باحث لـ”الطريق”: ”الإرهاب السيبراني” يفخخ العقول.. وتأثير الإخوان على الإنترنت ”قوي”

أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على خلية الكترونية، تابعة لتركيا في مصر، وبحسب التصريحات التي صدرت للتعقيب على هذه الواقعة، اتضح أن هذه الخلية كانت تحاول حشد الشباب في مصر لتنفيذ عمليات تخريبية بالتزامن مع ذكرى 25 يناير.
وقال محمد أبو العيون، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن جميع التنظيمات والجماعات الإرهابية النشطة على شبكة الإنترنت لها تأثير على الشباب.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن ظاهرة انتشار الأفكار المتطرفة والمحتوى الذي يحض على العنف والإرهاب على شبكة الانترنت وبالأخص بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يُعرف بـ "الإرهاب السيبراني"؛ هي وسيلة حديثة ظهرت بالتزامن مع الثورة التكنولوجية، وقد دأبت الجماعات والتنظيمات الإرهابية على استخدامها في استقطاب الشباب.
الباحث محمد أبو العيون
ونوه "أبو العيون" بأن محتوى ما يعرف بـ "الإرهاب السيبراني"، 90٪ منه ثابتٌ لا يتغير من تنظيم إرهابي إلى تنظيم آخر، وذلك لأن الأفكار التي يطرحونها ويستقطبون من خلالها الشباب ويفخخون عقولهم بها، هي أفكارٌ واحدة، مشيرا إلى أن جميعها يدور حول مصطلحات محددة وهي:
"الخلافة، والحاكمية، والولاء والبراء، ودار الإيمان ودار الكفر"، مضيفا أن كل التغيير الذي يحدث، هو أنها تُطرح تارة باسم داعش، وتارة أخرى باسم جماعة الإخوان، ومرة أخى باسم القاعدة، فالتغيير فقط في اسم من يطرح الأفكار التي تظل ثابتة في كل الأطروحات، على حد قوله.
الإرهاب السيبراني
ووفقا لرؤية الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي، فإن تأثير الإرهاب السيبراني، وانتشاره بقوة ووصول محتواه إلى أكبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يتوقف على المتحكم فيه، لأن المنصة التي ينطلق منها، أو تحديدا الجهة التي تتحكم في تمويله.
ونوه "أبو العيون" بأن داعش كان هو التنظيم الإرهابي الأكثر تأثيرًا ونجاحًا في استقطاب الشباب من على الإنترنت وبالتالي ضمهم في صفوفه، والسبب في هذا قوة الإمكانات المادية التي كان يمتلكها، موضحا أنه وعقب سقوطه وتجفيف المنابع المادية له انحسر تأثيره وأصبح غير قادر على الانتشار الالكتروني كما كان في السابق.
داعش
وتطرق محمد أبو العيون لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث أكد أن تأثيرها على شبكات التواصل الاجتماعي، مازال قويًا، وربما هو الأقوى من تأثير تنظيمي القاعدة وداعش، والسبب في هذا هو الدعم القطري والتركي للأفكار والمخططات الإرهابية التي يعتنقها عناصر هذه الجماعة، وهذا الدعم يُهدف إلى حض الشباب المصري على إحداث فوضى عارمة في ربوع مصر، عقب تغييب وعيهم بالأكاذيب والشعارات الزائفة.
واختتم "أبو العيون" إلى أن خطورة "الإرهاب السيبراني"، تكمن في صعوبة السيطرة عليه، والحد من محتواه الإرهابي؛ لأن شبكة الإنترنت فضاء مفتوح ولا تملك دولة منع وصوله إلى مواطنيها، كما أن التنظيمات والجماعات الإرهابية تتخذه ساحة للتأثير والاستقطاب.