الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 06:38 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الشعائر الدينية فى مواجهة كورونا.. دقت الساعة واقترب الحساب.. هل الفيروس الصينى من علامات يوم القيامة؟

تأجيل العمرة لأجل غير مسمى.. والحج فى انتظار القرارات

الحرم المكى فارغًا بقرار طبى.. والتناول يصيب الأشخاص بكورونا والكنيسة لا ترد

دراويش الطب عن كورونا: الوضوء يزيله والنقاب يمنعه

أثر انتشار فيروس كورونا فى الفترة الماضية على الاقتصاد العالمى بشكل كبير، وشهدت البورصة مؤشر اللون الأحمر فى الكثير من الأحيان، نظرًا لتأثيره على حركة الاستيراد والتصدير، وامتد أثره ليطول التجمعات الكبيرة فى البلاد، لتخرج الحكومات بحل جذرى وهو إلغاء حركة الاستيراد والتصدير فى بعض الدول.

لم ينته الأمر عند ذلك، بل امتد لتوقف الأنشطة العامة فى حياة المواطنين، وتوقف المدارس، خوفًا من إصابة عدد كبير به، فى ظل المحاولات المستميتة من الدول للحصول على ترياق للسم الذى اجتاح الدول وعبر حدودها.

وفى مشهد مهيب تقشعر له الأبدان، ظهر الحرم المكى فارغًا، مما أثار استياء وحزن المسلمين من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، لأنهم لم يتخيلوا أن يؤثر الفيروس اللعين على تعطيل إقامة الشعائر الدينية.

توقف العمرة

وزارة السياحة السعودية أعلنت توقف حركة الطيران منها وإليها، حفاظًا على مواطنيها من انتشار فيروس كورونا، وبذلك منعت المعتمرين من عبور حدود السعودية للطواف وأداء مناسك العمرة، أما عمن ذهبوا قبل صدور القرار فكان لهم وضع خاص.

وكشف مصدر مسؤول فى الحرم المكى عن مصير المعتمرين المتواجدين داخل السعودية ليشبه مصير من هم بالخارج، فقد أغلق الصحن الذى يقام فيه الطواف، وأجلت العمرة لأجل غير مسمى، حتى تتم السيطرة على المرض.

وقال نائب رئيس غرفة الشركات السياحية، إن موسم الحج بهذا قد تم إلغاؤه، وإنه لن يستأنف مرة أخرى، نظرا لانتشار الفيروس، وعدم قدرة القوى الطبية حول العالم على السيطرة عليه مما يتسبب فى حالة من الهلع حول وجود أى تجمعات، حتى ولو كانت لإقامة الشعائر الدينية.

وأضاف نائب رئيس غرفة الشركات السياحية، أن شركات السياحة كان أمامها حلان، الأول هو إرجاع التكاليف الخاصة بالتأشيرات للمعتمرين، والثانى هو تغيير المعتمرين لرحلتهم عن طريق التحويل لخط آخر، وأكمل أن قرار منع الطواف لم يكن للمعتمرين الوالجين للسعودية من الخارج فقط، بل منع أهالى السعودية أيضًا من أداء العمرة.

وفى سياق متصل، قال الدكتور خالد عبدالقادر، استشارى الحميات والأمراض الوبائية، إن التجمعات الكبيرة حتى ولو كانت لأداء مناسك العمرة لن تمنع كورونا من الانتشار، كما أنه قد يخرج شخص دون التعرف على إصابته بالمرض وبهذا يعدى كل من حوله، ولأن أغلب المعتمرين كبار السن سترتفع حالات الوفاة بينهم، فما اتخذته السعودية من إجراءات وقائية لمجابهة كورونا القاتل صحيح، وينم عن ثقافة دينية وصحية كبيرة.

إلغاء الحج

قال محمد العسيرى، صاحب المعهد الإسلامى للبحوث والتدريب، سعودى الجنسية، إن أنباء إلغاء الحج فى السعودية هى الأكثر شيوعا بين الناس، نظرا لاقتراب موسمه، وتزامنا مع إلغاء العمرة، على الرغم من كون مشهد الكعبة وهى خالية من المتواجدين فيها محزن بالنسبة لهم، إلا أنهم يرون أن القرار صائب، ويحافظ على الأرواح.

وأضاف «العسيري»، أن المسؤولين فى السعودية يخافون من تكرار مأساة السارس مرة أخرى، والذى توفى إثر الإصابة به آلاف المواطنين فى السعودية، ولم تستطع السلطات السيطرة عليه، وتسبب فى حالة من الذعر اجتاحت كل أرجاء المملكة.

ومن جانبه، قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز لوزارة الصحة بالسعودية، أن تعطل أداء فريضة الحج إذا احتاج الأمر، خاصة فى ظل تهديدات فيروس كورونا للحجاج، كما حدث مع العمرة، حفاظا على الأرواح.

وأضاف مدير الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى تصريحات خاصة لـ«الطريق»، أن الفتوى هنا مبنية فى الأساس على الرأى الطبى، لتستطيع السعودية أن تسيطر على حالات الإصابة، كما أن الرأى الشرعى أساسه تجنب المفسدة على جلب المصلحة، فإن الإنسان إذا مرض أو مات فلن يتعبد، أما إذا نجا من المرض فله مساحة من الزمن قد يذهب للحج والعمرة.

وقال الدكتور أيمن أبوعمر وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة ومدير عام الفتوى وبحوث الدعوة بالأوقاف: يجوز إلغاء موسم الحج هذا العام إذا ما اقتضت الضرورة بسبب فيروس كورونا.

