الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 04:13 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

استئناس الموت.. صديق الثعابين: أليفة وتحب الوحدة و ”فى حالها” (صور)

أحمد مروض الثعابين
أحمد مروض الثعابين

اصطدت بمئات الثعابين وأبحث عن ثعبان «حفار سيناء» النادر

أشعر بوجود الزواحف بالمكان وغالبيتها غير سام ولا يؤذى

الثعابين تعيش بمفردها ولا تلتقى إلا مرة واحدة للتزاوج فقط

أربى الأنواع السامة واستعنت بكتاب الدكتور شريف بهاء الدين الذى جمع فيه كل الأنواع المصرية بالتوزيع الجغرافى لها

انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة إقبال الشباب على تربية الزواحف فى المنازل، خاصة أن اقتناءها لا يحتاج إلى مبالغ باهظة، حيث تبدأ أسعار الزواحف من 50 جنيها، كما أن الأطعمة غير مكلفة بالمرة، بالإضافة إلى سهولة تنظيف المكان الذى تعيش فيه الزواحف، أما عن مخاطرها فيسلط لقاؤنا الضوء على تربية الثعابين.

أحمد يبلغ من العمر 33 سنة، متزوج ولديه طفلان ويحمل كارنيه مزاولة المهنة.

يقول «أحب اقتناء وشراء الزواحف خاصة الثعابين على الرغم من أنها لا تروض وتظل بطبيعتها ولكن نحن من نقوم بتطوير أنفسنا على التعامل السليم معها».

ويضيف أن الثعابين تعد كائنات غير اجتماعية وتعيش منفردة، وتجتمع فى موسم التزاوج فقط وتفضل الثعابين العيش وسط الزراعات، لذلك نجدها تتخذ من بيوت الفلاحين مخبأ لها، وقد يكتشفها سكان المنزل، وفى أوقات أخرى نشعر نحن بوجودها داخل منازلهم وفى جميع الأحوال نقوم بتتبعها وبحرص شديد وبمهارة نقوم باصطيادها لتجنب سمومها حتى الإمساك بها.

يتابع مربى الثعابين «لابد من اتخاذ كل وسائل الحيطة والحظر أثناء التعامل مع الثعابين لتجنب مخاطرها لأنها سريعة الهجوم بلدغ فريستها بالسم، أيا كان من تقوم بلدغه سواء إنسانا أو حيوانا، فهي لا تفرق بين أحد».

«أما عن السم فهو يساعد الثعبان على الهضم ونظراً لخطورته أقوم بنزعه منها وأقدمه إلى طلاب كلية العلوم بدون أجر».

ويستطرد مروض الثعابين «يتوافر فى جمهورية مصر العربية مصل اللقاح فى المستشفيات الحكومية والجامعية بالمجان، ويقبل على المستشفيات المصرية المصابون بلدغ الثعابين من البلدان الأخرى لتلقى العلاج».

وأضاف أحمد « اقتنائى للثعابين بدأ بالصدفة وأنا فى العاشرة من عمرى، حينما كنت برفقة شقيقى وكان يحمل حقيبة فى يده وفجأه ألقاها أرضاً وفر بعيداً قائلا (الحقيبة بها ثعبان) فأمسكت بحجر وحاولت قتله ولكن الحجر وقع من يدى بهدوء وثبت على الثعبان ولم يؤذه فوجدت الثعبان هادئا فتجرأت وأمسكت به، وكانت هذه المرة الأولى فى حياتى التى امسك فيها ثعبانا، فعجبنى ملمسه وعجبتنى فكرة الإمساك بالثعابين واللعب بها فبدأت أجمع المعلومات وأبحث عن كل ما يخصهم من طعام ومخاطر والسم وسبل الحماية إلى أن جمعت المعلومات عن أنواع الثعابين، وبالفعل تمكنت منهم وأدركت الفرق بين السامة وغير السامة ودرجة خطورة كل منهم».

يستفيض «لما كنت فى العشرين من عمرى كنت قد جمعت كل المعلومات الكافية لتربيتهم، بدأت فى تربية الأنواع السامة وكان من أهم المراجع عندى فى معرفة التوزيع الجغرافى هو كتاب الدكتور شريف بهاء الدين الذى جمع فيه كل الأنواع المصرية بالتوزيع الجغرافى لها».

وبسؤاله، هل هناك فرق بين التعامل مع الثعابين وبين الطرق الرفاعية؟ يجيب «هذه عملية طبيعية يستطيع كل من تعامل وأدرك واحترف التعامل مع الكوبرا أن يفعلها».

