الطريق
الإثنين 5 مايو 2025 04:42 صـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الرئيس الفلسطيني: نسعى لوقف الاعتداءات وتطبيق حل الدولتين هل حدثت خروقات بانتخابات البلديات في لبنان؟ شاهد| حريق وانفجار في مبنى متعدد الطوابق بموسكو مهرجان أسوان يكرّم كندة علوش بحضور الأهالى ويرصد مسيرتها الفنية مصر تدين استهداف البنى الأساسية والمرافق الحيوية في مدينتى بورسودان وكسلا وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد حفل تكريم المؤسسات الأهلية الفائزة في مسابقة ” أهل الخير 2025” بحضور وزيري الأوقاف والتنمية المحلية وزير السياحة والآثار يلتقي سكرتير عام منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي D8 والوفد المرافق له وزير الإسكان يشارك في الاجتماع المشترك بين لجنة الإسكان ولجنتي التنمية المحلية والشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب منح الاعتماد لـ ٢٤ منشأة صحية، وفقا لمعايير الجودة الوطنية الصادرة عن ”جهار” برنامج متكامل ومتابعة حازمة ومكثفة لتحقيق الانضباط التام في أداء أئمة الأوقاف في كل مديريات الأوقاف نائب محافظ دمياط تتابع ملف التصالح في مخالفات البناء وتقنين وضع اليد على الأراضي الزراعية تنفيذ مشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع ”السخنة- العلمين- مطروح”

خراط الإعلانات!

طارق سعد
طارق سعد

نملك موروثاً قادماً من عصور أجدادنا في جملة مختصرة "خرَّاط البنات خرطها"، وهي جملة تطلق على البنت التي اكتملت أنوثتها في سن أصغر من المعتاد، ويبدأ بعدها الأهل في التعامل معها كأنثى ناضجة طبقاً لما ظهر عليها من مقومات أنوثة مبكرة، ويعدون العدة لتزويجها ويتعاملون معها بكل ما هو مناسب لسن يتعدى سنها الحقيقي بسنوات، فتقع في فجوة زمنية تصيبها بالتشوش.

وربما يتسبب الأهل بهذا الاعتقاد في تعرضها لمشكلات كثيرة لا تتناسب مع طبيعة سنها الحقيقي غير المؤهل لكل هذا الصخب ولا يفهم هؤلاء السبب الحقيقي لهذه الأزمة والفشل الذي قد يصيبهم جميعاً وهو عدم الوعي بالتعامل السليم طبقاً للمعطيات الحقيقية التي تستلزم تعاملاً خاصاً!

نفس الأزمة تتعرض لها الإعلانات التي نشاهدها على الشاشة خاصة في شهر رمضان والتي يتعامل القائمون عليها بنفس المنطق ويرون الإعلانات في رمضان تمتلك كل مقومات الإثارة للجمهور ويجب أن تظهر بقدرات فائقة وإبهار خارق فينظرون لها بعين "خرَّاط الإعلانات خرطها" وينطلقون لوضع إعلاناتهم في قوالب إبهار تتعدى حدود المنطق والعقل والبصر .. والبصيرة أيضاً!

خطأ فادح وقع فيه صانعو الإعلانات بتفريغها من مضمونها ورسالتها المطلوبة وتحويلها لمجرد "فيديو كليب" لا أكثر يغني ويرقص فيه مجموعات من النجوم دون هدف إلا صناعة صورة مبهرة سينمائية حققوا بها نجاحهم المنشود في أن يتعلق المشاهد بـ "كليب" الإعلان وأغنيته ورقصاته وفشل ذريع في معرفة الجمهور بأية معلومة عن المنتج صاحب الإعلان والمفترض أنه مصنوعاً لتسويقه بعد أن أصبح الإعلان "فاترينة" لعرض النجوم بدلاً من المنتج!

الغريب أن معظم هذه الإعلانات قررت مناطحة السحاب وتخطيها بتجميع مجموعة من النجوم في إعلان واحد بعدما كنا نلوم الإعلان الذي يعتمد على نجم ونلوم على النجم أيضاً لتوجهه إلى الإعلانات وهو بالتبعية صنع تضخماً واضحاً في ميزانية الإعلان وتجميع كل أدوات وعناصر الإبهار البصري والسمعي لتسويق المنتج المطلوب والمفترض أنه دافعاً للمشاهد للشراء أو التعامل لتنتهي ثواني ودقائق الإعلان على الشاشة وتنتقل إلى إعلان جديد ثم أجدد وكأنك تشاهد إحدى قنوات الأغاني والتي تبث 24 ساعة أغنيات مصورة وفي نهاية مفجعة عندما تسأل أي مشاهد لهذه الإعلانات لا تجد لديه أية معلومة عنها أو مميزاتها أو دافع للتعامل عليها بل أن هناك من الإعلانات ستجد من لا يعرف اسم المنتج الخاص بها من الأساس!

خسر أصحاب هذه المنتجات الهدف الرئيسي لضخ أموالهم في هذه الإعلانات ولم يربحوا سوى "حبة فرفشة" للجمهور في فواصل المسلسلات الذي استمتع أيضاً بـ "كليب" جديد للنجم الأول "عمرو دياب" في أغنية بعنوان "السر" ويبدو أنها كانت سراً فعلاً حاول أصحابه كشفه بوضع شعار "البريد المصري" على مشاهدها وتمرير مشهد سريع لأحد فروعه لن تلحظه إلا العين المحدقة التي لا ترمش ليصبح مشروع الإعلان عملاً فنياً جديداً خالصاً للنجم "عمرو دياب" دون الاستفادة من حجم نجوميته في الترويج الصحيح لأحد أهم الخدمات الحكومية بعد تطويرها!

سقوط ذريع لإعلانات هذا العام والتي تعتبر أسوأ مواسم الإعلانات لسنوات طويلة سابقة باستثناء إعلان أو اثنين أو حتى ثلاثة ستحتاج ملقاطاً ليلتقطهم من وسط هذا الصخب المبالغ فيه وربما يمروا بالرأفة.

التجربة أثبتت أن زيادة الإبهار والـ "تزويق" والـ "نفخ" الزائد في الإعلان معتمداً على التطور بالمبالغة والبعد عن البساطة يسقط به ويفرغه من مضمونه وإطاره المعروف ويتعامل معه بنظرة "خرَّاط الإعلانات خرطها" دون الاعتبار لهدفها الرئيسي لنصبح في حاجة فعلية لـ "خرَّاط" حقيقي لاستعدال هذا الوضع الإعلاني.