الطريق
الأحد 5 مايو 2024 07:36 مـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”اسمي حسني مبارك”.. الرئيس الراحل ما له وما عليه

مبارك
مبارك

"اسمى محمد حسنى مبارك".. هكذا أجاب الرئيس الأسبق والرابع للجمهورية عن سؤال صحفى فى أول زيارة له إلى لندن عندما سئل، هل تسير على نهج ناصر أم السادات. مبارك الذى ولد فى الرابع من مايو 1928 لاب يعمل فى محكمة طنطا أكمل تعليمه الثانوى فى مدرسة المساعى المشكورة ثم فى الكلية الحربية ليتخرج فيها عام 1949 برتبة ملازم ثان فى سلاح المشاة وعندما طلبت كلية الطيران دفعة جديدة من بين ضباط الجيش تقدم إليها لتبدأ مرحلة جديدة فى حياته.

اشترك مبارك فى كل الحروب التى خاضتها مصر ضد إسرائيل حتى تولى قيادة القوات الجوية ويخوض حرب التحرير فى أكتوبر 1973 وتتم ترقيته إلى رتبة الفريق فى 1974 ثم نائب لرئيس الجمهورية فى 1975 غير أن الأقدار كانت تخبئ له أكبر من أحلامه ليتولى فى 14 أكتوبر 1981 رئاسة الجمهورية بعد استشهاد الرئيس السادات خلال العرض العسكرى.

ملفات ثقيلة ورثها مبارك عن السادات فى مقدمتها حالة الاحتقان الشديد التى شهدتها مصر عقب قرارات سبتمبر التى شملت كافة التوجهات السياسىة والفكرية كما أن هناك عددا من التحديات داخليا وخارجيا كان أبرزها اتمام عمليات الانسحاب الإسرائيلى من سيناء الذى اتمه حتى رفع العلم على طابا فى مارس 1989 وكذلك المقاطعة العربية عقب إبرام مصر معاهدة السلام مع إسرائيل وحرمان مصر من مقعدها بالجامعة العربية ونقل المقر إلى تونس واستطاع مبارك إعادة العرب إلى الجامعة وكذا إعادة إلى مقرها فى القاهرة عقب مشاركته فى قمة الرباط الطارئة فى 1989 كانت التى تواجه مبارك هى الملف الاقتصادى الذى كان يعانى وضعا خطيرا عقب انهاك هذا الاقتصاد لصالح الحروب الكثيرة التى خاضتها مصر فدعا مبارك إلى عقد مؤتمر اقتصادى فى 1983 لدراسة أوضاع الاقتصاد وإيجاد حلول للخروج به من أزماته.

كان الخطر الأكبر هو موجة الارهاب التى شهدتها مصر وصعود جماعات العنف والارهاب والتى بلغت ذروتها باغتيال السادات وأحداث العنف الدامية التى شهدتها محافظة أسيوط تلك الموجة التى استطاع مبارك كسر شوكتها خلال الألفية الجديدة.

لم يكن مبارك سياسيا مثل السادات أو صاحب كاريزما مثل عبدالناصر لكنه كان أقرب إلى الرئيس الموظف لايميل إلى المغامرة حتى انه وصف بالبطىء لكنه حافظ على هدوئه فى عدم الدخول فى مغامرات غير محسوبة
تستمر على نهج السادات فى علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية غير انه استعاد جزءا من علاقته مع الاتحاد السوفيتى وانفتح أيضا على الكتلة الشرقية والصين.

واستطاع مبارك إعادة الزخم إلى الدور المصرى فى القضية الفلسطينية عبر مشاركة مصر الفعالة فى التوسط والتفاوض بين مصر والفلسطينين فى مؤتمر مدريد واوسلو وكامب ديفيد 2 حتى حصول الفلسطينين على الحكم الذاتى وعودة عرفات الى غزةعبر معبر رفح المصرية .

شهدت العلاقات العربية دفئا شديدا فى عهد مبارك تجلت فى موقفه الداعم للكويت ضد الغزو العراقى فى 1990 الى حد المشاركة العسكرية فى تحرير الكويت وهو الموقف الذى حفظه له الكويت ودول الخليج .

تميز عهد مبارك بهامش من الحرية استطاعت من خلاله أحزاب كثيرة المشاركة فى الانتخابات والحياة السياسية منها حزب الوفد والعمل والأحرار والتجمع والناصرى حتى ان جماعة الاخوان المسلمبن وجدت الطريق الى البرلمان عبر تحالفها مع الوفد ثم العمل والأحرار وسيطرت جماعة الاخوان على غالبية النقابات المهنية مثل الاطباء والمهندسبن وغيرها.



فى بداية الالفية الجديدة تسلل الى الحياة السياسية تيار جديد اطلق عى نفسه جيل المستقبل قادة نجل مبارك جمال الذى رأس لجنة السياسات بالحزب الوطنى كانت توجهات الجيل الجديد قلشية على الشعب المصرى حتى جاء 2010 ويهيمن الحزب الوطنى على الانتخابات كاملة لتهب رياح 25 يناير ليجد مبارك بعد 30 عاما من الحكم فى مواجهة شعبة الذى يطالبه بالرحيل وتخيرا استجاب مبارك ولم تفلح محاولاته واجراءاته فى رد الجماهير الغاضبة عن مطالبها بالرحيل وفى 11 فبراير 2011 اعلن مبارك تخليه عن الحكم ويفوض المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شئون البلاد.
مضى مبارك وهو الآن فى ذمة الله وفى قبضة التاريخ الذى قال عنه فى خطابه الأخير إن التاريخ سوف يحكم لى أو على كما سيحكم على الاخرين.

اختلف الناس حول مبارك سياسيا لكنهم لم يختلفوا عليه عسكريا، فقد كان قائدا من طراز فريد عرف عنه الانضباط والالتزام الشديد وكان موضع ثقة الرئيس عبدالناصر الذى كلفه برئاسة الكلية الجوية واستطاع تخريج عشرات الطيارين الذين قادوا المعركة فى حرب أكتوبر، وهو نفسه الالتزام الذي رشحه ليوليه السادات منصب نائب رئيس الجمهورية قبل أن يخلفه على حكم مصر بعد حادثة المنصة.