الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 03:43 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
42 حزب سياسي يقررون دراسة الأثر التشريعي لتعديلات قانون المرور وتشديد الغرامه الماليه محمد عبدالجليل: مهمة الزمالك صعبة في غانا.. ودريمز فريق عشوائي كرونسلاف يورتشيتش يعبر عن سعادته عقب بيراميدز على البنك الأهلي في دوري نايل بشير التابعي للطريق: الأهلي راح الكونغو ”مكسح” ومازيمبي فرقة فاضية أوس اوس من أجل فيلم ”عصابة مكس” في الفيوم هذا ماقالتة هنا الزاهد للجمهور عاجل.. ”كاف” يرد الاعتبار ويصدر قرار صارم بشأن أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة في بيان رسمي لبلبة تستكمل مشاهدها في فيلم ” عصابة مكس” الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة تصيب القاهرة الكبرى غدًا ياسر إبراهيم: نتيجة مباراة الذهاب أمام مازيمبي الكونغولي خادعة و اللاعبين لديهم خبرات لغلق صفحة مباراة الذهاب محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء سكرتارية المرأة بـ ”عمال مصر” تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بالذكرى 42 لتحرير سيناء

بيوت الخبرة الأجنبية.. الملف المسكوت عنه فى الصناعة (تحقيق)

الصناعة
الصناعة

خبراء يطالبون بوضع شروط للاستعانة بها.. وقصرها على نقل التكنولوجيا

فى كل مشروع بمختلف القطاعات فى الدولة، وخاصة المشروعات الكبرى، تتم الاستعانة فيها ببيت خبرة أجنبى أو باستشارى أجنبى، وكأن مصر ليس بها عالم لديه ذات الكفاءة التى لدى الأجانب، فوزارة النقل برئاسة جميع الوزراء السابقين، تستعين ببيت خبرة فرنسى لتطوير السكك الحديدية، حتى فى قطاعات الغزل والنسيج، وبعض الصناعات الاخرى الذى تميزت مصر بها، فهل بيوت الخبرة الأجنبية أفضل من نظيرتها المحلية، وهل هى مفيدة بالفعل؟، أم هى «عقدة الخواجة»؟، أم أنها حيلة ذكية للتملص من المسؤولية عند الفشل؟، وهل الخبراء الأجانب لديهم مؤهلات علمية وخبرات عالمية أكثر من العلماء المصريين فى كليات الهندسة بجميع أقسامها، وفى المؤسسات الكبرى فى مصر؟.. كل هذه الأسئلة تجد إجاباتها فى طيات هذا التحقيق.

الخبير الأجنبى فشل فى عدة صناعات ولابد من بديل محلى

بداية، يقول الدكتور صلاح الدين فهمى، الخبير الاقتصادى، إن بيوت الخبرة الأجنبية لديها الخبرة وسوابق الأعمال التى تفيدنا فى القرار الذى نتخذه، إما فى مجالات جديدة وإما عندما ننشئ دراسة جدوى لمشروع، موضحًا أننا حاليًا نستعين ببيوت خبرة أجنبية فى مشروع الطروحات، فقد تقوم الدولة حاليًا ببيع جزء من شركات قطاع الأعمال العام والبنوك كبنك الإسكان والتعمير وبنك القاهرة وغيرها، ولقد لجأنا فى هذا الموضوع إلى بيوت خبرة أجنبية.

وأكد فهمى، أن الرئيس السيسى يصلح ما تم إتلافه فى النظام السابق، مشيرًا إلى أنه منذ 1952 لم تحدث تجديدات أو إصلاح، كما أن مبارك ترك كل شىء مهملا «والناس همها عدم ارتفاع الأسعار»، ولجأنا إلى بيوت خبرة فى توشكى، لكننا لم نفعل ما قالوه، بل «طبقنا اللى فى دماغنا» فى مجال الطروحات، فنحن ننشئ نظاما هيكليا جديدا ونفعل ما تطلبه بيوت الخبرة الأجنبية، فهناك مصداقية فى الإصلاحات وإعادة الهيكلة.

