الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 10:03 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مفاوضات ما بعد البريكست.. هل تتراجع بريطانيا عن قرار الانسحاب؟

بريطانيا والاتحاد الأوروبي
بريطانيا والاتحاد الأوروبي

"مفاوضات ما بعد البريكست".. خطوة هامة بدأتها كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسل، من أجل تحديد طبيعة العلاقات المستقبلية بين الجانبين بعد خروج لندن من التكتل في 31 يناير الماضي، لكن سرعان ما هددت بريطانيا بالانسحاب منها في يونيو المقبل إذا لم تتحقق كافة مطالبها.

تهديد بريطانيا جاء بالتزامن مع أول جولة خليجية لوزير الخارجية البريطاني دومنيك راب استهدفت "السعودية وسلطنة عمان" لتعزيز العلاقات الثنائية في العديد من القطاعات أهمها "التجارة والأمن الإقليمي".


بريطانيا والاتحاد الأوروبي

البداية، كانت من خلال سلسلة مفاوضات أجريت بين كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي في بروكسل، لبحث العلاقات المستقبلية بين الجانبين بعد خروج لندن من البريكست، ليكون أمام الجانبين فرصة حتى نهاية العام الحالي للوصول لاتفاق حول مختلف القضايا المهمة مثل التعاون الأمني والتجارة، قبل وقف تطبيق قواعد عضوية الاتحاد الأوروبي على بريطانيا.

اقرأ أيضا: عاجل| بريطانيا تعلن ارتفاع إجمالي عدد مصابي كورونا لـ23 حالة

بريكست محاط بتهديدات

وعلى الرغم من البدء في كتابة صفحة جديدة قد ترسم شكل أفضل للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، جاءت الأخيرة لتوجه تهديدات بأنها لن تترد في الانسحاب من هذه المفاوضات بحلول يونيو المقبل إذا لم تتحقق الأهداف التي تطمح لها" وفقا لـ"الجارديان".

وحسب الصحيفة، فقد أثار التهديد البريطاني حفيظة الاتحاد الأوروبي وجعلها يرفض إبرام الاتفاق، فسوف تخضع العلاقات التجارية بين الجانبين للقواعد الأساسية لمنظمة التجارة العالمية، مع بدء فرض رسوم جمركية وحواجز أخرى على حركة التجارة بينهما.


بريطانيا والاتحاد الأوروبي
 

جولة بريطانية لدول الخليج

في الوقت الذي تشهد فيه بروكسل على اتفاق جديد بين بريطانيا والأتحاد الأوروبي، يبدأ وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أول جولة خليجية له، والتي تشمل كلا من السعودية وسلطنة عمان والهدف هو تعزيز العلاقات بعد بريكست.

الهدف الرئيسي من جولة "راب" الخليجية، هي إعادة التأكيد على روابط بريطانيا في المنطقة، والسعي لتعريف دورها الجديد على الساحة العالمية خاصة بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في يناير الماضي.


منفعة متبادلة

ويبدو أن جولة وزير الخارجية البريطاني تقابل بتأييد من قبل دول الخليج، وستكون فيها المنفعة متبادلة للطرفين، وهو ما بات واضحًا من خلال البيان الذي وجهه "دومنيك راب" للتعقيب على خطوة التعاون البريطاني الخليجي المترقب، قائلًا: "الخليج مهم لأمن المملكة المتحدة، وتحمل المنطقة أيضًا فرصًا هائلة، وترغب عمان والسعودية في تنمية قطاعات مثل الصحة والتعليم والثقافة وهو ما سيقود بريطانيا العالم"، مضيفا: "أتطلع إلى بحث التجارة والأمن الإقليمي والتغير المناخي في هذه المنطقة الحيوية".

راب دومنيك
 

اعتماد بريطاني على دول أوروبا

بهاء محمود الباحث المتخصص في الشأن الأوروبي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن بريطانيا هي التي تعتمد وبشكل أساسي على الاتحاد الأوروبي، كونها تستورد 40% من منتجاتها، كما أن عجز الميزان التجاري يصب في مصلحة أوروبا، لذلك ليس من مصلحتها وفي ظل الأوضاع الحالية أن تنفذ تهديداتها وتنسحب من المفاوضات كيفما تدعي في يونيو المقبل إن لم تسر الأمور كيفما تريد.

اقرأ أيضا: حلفاء الأمس أعداء اليوم.. الاتحاد الأوروبي في مرمى نيران بريطانيا بعد بريكست

تبعات الانسحاب

وأوضح الباحث المتخصص في الشأن الأوروبي، في تصريحات خاصة لـ "الطريق": "إذا حاولت بريطانيا الاستغناء عن الاتحاد الأوروبي ولجأت لأي دولة أخرى على مستوى العالم، سيكون بينهم اتحاد وتعريف جمركي، وتكاليف عالية جدا، كما أنها ستواجه خسارة مالية لأن التكاليف ستكون كبيرة علاوة على الفرق في توقيت توريد السلع".

بهاء محمود

موقف البرلمان البريطاني من الانسحاب

ووفقا للباحث السياسي، فإن البرلمان البريطاني من الصعب أن يسمح لبوريس جونسون حتى وإن كان معه الأغلبية أن ينسحب من هذه المفاوضات، لأنه يعي جيدا، عدم وجود بديل آمن، مشيرًا إلى أنه وفي حال وُجد البديل وأبرم الاتفاق التجاري مع أي دولة أخرى، فلن يكون في حجم التجارة الضخم الذي يضمنه الاتحاد الأوروبي، فتبادل بريطانيا تجاريا مع أي دولة وحدها لن يكفي احتياجاتها.

التجارة بين بريطانيا وواشنطن

وتابع "أن حجم التجارة بين بريطانيا والولايات المتحدة يقدر بـ 12%فقط"، مؤكدا أن هذه النسبة لن تكون بديلا عن التبادل التجاري مع الاتحاد الأوروبي.

السؤال الأهم هنا.. هل تتراجع بريطانيا عن قرار الانسحاب من بريكست وزيادة حجم الشركاء الكبار على مستوى العالم؟

واختتم الباحث السياسي بالقول: "إذا وجدت بريطانيا الإجابة وأعلنت التحدي وإبرام اتفاقيات تجارية مع دول أخرى ستكون إما مع واشنطن أم الصين، وفي كلتا الحالتين ستواجه عجزا تجاريا، علاوة على التكلفة العالية في الجمارك.