الطريق
الأحد 22 يونيو 2025 02:57 صـ 25 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: استهداف مجمع نووي في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء هجمات إسرائيل على إيران الرئيس السيسى يؤكد على الأهمية التي توليها مصر لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بشكل فوري الرئيس السيسى يعرب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي الجاري ضد إيران جيش الاحتلال يعلن استهداف مستودعات للطائرات المسيرة ومستودع أسلحة في منطقة بندر عباس جنوب غرب إيران صعود فريق نقابة البترول لكرة القدم للرواد ”٤٥ سنه” لبطولة الجمهورية للشركات إعلام أمريكي عن المتحدث باسم جيش الاحتلال: هدفنا ضمان أن تكون إيران في حالة فوضى وزير الخارجية والهجرة يلتقي بوزير خارجية إيران في اسطنبول قافلة دعوية موحدة إلى شمال سيناء بالتعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية محافظ الجيزة: غدًا افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية بمشاركة مجموعة من السفارات والمحافظات وزير قطاع الأعمال العام يجتمع برؤساء الشركات القابضة لمتابعة مشروعات التطوير والشراكة والاستثمار وزير الكهرباء يتفقد محطة محولات الهضبة 2 ومجمع المخزون الاستراتيجي للكابلات بهضبة الأهرامات وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي بعثة هيئة التعاون الدولي اليابانية ”جايكا”

طلة الوريث الأخير!

وسط ضجيج الحياة ومفرمة الأسعار التي لا تهدأ، وصراع اللحاق بلقمة العيش، يحلم المصريون أن يكون الغد أفضل، والحلم في شرع الشعوب مباح، فالكفاح سمة الشرفاء، فالله تعالى يساعد الساعين إلى طلب الرزق الحلال ويزيد في ثروات العصاة ليرميهم بها في الجحيم.

وعلى الرغم من ذلك فإن اللصوص أنواع كما للطيبين درجات، وأسوأ فئات اللصوص هؤلاء الذين يستغلون عصا السلطة وصناعة القرار ونفوذهم، للسيطرة على الشركات والأراضي والتجارة، ويحوزون الامتيازات ويلوون عنق القوانين لتصبّ في صالحهم، لجمع ثروات بالمليارات، فيما يعود الموظفون وعمّال اليومية إلى بيوتهم كل يوم على فيض الكريم، وجنيهات لا تسدّ رمقهم من جوع، ولا تُسعف مريضًا على وشك الهلاك، ولا تعلّم طفلًا في مدرسة آدمية، ولا تُعين شابًا على الزواج وفتح بيت!

بطلعة مستفزة، ومن عاصمة عربية، أطلَّ السيد جمال مبارك على المصريين ليذكّرهم بفقرهم ويُشفي غليله ممن سرق أحلامهم وقت اعتلاء أبيه سدّة الحكم قرابة 30 عامًا.

خرج الوريث الواهم في أبهى حلله وملابسه باهظة الثمن ليؤكد للمصريين أن النصف مليار دولار التي حجز عليها الاتحاد الأوروبي وعادت إليه بحكم قضائي، حقٌ له ولأسرته ولا حق لسواهم فيها! أعادتني هذه الطلة إلى أيام شلّة أحمد عز ولجنة السياسات وقتما كان "اسرق ما تشاء" هو شعار المرحلة، وقت أن كان مَن ينتمي إليى تلك الفئة أنصاف آلهة فوق المحاسبة والسؤال، لا تقربهم دفاتر مصلحة الضرائب، ولا يخضعون لأي محاسبة رسمية، ولا تمسّهم قوانين "من أين لك هذا؟". وكيف تحاسبهم الدولة وهم الدولة؟! بينما كان الشعب خدمًا لأبناء السلطة الجُدد، فلا يحقّ له أن يصرخ أمام طوابير الذل للحصول على الخبز وأنابيب البوتجاز وأدوية التأمين الصحي!

في الوقت الذي كان فيه أحفاد حسني مبارك يتعلَّمون في المدارس الفرنسية بالتجمع الجديد، كان تلاميذ الفقر يذهبون لمدارسهم الآيلة للسقوط، شبه حفاة، ويعودون إلى بيوتهم واهنة أجسادُهم، مقطَّعة ثيابهم، بسبب حشرهم في فصول غير آدمية لا تستوعب أعدادهم الكبيرة!

وغيرها من المقارنات الظالمة لهذا الشعب الصبور، من حكّام وحاشيتهم يعيشون في رغد وبذخ فاضح، وشعب يعاني الأمرَّين ليقضي يومه، فلا وظائف.. وإن وجدت فمرتباتها هزيلة، ولا مستشفيات تحترم حقهم في العلاج والصحة، ولا هيئات حكومية تعترف بإنسانيتهم، لا شيء إلا الإهانة والإذلال أمام أبواب مباني الحكومة و"ادفع لتحصل على الخدمة"!

لم يذكر لنا الوريث من أين أتى بكل تلك الثروات، مع العلم أن مبلغ نصف المليار دولار الأخير كان جزءًا من كل!

لم يخبرنا السيد جمال مبارك عن المعاملات غير المشروعة التي سيقت في قضايا الفساد التي حُوكم فيها، لم يأت جمال مبارك على ذكر الامتيازات التي منحته وأسرته كل تلك المليارات، وأي أنشطة تجارية مشروعة كانت مصدر أمواله، وهل كنت لتحصل على لقب "ملياردير" لولا أنك ابن رئيس جمهورية، وكنت تقود شلة أحمد عز التي نشرت الخراب وصفّت الشركات وشرّدت الموظفين وسرطنت الأرض وقتلت الجَمَال وأشاعت القبح وزرعت العشوائيات وفخخت المعيشة وشاخت في عهدها مرافق الدولة؟!

إن كنتَ قد شعرت بالفخر لتبرير حصولك -قانونيًا- على أموالك المحتجزة في أوروبا، فالأولى أن تقدّم الدليل على مصادر هذه الأموال، وطرق الحصول عليها، قبل أن تطلّ علينا مرة أخرى لتذكّرنا بأيامكم الغبرة!

اقرأ أيضًا: ما إنت الغلطان يا أهلي.. خليك فاشل زيهم!