حمزة بن لادن قبل الريمي.. لماذا أصر ترامب على اغتيال نجل زعيم تنظيم القاعدة؟

"حمزة بن لادن" نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتل في إحدى الغارات التي وجهتها القوات الأمريكية في أفغانستان أصبح حلقة رئيسية في سلسلة من التساؤلات والاستنكار، عن السبب الرئيسي الذي جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار قرار بتصفيته عقب ارتباط اسمه بـ"قاسم الريمي" زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
سر استهداف نجل بن لادن
شبكة "إن بي سي" الأمريكية، نقلت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده بأن السبب وراء استهداف نجل أسامة بن لادن، لخطورته البالغة على المنطقة، ولأنه من أهم الرموز الإرهابية، معتبرا أن عملية اغتياله ورقة رابحة كونها ستحرم تنظيم القاعدة من أحد أبرز قادتهم، وتقضي على ما وصفه بـ"علاقتهم الرمزية" مع والده.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن حمزة كانت لديه سلطة أقل بكثير من غيره من القادة الإرهابيين، وكان أقل خطورة، والأهم أنه لم يخطط لهجمات.
اقرأ أيضا: ”11 مليون دولار” مكافأة واشنطن لدحر رأسي القاعدة باليمن
استنكار أمريكي
ويبدو أن تصريحات ترامب لم تلق سوى السخرية والاستنكار من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، حيث أكدت أن القائمة التي وضعتها كانت تضم العديد من أسماء الإرهابيين الذين يعتبروا أكثر خطورة من حمزة بن لادن، مشيرة إلى أن السر وراء اختيار ترامب لنجل بن لادن هو "الجهل"، فلم يكن يعرف من ضمن الأسماء التي أمامه في القائمة إلا حمزة، ولا يعي مدى الخطورة التي يمثلها كل من الأسماء التي كانت على القائمة.
مخططات "CIA"
يشار إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أعدت في العامين الأولين من رئاسة ترامب، قائمة بأخطر الإرهابيين وقدمتها للرئيس الأمريكي، لكن الأخير طالب بقتل حمزة بن لادن بالذات، أثناء اختياره للأهداف، وكان من ضمن الأسماء التي في القائمة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أعُلن عن تصفيته في أكتوبر العام الماضي.
الريمي ونجل بن لادن
وتطرقت صحيفة washingtoninstitute الأمريكية التابعة لمعهد واشنطن للدراسات إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي، واعتبرت أن قدرة الغارات الأمريكية على الوصول لأبرز القادة في القاعدة دليل على ما يعانيه هذا التنظيم من خلل وضعف شديد.
واستندت الصحيفة في رؤيتها على عاملين، الأول: "أن غارات واشنطن تخلصت من أحد أبرز قادة التنظيم في اليمن بعد شهور فقط من استهدافها لنجل مؤسسه في أفغانستان"، أما العامل الثاني: "أن الغارات الأمريكية باتت تطوف هنا وهناك بمنتهى السهولة فلم يقتصر الأمر على أفغانستان وحدها بل تمكنت من التوغل في اليمن أيضًا".
اقرأ أيضا: مستشار أمريكا عن جثة البغدادي: التخلص منها بطريقة مناسبة
تساؤل حول المصير
وتساءلت الصحيفة الأمريكية عن المصير الذي ينتظر تنظيم القاعدة خاصة بعد مقتل قاسم الريمي في اليمن، وعن الشخصية التي من الممكن أن يقع الاختيار عليها ليكون خليفة له.
خسارة كبيرة للقاعدة
الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية،عمرو فاروق قال: إن "مقتل قاسم الريمي سوف يتسبب في خسارة كبيرة جدا لتنظيم القاعدة في اليمن، خاصة وأنه واحدا من أهم القيادات المؤثرة في جزيرة العرب، موضحا أن عملية اغتياله ستكون سبب في حدوث خلل قوي بين صفوف أعضاء التنظيم، فهو واحدا ممن تربوا على يد أسامة بن لادن وتشبع بأفكاره، ودائما ما كان يسعى لنشر مبادئه وترسيخ سياسته، مؤكدا أن العمليات المسلحة التي وجهت ضد القاعدة خلال المرحلة الماضية، كانت عبارة عن استهداف ممنهج للقيادات تحديدا التي خرجت من عباءة "بن لادن".
المصير في اليمن
وأشار فاروق في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، إلى أن قاسم الريمي، "شخصية محورية" في تنظيم القاعدة، لذلك من المتوقع أن يؤثر مقتله مستقبلا على مصير التنظيم في اليمن، خاصة وأنه يمر بأصعب المراحل، لكن على الرغم من ذلك يصعب التأكيد على أن مقتل الريمي يكتب سطور بداية النهاية لتنظيم القاعدة في اليمن، معتبرا أن استهدافه بعد حمزة بن لادن، دليلًا على هذا التنظيم يعاني من الضعف الشديد والخلل.
حدث مهم
من جانبه يرى مصطفى كمال الباحث المتخصص في الشؤون الجهادية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن مقتل قاسم الريمي يعد حدثا مهما، مشيرًا إلى أنه من الصعب وصفه بأنه كان زعيما مهما لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأنه منذ تولّى "الريمي" قيادة التنظيم في 2015، ضعف الجناح الإرهابي الدولي للجماعة بشكل كبير.
أبرز القيادات
وعن أبرز المرشحين لتولي قيادة التنظيم في اليمن بعد قاسم الريمي، قال الباحث السياسي: لـ"الطريق": إن "خالد باطرفي الذي تشير معلومات إلى أنه يدير العمليات الخارجية للجماعة، وسعد بن عاطف العولقي زعيم المجموعة في محافظة شبوة اليمنية، هما من أبرز المرشحين للخلافة من بعده".
خسائر القاعدة بعد الريمي
ووفقًا للباحث مصطفى كمال، فإن تنظيم القاعدة سوف يفتقد مهارات الريمي كمخطط عسكري، موضحا أن هذه الخسارة تأتي في الوقت الذي خسر فيه التنظيم في جزيرة العرب القدرة على التحرّك على الأرض، والتي تقلّصت بشكل كبير.