ولفت إلى أن للكوبرا سلوكا تستخدمه وهو التمثيل وكأنها ماتت وهى وسيلة من ضمن وسائل الهروب، وللأسف هناك فئة كبيرة جدا من الرفاعية تستخدم عمليات نصب بخصوص الثعابين ويكون الثعبان مخبأ معهم بالفعل ويدخل المكان ويلقى بالثعبان بطريقة احترافة لا ينتبه لها الشخص صاحب المكان، وبعد ذلك يتظاهر بأنه وجد الثعبان داخل البيت ويطلب مبلغا ماليا مقابل ذلك.

ويكشف الشاب أن ثمة مفهوما خاطئا بين الناس عن أن الأنواع السامة تكون كلها خطيرة سواء ذكرا أو أنثى.

وعن الأنواع النادرة بين الثعابين، قال إن الثعبان الأسود الخبيث هو الأكثر ندرة، ونظراً لندرته لم أتعامل معه وبالرغم من انه مثبت علميا وجوده فى منطقة سيناء بمصر إلا أنه لم يتم العثور عليه حتى الآن من قبل الصيادين، ويطلق عليه فى مصر «حفار سيناء» وهو الثعبان الوحيد الذى لا يمسك باليد مباشرة نظرا لأن أنيابه تكون بارزة الى خارج الفم ولا يوجد له مصل مضاد حتى الآن.

وبسؤاله هل يمكن استئناس الثعابين؟ أجاب بأن الثعابين بشكل عام لا تألف أحدا، ولكن الأنواع مثل الأصلات يمكن تهدئتها وجعلها تألف البشر ولا تحاول العض، وهذا لا يجعلها أليفة دائما، فمن المحتمل أن تتغلب عليها طبيعتها الهجومية فى أى لحظة وتقوم باللدغ.

وبسؤاله عن كيفية معرفته أين يقع جحر الثعابين، أوضح انها عملية خبرة مكتسبة مع الوقت عن طريق الأثر اذا كان فى البرية، أما فى البيوت فنعتمد على خبراتنا فى تحديد المكان الأنسب ليتواجد فيه الثعبان.

وعن أشهر أنواع الثعابين فى مصر، يوضح أنها الكوبرا والطريشة من الأنواع السامة جدا جدا، وهناك أنواع غير سامة، مثل ثعبان ابوالسيور والأزرود والجدارى والأرقم والنرد والخضارى والبسباس والهارسين.

كما نوه أنه يوجد فى مصر ما يقارب من الـ40 نوعا من الثعابين، فقط 9 منهم سام ويشكلون خطرا على البشر وما يقارب الـ30 لا يشكلون خطرا على البشر، منهم أنواع لا تمتلك أى غدد سمية نهائيا، ومنهم أنواع لديها غدد سمية، ولكن سمها ضعيف جدا جدا على البشر وهناك ثعبان يسمى «الباح الدودى»، يعيش فى الصرف الصحى والأماكن عالية الرطوبة وهو يشبه الدود أو طعم الصيد، وهو غير سام نهائيا وليس لديه أى غدد سمية ولا يلدغ.

وبالنسبة لكيفية استخراج السم وماذا يفعل به، قال «الحمدلله لم اتعرض للدغ من أى نوع سام نظراً لحرصى الشديد فى التعامل معها بحذر، لكن تعرضت كثيراً للدغ من أنواع لا تشكل خطرا».

وأوضح أنه يحتفظ فقط بما يحتاجه من الثعابين فى عمل بحث أو دراسة سلوك عليها، أما الزائد على حاجته فيتم نقله إلى بعض الأصدقاء المتخصصين.

واختتم أحمد قائلاً إن التعامل مع الثعابين أمر فى غاية الصعوبة، وأنصح الهواة بالتعلم والتحرى عن كل طرق وسبل التعامل معهم قبل شرائهم لتجنب مخاطرهم الشرسة والسم.

وكانت «الطريق» قد رصدت بعض الحوادث فى الآونة الأخيرة فى التعامل مع الثعابين، حيث حضر ساحر تركى إلى جمهورية مصر العربية لتلقى العلاج فى أحد المستشفيات الحكومية بقسم السموم لإصابته بالسم بعد أن لدغه ثعبان أثناء اللعب معه خلال فقرة على خشبة المسرح.

أما الحادث الآخر، فقد لقى شاب مصرعه متأثراً بالسم بعد أن لدغته كُوبرا أثناء التصوير معها خلال فقرة استعراض مع الثعبان فى شاطئ النخيل بالإسكندرية.