحماية والدعم المالي للمنشقين آنذاك؛ بعض الجنود أُجبروا على الانضمام للمجموعات المسلحة كوسيلة للبقاء بعد فقدان الدعم من النظام.
البعد الطائفي والإقليمي: الصراع أخذ طابعًا طائفيًا في بعض مراحله، مما دفع أفرادًا من الأقليات أو الأغلبية للانتقال إلى الجانب الذي شعروا بأنه يمثلهم؛ تأثير القوى الإقليمية والدولية دفع ببعض الجنود للانضمام إلى جماعات مدعومة خارجيًا.
الأثر على المشهد العسكري والسياسي
تزايد الانشقاقات أضعف الجيش السوري: الانتقال إلى صفوف المعارضة شكّل ضربة لقوة النظام، وأدى إلى خلل في بعض الجبهات العسكرية.
تعقيد النزاع: تزايد الأطراف المتحاربة والانقسامات الداخلية في صفوف الجنود ساهم في تعقيد الأزمة السورية وجعل حلها أكثر صعوبة.
إعادة تشكيل الولاءات: بعض الجنود المنشقين عادوا إلى صفوف النظام في مراحل لاحقة بسبب المصالح المتغيرة، في مشهد يعكس ديناميكية الصراع السوري.
قصص شخصية لجنود منشقين
«أبو خالد»: جندي سابق في الفرقة الرابعة، انشق بعد أن شاهد زملاءه يستهدفون مدنيين، وانضم لاحقًا إلى إحدى كتائب المعارضة في إدلب.
«فارس»: انضم إلى جماعة مدعومة من إحدى القوى الإقليمية بعد تعرضه للاضطهاد الطائفي داخل الجيش النظامي.
دور القوى الدولية والإقليمية
الدعم المالي والتسليحي من قوى خارجية كان له دور كبير في انتقال الجنود؛ بعض القوى استغلت انشقاقات الجنود لتقوية نفوذها في مناطق النزاع.