الطريق
الثلاثاء 21 مايو 2024 04:09 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
وزير الإسكان يتابع موقف المشروعات الجارى تنفيذها بالمرحلة الأولى بمدينة الفشن الجديدة وزير الإسكان يتفقد المرحلة الأولى من الطريق الرابط بين مدينتى الفيوم والفيوم الجديدة وزير الإسكان: إجمالى الاستثمارات بمدينة الفيوم الجديدة منذ إنشائها وحتى الآن 1.756 مليار جنيه اللواء هشام آمنة ومحافظ الغربية يتفقدان محور ترعة النعناعية وتطوير الكورنيش بكفر الزيات الداخلية: سائق سيارة معدية أبو غالب تركها دون استخدام الفرامل توجيهات عاجلة من محافظ الجيزة بشأن ضحايا حادث أبوغالب تعليم القاهرة تعقد ورشة تقدير الدرجات لامتحان اتمام الدراسة لـ”الشهادة الإعدادية” للجبر لليوم الـ11 .. استقبال طلبات المواطنين للتصالح ببنها ميناء دمياط يستقبل 68 سفينة ببضائع متنوعة خلال يوم الرئيس السيسي: الدولة حريصة على أن تقدم مكتبة الإسكندرية أفكاراً وأنشطة مُبتكرة الغيابات صداع في رأس ”جلال“ قبل مواجهة البنك الأهلي وزير العمل يوجه ”مديرية الجيزة” بسرعة مُتابعة حادث منشأة القناطر

منسي وعشماوي وعبقرية «الاختيار» في القرآن الكريم.. هل يستوي المسيح ويهوذا الخائن؟

الشهيد منسي والإهابي عشماوي
الشهيد منسي والإهابي عشماوي

لسان عشماوى زلزل بآيات قرآنية لإزهاقه أرواح الأبرياء

الرائد منسي يقرأ القرآن بنفس مطمئنة وقلب خاشع

أحمد منسى لين الجانب مع أهل سيناء عكس ما يتم ترويجه

 

مستوى تكتيكي وعملياتي

تنتصف الحلقة الثامنة من المسلسل الملحمي «الاختيار» فى عبقرية تصويرية وبراعة توضح الفرق بين الحق والباطل، من خلال مشهد مركب يعتمد على التضاد فى إبراز وتوضيح ذلك الفرق الكبير بين طرفي المشهد، فمن ناحية يظهر لنا الباطل المهتز المرتجف متمثلا فى هشام عشماوى وهو يتلو القرآن ، مع منتهى الدقة فى اختيار السيناريست للآيات الكريمة اللى يتلوها، وهذا الاختيار الدقيق للآيات بيبين لنا قدر الاهتمام بكل تفصيلة فى المسلسل، ليس فقط على المستوى التكتيكي والعملياتى أو السياسي والمعلوماتى، بل على المستوى الثقافي و الدينى.

زلزلة عشماوي

بمنتهى العناية أجرى السيناريو على لسان عشماوى آيات من شأنها أن تزلزل أي إنسان عنده إيمان حقيقي بما أنزل الله لو شعر بالتورط من قريب أو من بعيد في إزهاق روح أو قتل نفس بريئة بغير حق، لم تحدث تلك «الزلزلة» مع عشماوى، لكن كان هنام وقفة للحظات، لكنها ليست وقفة ندم ولا تأنيب ضمير، لا.. بل كانت وقفة تأكيد "للاختيار"، اختيار الطريق الخطأ رغم أن كلام الله المنزل يحذره منه وبقول له «لو مشيت فيه ارجع»، (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا)، مع إصرار على السير فى ذات الطريق، حتى يكون من الزمرة المسرفة فى حق الله وفى حق نفسها وفى حق العباد وهو ماتشير إليه تكملة الآية الكريمة فى وصف ينطبق تماما على عشماوى وأمثاله (سبحان الله العظيم)، " وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ".

سلوك منسي

فى الناحية الأخرى من المشهد يظهر لنا الحق متمثلا فى الرائد أحمد منسي وهو يتلو أيضا القرآن الكريم، ولكن مع الفارق، فهو يقرأ بنفس مطمئنة وقلب خاشع، وتثبيت من الله علي طريق الحق بعد" الاختيار " للطريق بإرادته، ويقين بإحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، جاء المشهد مع ذات العناية فى اختيار الآيات اللى كان يتلوها منسى "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".

ودليل العناية فى اختيار الآيات أن سلوك «منسى» كان انعكاسا حقيقيا لها فى كل تعاملاته مع أهل بيته وأقاربه وجيرانه وأصدقاؤه ، وبالطبع مع مرؤوسيه ورجاله من الضباط الأصغر وضباط الصف وعساكره الذي كان يعتبرهم أسرته الثانية وكان هذا كان السر فى نجاحه فى القيادة و التأثير فى اللى حواليه، فكان رحيم لين الجانب ياخد رأى الصغير قبل الكبير و يستشير الكل وفى النهاية هو صاحب القرار ، وكان بالفعل صاحب قرار حازم وصارم.

رحمة منسي بالتكفيريين

وكان منسى لين الجانب أيضا مع أهل سيناء رغم ادعاءات واتهامات البعض لهم، لأنه كان قاريء جيدا للتاريخ ويعلم الدور الكبير الذي كان يلعبه رجال وسيدات القبائل السيناوية فى معاونة القوات المسلحة فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، والأكثر من ذلك أنه كان رحيما حتى بالتكفيرين ، لم يضرب نار على أحد ما رفعش فى وشه سلاح، ولا قتل مستسلما، (المشهد الذي لقن فيه التكفيري الشهادة وشربه مياه حدث بالفعل)، وهذا كان سبب تأييد ربنا له دايما بنصره ، مصداقا لتكملة الآيات "إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".

جهل عشماوي

نوعية هشام عشماوى ليس من صنف التكفيري المنقاد التابع اللى تم استقطابه و تجنيده استغلالا لجهله أو فقره أو لفشله فى إنه يحقق ذاته فى الحياة ويكون ذا قيمة ومكانة، فيحاول أن يجد لنفسه المكانة هذه فى مجتمع مواز .. لأ .. عشماوى من نوعية التكفيري الذي" اختار" بعد ما نشأ فى أسرة ميسورة ماديا وتعلم جيدا ودخل الكلية الحربية وحصل على مكانة اجتماعية لها شأنها فى مجتمعنا كضابط جيش ، واكتسب من خلال التعليم الذي اتعلمه والجيش الذي خدم فيه معرفة وخبرات كثيرة تجعله قادر أن يختار صوابا، لكن رغم المعرفة والعلم قرر إنه يختار طريق الضلال.

"فأضله الله على علم ".. حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

موضوعات متعلقة