الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 08:46 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية كلية القرآن الكريم بطنطا تحتفي بأبنائها الخريجين من الأئمة الجدد دفعة الإمام محمد عبده فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية حول ”التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان ندوة عن ” البناء الفكري وتصحيح المفاهيم” محافظ دمياط يزور قرية الوسطاني ويشهد توزيع المساعدات على المواطنين المتضررين من الأمطار إسرائيل على شفا الانقسام.. تصدعات داخل الجيش والمجتمع ضد سياسة نتنياهو لميس الحديدي ترد على منتقدي موقفها من أزمة الكلاب الضالة: لدينا قانون ولن أغير موقفي منتخب البرازيل يصل القاهرة لمواجهة فراعنة اليد ودياً القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. عرض تفصيلي رئيس نقابة البترول يؤدي واجب العزاء في والدة المهندس خالد استعداداً لعيد الأضحى.. تكليفات عاجلة والأسواق تحت الرقابة محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء والأسواق تحت الرقابة الدائمة

فوبيا سيناء

تيسير كمال
تيسير كمال

مصر ليست مثل الصين.. وسيناء ليست هونج كونج

لأن أعداء مصر ليسوا كأعداء الصين، فالبلد الأصفر لا يملك عدوا وجوديا مثل "إسرائيل"، يستهدف القضاء عليه وتقسيمه والعودة إلى احتلال جزء عزيز من أراضيه، وتلك هي سيناء، بوابة مصر الشرقية، وعنوان أمنها القومي كما علمنا التاريخ وفرضته علينا الجغرافيا.

وعند الحديث عن تفاعل التاريخ مع الجغرافيا، لابد أن نتذكر مقولة المفكر العلامة الراحل جمال حمدان: "إن التاريخ ظِل الإنسان على الأرض بمثل ما أن الجغرافيا ظِل الأرض على الزمان"، ولكن ظِل التاريخ على مصر كان ثقيلا على مر عصوره، ودفعت معه من دماء أبنائها واستقرارها الكثير، وخاصة من بوابة سيناء.

ولعل تلك المقدمة تمهد لسبب الفوبيا التي يتهم بها المدافعون عن سيناء، حيث يقول البعض إن هناك مبالغة في الدفاع عنها، وأنها مجرد إقليم متميز من أقاليم مصر، لابد من تنميته اقتصاديا، بهدف تحويله إلى هونج كونج أخرى، من خلال رفع القيود البيروقراطية عنها، وألا يجمعها بالدولة الأم إلا السياسة الخارجية والدفاع المسؤول عن حماية الحدود، يعني أن يكون وضعها أقرب إلى الحكم الذاتي.

قد يكون هذا الطرح مقبولا بالنسبة لإقليم مثل هونج كونج، بعدما اعترفت بريطانيا بأحقية الصين فيه، وسلمته بالفعل لبكين، وإن كانت لم تكف عن التدخل في شؤونه وشؤون دولته الأم، ولكن "إسرائيل" لم تعترف حتى اليوم بحق مصر في سيناء، ومازالت تحلم بالعودة إليها، وهو ما قاله رئيس وزرائها الراحل مناحم بيجين، والذي تعهد بالعودة إليها عند توافر الطاقة البشرية الصهيونية القادرة على الاحتفاظ بها والدفاع عنها، فهل سيناء مثل هونج كونج؟ وهل نبالغ إذا قلنا إن سيناء تمثل مفتاح الأمن القومي المصري وقضيته شديدة الخطورة، شديدة الحساسية، شديدة "الفوبيا"؟.

وبالعودة إلى أستاذنا الدكتور جمال حمدان، نجده يقول في كتابه عن سيناء: "حيث كان ماء النيل هو الذي يروي الوادي، كان الدم المصري يروى رمال سيناء".

ولم يبالغ صاحب شخصية مصر، في دفاعه عن أهمية سيناء بالنسبة لمصر، ولم يتهمه أحدا بالفوبيا أو المبالغة في حساسية وخطورة موقعها، وخطورة أي تصرف أو قرار يتعلق بها.

كما لم يغفل أهمية تعميرها وتنميتها، باعتبار أن سيناء المزدحمة سكانيا وعمرانيا واقتصاديا، ستمثل حائط صد، لمواجهة المخاطر التي تتربص بمصر وشعبها، خارجيا من أعدائها وعلى رأسهم الصهاينة، وداخليا من الإرهاب الأسود بالطبع.

ولكن تعمير سيناء لا يكون بفصلها عن مصر، حتى ولو كان الفصل إداريا أو لحمايتها من البيروقراطية المصرية العتيقة، التي نريد التخلص منها في كافة أقاليم ومؤسسات الدولة، وليس في سيناء فقط.

سيناء لها خصوصية، نعم.

سيناء ليست مثل هونج كونج، نعم.

ندافع عن سيناء باستماتة وحماس أقرب إلى "الفوبيا"، نعم.

ونتمنى تطهيرها من الإرهاب، وفرض السيادة الكاملة عليها برغم كل الإتفاقيات المقيدة لحركتنا وسيادتنا ليها، كما نتمنى تعميرها وتنميتها وزرع ملايين المصريين فيها، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أرض الوطن، لا يقبل القسمة ولا التفريط، ولا حتى الحكم الذاتي أو الفصل الإداري.

موضوعات متعلقة