الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 07:02 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية كلية القرآن الكريم بطنطا تحتفي بأبنائها الخريجين من الأئمة الجدد دفعة الإمام محمد عبده فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية حول ”التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان ندوة عن ” البناء الفكري وتصحيح المفاهيم” محافظ دمياط يزور قرية الوسطاني ويشهد توزيع المساعدات على المواطنين المتضررين من الأمطار إسرائيل على شفا الانقسام.. تصدعات داخل الجيش والمجتمع ضد سياسة نتنياهو لميس الحديدي ترد على منتقدي موقفها من أزمة الكلاب الضالة: لدينا قانون ولن أغير موقفي منتخب البرازيل يصل القاهرة لمواجهة فراعنة اليد ودياً القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. عرض تفصيلي رئيس نقابة البترول يؤدي واجب العزاء في والدة المهندس خالد استعداداً لعيد الأضحى.. تكليفات عاجلة والأسواق تحت الرقابة محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء والأسواق تحت الرقابة الدائمة

أيمن رفعت المحجوب يكتب: قسمة الدعم على من؟!

 أيمن رفعت المحجوب
 أيمن رفعت المحجوب

بعد أن قدمنا في مقال سابق ، ونحن بصدد كيفية توزيع منافع النفقات العامة فى مصر بين أفراد المجتمع ، تأتي ضرورة تحديد الفرق بين نوعين من النفقات العامة ، وهما النفقات التي تعطي منافع غير قابلة للانقسام
(مثال الدفاع الوطني) و النفقات التي تعطي منافع قابلة للانقسام (مثل التعليم والصحة).......!!!!!

واليوم نفرد هذا المقال لتوضح حصة كل فرد من أفراد الشعب من النفقات العامة التي تعطي منافع قابلة للانقسام.

ونقصد هنا النفقات التحويلية وهى تلك النوع من النفقات التي تعطي بلا مقابل ، وعلى ذلك فإنها تدخل ، على اختلاف أنواعها (تحويلات مباشرة وغير مباشرة) ضمن النفقات التي تعطي منافع قابلة للانقسام على أفراد الشعب.
وحيث أن النفقات التحويلية تقسم من الناحية الفنية إلى ثلاثة أنواع وهي النفقات التحويلية الاجتماعية ، والاقتصادية ، والمالية (فوائد الدين العام واستهلاكه).

و سوف نناقش هنا كيفية توزيع منافع الأولى والثانية ونترك الثالثة إلى حديث أخر (حيث أنها ذات طبيعة فنية مختلفة ).

فتجد أولاً؛
أن الاعانات الاجتماعية تنسب إلى الذين دفعت لهم ، وهم عادة من أصحاب الدخول المنخفضة والفقراء ، مقابل أغراض معينة ، ويمكن تقسيم هؤلاء المستفيدين إلى عدة فئات تبعاً لمستوى دخولهم.
وثانياً؛
الاعانات الاقتصادية التي تعطي لبعض المشروعات بغرض رفع معدل ربحها لبعض الفئات الاجتماعية ، تجري هي الأخرى نسبتها تبعاً لحجم الانتاج الذي تقدم به هذه المشروعات.
وهذا النوع الثاني من الاعانات الاقتصادية والتي تعطي للمشروعات وغرض تخفيض اسعارها (أو تثبتها ) هي تحويلات غير مباشرة ، وإن دفعت للمنتج ، إلا انها تشكل إعانة للمستهلك الذي يشتري السلع المعانة ( اى المدعمة ) بسعر يقل عن التكلفة ، وعلى ذلك فإن الإفادة من هذه الاعانات لا تحدث إلا في حالات شراء السلع المعانة.

ويمكن نسبتها إلى الكمية الكلية من السلع التي يشتريها الفرد محل تلك الاعانات الاقتصادية.
ويوجد نوع ثالث من الاعانات الاقتصادية أيضاً ، وهي ما تعرف بالإعانات المالية ، وهي تلك الاعانات التي تقدمها الدولة للمشروعات ذات النفع العام ، والتي تكون في حالة عجز بغرض تغطية, اى بعبارة اخرى تمويل هذا العجز.
وينتج عن هذا النوع الثالث من الاعانات نفس الأثر الذي ترتب على النوع الثاني ، حيث ينتهي الأمر إلى تخفيض أثمان السلع المنتجة ، ويصب ذلك في صالح المشتري
( اى المستهلك).
وحيثان المستهلك هوالذي يقوم بشراء هذه السلع , فذلك يؤكد أن الاعانات المالية هي الأخرى نوعاً من التحويلات غير المباشرة للمستهلكين ، إن أحسن تطبيقها.

وفي العموم تؤدي كل الاعانات التي تهدف إلى تخفيض أسعار المنتجات , الى تخفيض نفقات المعيشة والى تفادي ارتفاع الأجور وما يترتب عليه من حلقة التضخم المعيبة (ارتفاع أسعار – ارتفاع أجور – ارتفاع أسعار مرة أخرى).

وعليه تكون الرقابة الحكومية لهذه الاعانات مطلوبة بشدة وحزم عند التطبيق فى الاسواق, حتى تنخفض الأثمان بقدر الاعانة ، وإلا سوف تقسم الاعانة بين المنتج والمستهلك ، وتشكل تحويل مباشر للمنتج وتحويل غير مباشر للمستهلك. وينتهي الأمر أن القسمة تفيد نفراً على حساب نفراً أخر, لتفيد المنتج اكثر من المستهلك.
وحيث أن القياس من الصعوبة بما كان ، لذلك من الممكن أن نخص الاعانة التي تمنح للسلع الغذائية على أن نحدد نصيب كل فئة اجتماعية تبعاً لعدد الأفراد الداخليين في هذه الفئة.

وذلك لأن المواد الغذائية المعانة عادة ما تكون من السلع الضرورية التي يستهلكها كل الفئات محدودة الدخل ، وكذلك الملابس المعانة تنسب لنفس الفئات لأنها ملابس شعبية او اقتصادية، وإن كان هذا الأمر لا يخلوا من الطعن عليه , لأن هذه السلع المدعمة متاحة للجميع المنع لا يأتي إلا في حدود ضيقة جداً.

وأخيراً ما تقدمه النفقات العامة الحقيقية من توزيع خدمات مجانية قابلة للانقسام ، ومثل ذلك التعليم والعلاج بالمجان.

ويمكن القول فيما يخص نفقات التعليم العالي بأن أصحاب الدخول المتوسطة وفوق المتوسطة والمرتفعة ، هم أكثر المستفيدين منهما.
أما أصحاب الدخول المنخفضة فلا يستفيدون من هذا النوع من نفقات التعليم العالي، إلا في حدود ضيقة.
في حين نفقات العلاج بالمجان ، فنجد أن أصحاب الدخول المنخفضة والفقراء هم أكثر المستفيدين منها.

وبعد هذا التوضيح يظل السؤال المحير ، قسمة السلع المعانة او المدعمة على من ....؟؟؟؟؟؟؟

ومن هم أكثر المستفيدين في مصر من السلع والخدمات العامة القابلة للانقسام (الأغنياء أم الفقراء)؟؟؟!!!!!!!.

موضوعات متعلقة