الطريق
السبت 21 يونيو 2025 04:30 مـ 25 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
”غناها منذ 17 عاما”.. كواليس أغنية ”أغلى من عنيا” لـ هاني حسن الأسمر مع والده الراحل شاهد| كواليس تصوير زيارة ”مستر بيست” والفيلم العالمي ”Fountain of Youth” بالأهرامات اليوم.. شباب اليد في اختبار إسباني في بطولة العالم ببولندا يسري نصرالله يروي لأول مرة أسرار خاصة عن يوسف شاهين بالتعاون مع الشباب والرياضة.. أكاديمية الشرطة تستقبل الملتقى الثانى للمواطنة الرقمية أردوغان: حكومة نتنياهو أكبر عائق أمام السلام وهجماتها تهدف لإفشال المفاوضات النووية السفير الأمريكي في إسرائيل: نعمل بلا توقف لإجلاء رعايانا وسط تحديات إغلاق المجال الجوي مدحت بركات: كلمة مصر أمام الأمم المتحدة كشفت ازدواجية المجتمع الدولي تجاه فلسطين تحويل مركزي شباب العبور والساحة الشعبية إلى مراكز تنمية شبابية ببني سويف في تطور خطير .. الاحتلال يعلن استهداف منشآت صاروخية ونووية غرب إيران تصعيد جديد .. الاحتلال يزعم إسقاط طائرة مسيّرة إيرانية في قباطية بجنين وزير الخارجية: نسعى لرفع التبادل التجاري مع تركيا إلى 15 مليار دولار

المعادي وسنينها «3»

سعيد محمود
سعيد محمود

تمر الأعوام وتباعد بيننا المسافات، إلا أن مجرد لقاء يتيم كل بضعة سنوات كفيل بأن يذهب بنا في رحلة عبر الزمن، تشبه ما حدث مع "وولفرين" في فيلم Days of Future Past من سلسلة "الرجال إكس الشهيرة"، حيث نذهب بعقولنا إلى الماضي، بينما أجسادنا في عالم الحاضر، وحتى إن لم تقربنا المسافات، فيكفي "بوست" بسيط على فيسبوك لتعمل آلة الزمن غير المرئية، وتتدفق الذكريات دون توقف.

وفي غرفة عتيقة محببة إلى النفس من غرف الماضي، توجد ذكريات لا تعد ولا تحصى لمدرسة المعادي الثانوية بنين الشهيرة بـ"العسكرية".

ها هو "عم محمد عفانة" بعربة الفول الشهيرة أمام المدرسة، ونحن نقف أمامها نفترس شطائر الفول والطعمية وكأننا من آكلي لحوم البشر، قبل أن نتلفت حولنا بخوف، ثم نمضي في طريقنا إلى سينما ماجدة ومروة في حلوان، وصوت طابور الصباح ينادينا دون جدوى.

وها أنا أرى نفسي وأنا أطير من نافذة مسرح المدرسة بفعل "شلوت" محترم من أحد الأشقياء، بعد مشاجرة عنيفة نتجت عن منع "الشلة" له ولرفاقه من الدخول، حتى لا يتحرشون بالفتيات اللاتي أتى بهن حظهن العثر ليجرين "بروفة" في مدرستنا المبجلة.

وها هي الأستاذة "ر" تصيح في مديرة الإدارة التعليمية بكل عنف بسبب ما حدث، وأنا أشاركها الصياح بدلا من تهدئتها، قبل أن تحتوينا كبيرة موجهي المسرح "مدام صباح"، تلك الأم الحنون التي ما زالت تحيطنا بحبها إلى الآن.

أما أكثر تلك الذكريات طرافة، فهو عبارة عن "كيس لايز".. نعم، أنت لم تخطئ عزيزي القاريء، إنها تلك العبوة من البطاطس المقرمشة، التي أهدت صديقتنا الرقيقة بعضا منها لزميلنا الذي كان معجبا بها، فتصبب عرقا وقبل الهدية متعلثما، لنطلق عليه اسم "لايز"، ويناله منا سيلا من السخرية ظل ممتدا إلى يومنا هذا.

أما تلميذة الصف الثاني الإعدادي بسيطة المظهر عظيمة الصوت في الغناء، فها هي تقف على مسرح المدرسة في حفل مدرسي كنا نحن نجومه وقتها، لتقدم فاصلا غنائيا مذهلا بطبقة صوت تقارب صوت أم كلثوم، قبل أن تفتح لها أبواب الشهرة والمجد ليصبح اسم "آمال ماهر" علامة مسجلة في عالم الغناء العربي.

ذكريات لا تنتهي عمرها 23 عاما عن المعادي وأيامها و"جدعنة" شبابها وفتياتها، كلما مرت بخاطري أجد نفسي أردد كلمات أيمن بهجت قمر "أنا كل ما عمري يعدي ونقابل بعضنا.. أحس كإن أنا عندي ييجي 16 سنة".