الطريق
الإثنين 20 مايو 2024 10:50 صـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”الطريق” في مكتبة ”لينيرت وليندروك” للبحث في ذاكرة أقدم موثق فوتوغرافي بمصر

في منطقة وسط البلد يبحث المؤرخون عن مكنونات القديم، لنبش التاريخ وخباياه في زقاقها وشوارعها والتي سميت بباريس مصر لجمالها، ففي شارع عبد الخالق ثروت تصطدم بشجرة عليها لوحة إرشادية حفر عليها اسمين، "لينرت ولاندروك"، حتى أن أهالي المكان لا يعرفون عنه شيئًا، وعند سؤالك عنها يطلبون الذهاب والاستقصاء بنفسك.

العقار 36

عندما تبدأ رحلة البحث والتقصي، تهتدي للعقار 36 الذي هو مقر المكتبة بالدور الأول عند دخولك إليها تقع عينيك على باب خشبي قديم، ترى مئات الصور القديمة لمشاهير الأبيض والأسود، "الساسة والفنانون والحكام وبعض الرياضيين" ولما لها وهي أقدم دار فوتوغرافية توثق آلاف الصور لأكثر من قرن مضى، وبمجرد تجولك في المكتبة، يلفت انتباهك هؤلاء الأجانب الحاملين لمخططات بحثية أتوا طالبين صور قديمة توثق أبحاثهم، فمنهم من يبحث عن الأماكن، ومنهم من يبحث عن الأحداث.

تاريخ المكتبة

يعود تأسيسها لبدايات القرن الماضي، وتم نقل مقرها في وسط البلد أكثر من مرة، حاليًا توجد في إحدى عمارات شارع عبد الخالق ثروت، وكان المقر المعروف قبل ذلك 44 شارع شريف، لكن المشاكل المادية التي تعرضت لها المكتبة جعلتها تغلق بعد وجودها لأكثر من 92 عاما في نفس المكان، ليفتح مكانها "مطعم" وتتحول من مقر غذاء للعقل إلى ركن لغذاء البطن، وتنتقل إلى الدور الأول في العمارة.


لينرت ولاندروك

صاحبا أقدم مكتبة فوتغرافية أجنبية في مصر، رودولف فرانز لينرت وإرنست هينريك لاندروك، مصوران للشرق الأوسط، تقابلوا عام 1904، وبدأوا العمل مع بعضهم في هذا العام في تونس، ومن هنا جائتهم فكرة إنشاء مجلدات فوتغرافية عن البلاد العربية، لما تتمتع به من طبيعة ساحرة.


محتويات المكتبة 

يحوي المكان كتب سياحية عن مصر مستوردة من الخارج، أكبر قواميس ترجمة للغات الحية كالإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، تجمع ما بين النطق القذيم والجديد لتلك اللغة، بجانب أعمال فنية ويدوية توثق للهوية المصرية على مدار العصور.


وأهم محتويات المكتبة هي خمس مجلدات لصور الأبيض والأسود التي تعود لمصر، تونس، المغرب، وفلسطين، وتوثق لعروبة فلسطين والقدس بصور للعرب المقمين بها قبل الإحتلال، مما يوثق لهويتها العربية.

وتجد في "فاترينا زجاجية" الكاميرا التي لطالما استخدمها "لينرت" في التقاط الصور، ألة كاتبة استخدها "لاندروك" في توثيق أحداث الصور.


التزوير وقلة الإقبال

تشتكي المكتبة من الفروع التي تنتحل صفتها في عدد من المحافظات، في حين أنه ليس لها فروع أخرى غير الموجود حالياً في شارع عبد الخاق ثروت، وتعرضت المكتبة لأزامات مادية منذ تأثرت السياحة في مصر، وينتظرون عودة السياحة لحل مشاكل المكتبة، والعودة لسابق عهدها.

يذكر أن صاحب المكتبة الحالي إدورد لامبليه حفيد لاندروك المقيم في سويسرا، لا يفكر في بيعها لأنها تراث مهم بالنسبة له ولعائلته، ويترك إدارة المكان لسعيد على مسئول طباعة الصور.