الخبير الأجنبى مؤهله العلمى يوازى دبلوم الصناعة

وأرجع «فهمى»، الاستعانة ببيوت الخبرة لأسباب عديدة، منها سوء التعليم، لافتًا إلى أن التعليم يصرف عليه مليارات ولم يأت بأى نتيجة، ولكن تعليم الإنترناشونال يأتى بنتائج، التطوير ليس «فلوس فقط» ولكن فكر، لماذا لا ننقل التجارب الخارجية فى الدول المتقدمة وننفذها لدينا مع الحفاظ على الهوية والتاريخ؟

من جانبه، قال الدكتور أحمد فرغلى، الخبير الاقتصادى، إن الاستعانة ببيوت خبرة أجنبية يجب أن يكون فى حدود حاجتنا إلى الخبرة غير الموجودة فى مصر، بالرغم من أن لدينا أساتذة أصحاب خبرة كبيرة ولكننا دائمًا ما نتجاهل هذا الشق، ونفضل أن نشرك معنا بيوت خبرة أجنبية.

وطالب «فرغلى» بالاستعانة ببيوت خبرة بناء على دراسة مسبقة وما هو العائد منها، فأحيانًا تكون هناك منح أجنبية تشترط الاستعانة ببيوت خبرة ولا يمكن أن نتجاهل رأى الدولة المانحة والاستعانة سابقًا كانت فى وقت لا تتوافر به الخبرة الوطنية، لكن الآن هناك خبرات وطنية ونحتاج إلى حصر دقيق لتلك الخبرات الوطنية الموجودة والمتوافرة، ونقابلها بالاحتياجات من الخبرات اللازمة لتنفيذ المشروعات الاستراتيجية الكبرى، مثل السكك الحديدية والنقل البحرى والأنفاق والمصانع.

وتابع: «تمت الاستعانة فى شركات الأعمال العام بمجال الغزل والنسيج ببيوت خبرة وهذا فشل ذريع»، منوهًا إلى أن المشكلة كانت فشلا إداريا سواء إنتاجا أو غيره، مضيفًا أن الصناعة التى تنشأ على عدم تصدير للخارج صناعة فاشلة، وحتى يقوى الجنيه أمام العملات الأخرى، مضيفا «لازم نعمل دليل للخبرات المحلية بدل الاستعانة بأجنبية، أين الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء؟، لدينا أساتذة كبار فى مجالات عديدة».

أما الأستاذ الدكتور وجيه العسكرى، رئيس قسم القوى الميكانيكية، فقال إنه لابد من ربط الجامعات ومراكز ومعاهد البحث العلمى فى مصر بالمصانع والشركات المصرية، خاصة أن مصر لديها خبرات وكفاءات علمية أكبر بكثير من تلك التى تتم الاستعانة بها من خلال بيوت الخبرة الأجنبية.

وتابع «العسكرى»، أن تقنيات عديدة يمكن تطبيقها فى مصر من خلال علمائها ومهندسيها وفنييها، فى قطاعات عديدة، منها قطاع النقل البرى والبحرى والنهرى، بشرط أن يكون هناك ثقة بين رجال الصناعة ومسؤولى الدولة ورجال البحث العلمى فى مصر، مشددًا على أن هذه الثقة هى شرط لازم وحتمى لإحداث التطور المنشود فى جميع المجالات.

تجديد الثقة فى العلماء والمهندسين المصريين

وأضاف أن الثقة فى العلماء والمهندسين المصريين يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، وتجنب مصر مخاطر الخبير الأجنبى غير المؤهل علميًا، من خلال اجتماع شهرى، يجمع بين كبار رجال الصناعة المصرية والمجلس الأعلى للجامعات المصرية، وذلك بجمعهم على منضدة علمية أو مائدة علمية لعرض مشاكل الصناعة على المجلس، ليعرضها بدوره على الجامعات ومراكز ومعاهد البحث العلمى؛ لإيجاد حلول لها ولربط الرسائل العلمية، ماجستير ودكتوراه فى مختلف الجامعات بالصناعة المصرية، لافتًا إلى أن تلك الرسائل تتم فى الجامعات الأوروبية بشكل ممنهج ومتفق عليه بشكل مسبق، ويتم ذلك بمعرفة الاتحاد الأوروبى، كأن يقوم طالب بجامعة ألمانية بإعداد رسالة دكتوراه حول الجزء الأخير من جناح الطائرة، وهو ما حدث معه شخصيًا أثناء تواجده فى ألمانيا لمدة 5 سنوات، فى حين كان يقوم طلاب آخرون من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا بإعداد رسائل الدكتوراه الخاصة بهم، عن أجزاء أخرى من الطائرة، كالمقدمة والمؤخرة، والجزء الأمامى للأجنحة، وذلك كله بهدف عمل مشروع علمى متكامل.