الإعلامية مايا إبراهيم تكتب: محمّد العنزي منتج ومخرج طوّع المستحيل

:
بين الإخراج والتأليف والإنتاج أبدع المخرج الكويتي " محمّد العنزي " وتميّز بأسلوبه وعمله .
فبعد أن قدّم مسلسلات "خالد بن الوليد " ، "عنترة " ، " الحسن والحسين " ، " الإمام أحمد بن حنبل " ، و " فتح الأندلس " تبوّأ لنفسه مكانة مرموقة في عالم الإخراج ، عِلمًا بأنّه انطلق نحو الفنّ منذ أن كان طالبًا في المعهد العالي للفنون المسرحيّة ، إذ قدّم مسلسل " الظاهر بيبرس " وكان العنزي وقتها ما يزال على مقاعد الدراسة .
تميّز " محمّد العنزي " بإخلاصه لعمله ووفائه له ، وبذل الجهد من أجله ، فهو إذا ما بدأ في عملٍ ما فإنّه يشرف على كلّ التفاصيل ويقدّم كلّ ما يلزم من أجل هذا الأمر .
يؤمن بالأعمال المشتركة ويحبّ التنويع ، لكنّه عشق التاريخ وأنتج وكتب وأخرج الأعمال التي ذكرناها ، وكان آخرها "فتح الأندلس " الذي شارك فيه نخبة من نجوم التمثيل في الوطن العربي ، فهو يحبّ التشاركيّة حتّى يعطي العمل نكهة تاريخيّة أكثر صدقًا ، وحتّى يكون النجاح عربيًا ، وليس له فقط ، لكن بالتأكيد بصمته واضحة وجهده واضح .
يعمل العنزي حاليًا على إخراج مسلسل " إزدهار الأندلس " والذي ستتمّ عملية تصويره في مناطق من المملكة العربية السعودية التي تكاد تشبه إلى حدٍّ كبير أراضي الأندلس .
العنزي ، بالإضافة إلى اختياره نجومًا عربًا في التمثيل ، فهو أيضًا يستقطب نجومًا " أجانب " في المجال الفنّي التقني للإستفادة من خبراتهم ، وهذا يحقّق له الفائدة الأعمّ ، فالعمل من منظورٍ واحد قد يأتي تقليديًا ، لكن العمل الذي جاء من أكثر من رؤيا فإنّه يكون أكير جمالًا وإبداعًا وإثارةً ، ولا ننسى أنّه أوّل من أدخل كاميرا ذات دقّة عالية في الأعمال العربية في العام الماضي ٢٠٢٣ .
وقد حصد العنزي نظير جهده وعطائه عدّة جوائز محلّية من الكويت وعربية ،
كما قدّم الدكتور محمّد الذايدي من الكويت مناقشة لمسلسل ( فتح الأندلس ) في جامعة هارفرد ، ما يدلّ على نجاح هذا العمل الذي تمّت ترجمته إلى ست لغات وعُرض على عشرات القنوات الفضائيّة العربيّة ، ناهيك عن قنوات اليوتيوب ولا ننسى الظروف الصعبة التي صُوّر بها العمل لكن العنزي لا يؤمن بالصِعاب بل يتحدّاها ، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعيّة في الكويت عن ذات المسلسل .
العنزي يتقبّل النقد والآراء بروحٍ رياضية بل روحٍ ثقافية ، فهو فنّان مُرهف ومثقّف وعاشق للتاريخ ، وخلوق ،..
" محمّد سامي العنزي " بدأ بالإنتاج ومن ثمّ الإخراج وقدّم جهده بإحترافية ومهنية فحقّق ما يصبو إليه من النجاح ، فمن يصدّق أنّ العنزي بدأ أوّل خطواته الإنتاجية في مسلسل " خالد بن الوليد " ب ( ألف ) دينار كويتي فقط وهو ما ذكره بنفسه في لقاءٍ تلفزيوني لإحدى القنوات ، وبطريقة إستثمارية ذكية أسّس محفظة لتسويق المسلسل ونجح في ذلك ، وهذا دليل قاطع على حُسن التدبير والتخطيط ، وهذا ما جعله يدخل الأسواق الأميركية والتركية وغيرها من أعماله وإنتاجه .
الكلام عن العنزي يطول ويطول ولكن خلاصة القول أنّ لكلّ مجتهد نصيب ، ومن اجتهد يحقّق النجاح ، ومن كان طموحه كبيرًا وسعى إليه فإنّه حتمًا يصل إليه .
الإعلامية مايا ابراهيم