الطريق
الثلاثاء 8 يوليو 2025 07:39 مـ 13 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ الغربية يشارك في الحفل الختامي لمشروع مكافحة الهجرة غير النظامية بدء استعدادات تفعيل منظومة ذكية لنقل وإدارة مخلفات البناء والهدم إلكترونيًا بالجيزة محافظ الدقهلية يشارك في الحفل الختامي لاتفاقية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير النظامية . من داخل غرفة العمليات نائب محافظ الوادي الجديد تطمئن على عودة خدمات الخطوط الساخنة لمرافق الطوارئ نائب رئيس الوزراء وزير الصحة يترأس غرفة الأزمات لمتابعة تداعيات حريق سنترال رمسيس واستمرارية تقديم الخدمات الصحية داليا الحزاوي: الاسر المصرية تعاني من سلبيات النظام القائم للثانوية العامة التنسيقية تشارك في الاجتماع التنسيقي الثاني للقائمة الوطنية من أجل مصر لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات الجوية التي تأثرت بالعطل المفاجئ الذى طرأ على شبكات الاتصالات والإنترنت وعودة حركة التشغيل إلى طبيعتها... وزير التموين والتجارة الداخلية يؤكد انتظام صرف الخبز المدعم للمواطنين بجميع محافظات الجمهورية بصورة طبيعية وبكفاءة تامة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتفقد مبنى سنترال رمسيس ويتابع جهود استعادة خدمات الاتصالات المتأثرة بالحريق وزير الري يستعرض آلية عمل واستراتيجية ”مرفق المياه الإفريقي” وخطة العمل المستقبلية للاطلاع على خطة إعداد المنتخب للأولمبياد القادم.. ● وزير الرياضة يلتقي رئيس اتحاد الاسكواش وأعضاء اللجنة الفنية

أحمد حمدي يكتب: الوطنية وقت الأزمات.. لماذا نجلد أنفسنا؟

في منتصف الربيع الماضي، شهدت دول أوروبية مثل إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا انقطاعًا شبه كامل في التيار الكهربائي والخدمات الأساسية، بما فيها الإنترنت ومترو الأنفاق، استمر لأكثر من 12 ساعة. الأزمة أثّرت على ملايين المواطنين، لكنها مرت بهدوء لافت، دون ضجيج، دون اتهامات متبادلة، ودون حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تُحمّل الحكومات مسؤولية "خراب البلاد".
هذا المشهد يطرح تساؤلًا جوهريًا: لماذا نُسارع في مصر إلى جلد الذات مع كل أزمة؟ ولماذا يتحوّل أي انقطاع أو حادث إلى مادة للتشكيك والسخرية؟
نقد أم تشويه؟
الفرق بين النقد البنّاء والهجوم الهدّام دقيق لكنه حاسم. النقد مطلوب وضروري، لا سيما في دولة تسعى للإصلاح، لكن تحويل كل خطأ إلى مؤامرة، وكل أزمة إلى "فضيحة قومية"، يجعل مناخنا العام طاردًا للعقل، مكرسًا لثقافة الهدم بدل البناء.
في دول مثل فرنسا أو ألمانيا، المواطن لا يُغفل حقه في المحاسبة، لكنه أيضًا يدرك أن الأزمات جزء من الواقع، حتى في أكثر الدول تقدمًا. هناك وعي مجتمعي بأن الخدمات قد تتعطل، أن القرارات قد تخطئ، وأن الدولة -أي دولة- ليست معصومة.
هل الظروف مثالية؟ بالتأكيد لا.
نعاني في مصر من تحديات حقيقية: تضخم، ارتفاع أسعار، أعباء اقتصادية متراكمة. لكن الحقيقة أن تلك الأزمات ليست محلية فقط، فالعالم بأسره يئن تحت وطأة أزمات الطاقة وسلاسل الإمداد وتبعات الحروب والركود العالمي.
الفرق أن بعض الشعوب تتعامل مع أزماتها باعتبارها اختبارًا جماعيًا للتماسك، بينما ينجرّ البعض الآخر إلى جلد الذات ولوم الدولة في كل صغيرة وكبيرة.
من يحمل الوطن؟
في المراحل الفارقة من تاريخ الأمم، لا يُطلب من الدولة فقط أن تحمي الشعب، بل يُطلب من الشعب أيضًا أن يكون ظهيرًا للدولة. هذا لا يعني السكوت عن الخطأ، بل يعني أن يكون الخطاب العام مسؤولًا، والاختلاف محترمًا، والنقد في مكانه الصحيح.
إذا كنا لا نحتمل انقطاع الإنترنت لساعات، أو تعطل المترو ليوم، فهل نُدرك معنى الحرب أو الحصار أو الأزمات الممتدة؟ هل نمتلك الوعي الكافي لتحمل ظروف استثنائية تتطلب صبرًا وتكاتفًا لا تهكمًا وتشكيكًا؟
وعلينا أن نشير إلى أن هناك تقارير استخباراتية تنقل الحدث لحظة بلحظة عن
علاقة الشعب بنظام الحكم
قوة التماسك بين الشعب والدولة
تحليل الرأي العام يبني علية قرارات
علينا أن نعلم ان إنهيار الدول يأتي دائمآ من الداخل

أنتبهو أيها المصريون

ختامًا
لسنا في مدينة فاضلة. نعم، هناك أخطاء ومشكلات وتأخر أحيانًا في الأداء لكن البدائل ليست وردية كما يظن البعض. بل إن الفراغ الوطني الذي تصنعه السخرية الدائمة قد يكون أخطر من الأزمات نفسها.
الوطن لا يُبنى بالصوت العالي فقط بل بالصبر بالعقل، وبالمسؤولية المشتركة.