الطريق
الأحد 4 مايو 2025 11:58 صـ 7 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

نصر أكتوبر| صائد الدبابات.. محطات في حياة البطل الأسمر عبدالعاطي

نصر اكتوبر- البطل عبدالعاطي
نصر اكتوبر- البطل عبدالعاطي

استطاع البطل المصري المجند محمد عبدالعاطي عطية شرف، أن يسطر اسمه من نور ويدخل الموسوعة الحربية كأشهر صائد دبابات في التاريخ، بعد تدميره نحو 30 دبابة بمفرده، ولقبته الصحف العالمية بـ"عبدالعاطي صائد الدبابات". 

 

في أول أيام نصر أكتوبر كان البطل عبدالعاطي أول فرد من مجموعته يعبر خط بارليف، وفي يوم الحرب الثالث أطلق عبد العاطي أول صاروخ ونجح في إصابة أول دبابة ودمر في نصف ساعة 7 دبابات .

 

وفي يوم 9 أكتوبر أطلق أكمل اطلاق الصواريخ ودمر 17 دبابة، وفي يوم العاشر من اكتوبر استطاع عبد العاطي تدمير 3 دبابات أخرى ودبابة أخرى في يوم 15 أكتوبر، وبيوم 18 أكتوبر هاجم دبابتين وعرب مجنزرة ليرتفع رصيد إستهدافه لدبابات العدو إلى 23 دبابة و3 سيارات مجنزرة واستحق عن جدارة لقب "صائد الدبابات".

 

وبعد انتهاء حرب أكتوبر 1973 تم تكريم البطل محمد عبد العاطي بوسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية.

 

وبمناسبة الذكرى السادسة والأربعون لنصر أكتوبر، يرصد "الطريق" محطات في حيات البطل الراحل عبدالعاطي صائد الدبابات.

 

ولد البطل الأسمر فى قرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، فى الـ15 من ديسمبر 1950، التحق بسلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، ليبدأ مرحلة جديدة في التخصص في الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد في الصاروخ "هوك" الذي كان وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات التي وصلت للجيش المصري، وكان يصل مداه إلى 3 كيلومترات، وكان له قوة تدميرية هائلة.

 

كان يحتاج هذا الصاروخ نوعية خاصة من الجنود، من حيث المؤهلات ومدى الاستعداد والحساسية وقوة التحمل والأعصاب؛ نظرًا لما تتطلبه عملية توجيه الصاروخ من سرعة بديهة تعطي الضارب قدرة على التحكم منذ لحظة إطلاقه وحتى وصوله إلى الهدف بعد زمن محدود للغاية؛ لذلك كانت الاختبارات تتم بصورة شاقة ومكثفة.

 

قبل الانتهاء من مرحلة التدريب النهائية، انتقل الجندي عبدالعاطي إلى الكيلو 26 بطريق السويس، لعمل أول تجربة رماية من هذا النوع من الصواريخ في الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة، واستطاع تدمير أول هدف حقيقي بهذا النوع من الصواريخ على الأرض.

 

تم اختيار عبدالعاطي لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، التي كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قيادات الجيش المصري بعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.

 

ويقول عبد العاطي فى مذكراته: كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر ولقواتنا المسلحة كرامتها وكنت رقيب أول السرية وكانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة واحتلال رأس الكوبرى وتأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات.

 

وأضاف عبدالعاطى، أنه انتابته موجة قلق فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم، وكتب فى مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 1973 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة وكانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة وتمكن من إصابتها.

 

يقول عبدالعاطي: "سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية وبصحبته مجموعة من القوات الضاربة والاحتياطى الإسرائيلى، وعلى الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع قوات من القناصة وكنت أول صفوف هذه القوات، وبعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تمامًا، فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب، ولم يكن أمامنا سوى النصر أو الاستسلام ونصبنا صواريخنا على أقصى زاوية ارتفاع، وأطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات وأصابها فعلا وبعد ذلك توالى زملائى فى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى، حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدًا 16 دبابة تقريبًا حاولت الهرب، فلم تنجح وأصيب الإسرائيليون بالجنون والذهول وحاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الالتفاف وتدمير مواقع جنودنا إلا أننى تلقفتها ودمرتها بمن فيها وفى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته عند العدو 27 دبابة و3 مجنزرات إسرائيلية.

 

عبدالعاطى، الذي حصل علي نجمة سيناء من الطبقة الثانية، كان أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابي خط بارليف، يوم السادس من أكتوبر، ويعتبر عبد العاطى يوم 8 أكتوبر يومًا مجيدًا للواء 112 مشاة وللكتيبة 35 مقذوفات وله هو على المستوى الشخصي، حيث قام بإطلاق أول صاروخ والتحكم فيه بدقة شديدة حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح في إصابة الدبابة الأولى، وبلغ رصيده فى ذلك اليوم تدمير 7 دبابات في نصف ساعة، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبعدها اختاره العميد عادل يسري ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التي تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها.

ثم جاء يوم 9 أكتوبر، وبدأ بإطلاق أول صاروخ فى ذلك اليوم وأصاب به دبابة، وحاولت الدبابة التالية أن تبتعد عن الخط الذى كانوا يسيرون فيه، ثم توالت صواريخ عبد العاطى وبدأ فى اصطياد باقى الدبابات واحدة تلو الأخرى، حتى بلغ رصيده في هذا اليوم 17 دبابة.

 

وفى 10 أكتوبر، فوجئ مركز القيادة بإشارة من القائد أحمد أبوعلم قائد الكتيبة 34، حيث هاجمتها ثلاث دبابات إسرائيلية، وتمكنت من اختراقها، وكان عبد العاطي قد تعوّد على وضع مجموعة من الصواريخ الجاهزة للضرب بجواره، وقام بتوجيه ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا، كما استطاع اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر، دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 27 دبابة و3 مجنزرات. 


اقرأ أيضا حدث في مثل هذا اليوم| نصر 6 أكتوبر.. واغتيال السادات