وعبر عن رأيه بفيديو على صفحته الشخصية على فيس بوك قائلا: «إن حكم الشرع نابع من الرأى الطبى، فإذا أهل الذكر وهم الأطباء هنا أقروا بإلغاء موسم الحج بسبب هذا المرض، فالحكم الشرعى ينبع من رأى الطب بإلغائه، إذا قال أهل الطب إن التجمع بهذه الصورة به احتمال هلاك للناس، فلابد من الاستجابة، فالله قال: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، ومعروف فى الشريعة أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والخوف على الحياة، فالإسلام يعطى لحياة الإنسان قيمة كبيرة جدًا، ويحافظ عليه قدر المستطاع».

وعن العواقب التى يسببها الحج، فى انتشار فيروس كورونا، قال استشارى الأمراض الوبائية إن أعداد الحجيج تكون أكثر من أعداد من يذهبون لأداء العمرة، وهنا تكون فرصة انتشار المرض أكبر، وأغلب من يذهبون للحج كبار السن، ونسبتهم تصل لـ99 % من إجمالى العدد، لذا ستكون هناك حالات وفاة مؤكدة.

مناسك رمضان

يخاف الشعب المصرى من إلغاء بعض العادات الدينية فى رمضان، منها صلاة التراويح، بسبب الحد من انتشار كورونا.

قال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن قرار إلغاء أداء صلاة التراويح فى شهر رمضان المقبل، مع انتشار فيروس كورونا قرار لا يمكن لفرد اتخاذه، فهو قرار مؤسسى وجماعى ولا يصدر إلا من هيئة كبار العلماء، وذلك بالتعاون مع الهيئة الطبية الخاصة والمعنية بالتعامل مع أزمة فيروس كورونا.

وأوضح استشارى الأمراض الوبائية، أن فيروس كورونا يظل على الأسطح لمدة 9 ساعات تقريبًا، وإذا عطس أو سعل شخص منهم، يظل الفيروس موجودًا على سطح المصليات، لينتقل بدوره للشخص الذى يصلى بعده، أو لمن حوله، خاصة كون أعداد المتوافدين على المساجد كبيرة جدًا.

صلاة الجمعة

شرح الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الوزارة للوقاية من فيروس كورونا والحفاظ على سلامة المواطنين خاصة خلال صلاة الجمعة، وذلك فى اجتماع لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب.

وكشف وزير الأوقاف عن التوجيه بألا تزيد مدة خطبة وصلاة الجمعة على ربع ساعة، والحرص فى اتخاذ إجراءات مكثفة لتعقيم ونظافة المساجد قبل الصلاة وبعدها، بالإضافة إلى تقصير الوقت بين الأذان والإقامة فى الصلوات.

وأجاب عن سؤال جواز إلغاء أو وقف صلاة الجمعة فى حالة انتشار وباء ووجود خطر يؤدى لحصد الأرواح، قال: «كل ما يحقق مصالح البلاد والعباد يأتى فى ضوء المقاصد العامة للتشريع، ومن أهمها حفظ الأنفس، وعندما سئلت هل يجوز إلغاء صلاة الجمعة أو العمرة أو الحج أو شريعة تؤدى بصفة جماعية إذا شكل رأى أهل العلم المختصين بالوزارات الرسمية يجوز إلغاؤها حفاظا على الأرواح إذا كانت ستسبب هلاكا».

وأكمل: «لقد تحدثت مع أحد الزملاء وهو أستاذ فى الدين، وقال لى إنه لا يجوز بل يجب، لو أدى ذلك إلى هلاك محقق، لأن الحفاظ على الأنفس مقصد، والجمعة لها بديل إنك تقدر تصليها ظهر، والعمرة يوجد فيها بين الوجوب والسنية، وإذا حل أمر يجب مش يجوز».

وقال استشارى الأمراض الوبائية إن صلاة الجمعة تشبه صلاة التراويح فى رمضان، لأنها يتواجد بها أعداد كبيرة، ويسهل انتقال كورونا عن طريق الرذاذ، أو المصليات الموجودة.

الموالد وزيارة الأضرحة

قال عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية: تم تأجيل الاحتفال بالمناسبات الدينية، إعمالا للعقل والحفاظ على النفس الإنسانية وكل الشرائع السماوية التى حثت على سلامة النفس بشتى الطرق الاحترازية والوقائية فى إشارة منه إلى تأييد قرارات الدولة للتكاتف من أجل مواجهة فيروس كورونا الذى يستهدف التجمعات.

وطالب شيخ مشايخ الطرق الصوفية، بتحرى الدقة فى نشر المعلومات حول الفيروس وعدم التهويل من خطورته نظرا لما قد يسببه فى نشر بيئة سلبية بين المواطنين، كما أنه يؤثر على قطاعى الاقتصاد والسياحة، واختتم حديثه بأنهم قرروا تأجيل الاحتفال بالموالد لحين إشعار آخر، ولن يلغوها نهائيًا.

وقال استشارى الأمراض المعدية إن زيارة الأضرحة والموالد من أكثر الطرق التى تنقل كورونا، خاصة مع وجود ظاهرة التمسح بالأضرحة ولمس مئات الأيادى لنفس الجزء، دون الانتباه للنظافة الشخصية.

الكنيسة وطقوسها

انتاب المسيحيين حالة من الذعر بعدما انتشرت أنباء كون الأسرار المقدسة فى الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية تصيب المترددين بفيروس كورونا القاتل.

يحتفل المسيحيون عن طريق تناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز (تعرف بالقربان) التى تمثل جسد يسوع وملعقة من الخمر وتمثل دم المسيح، يتم طقس التناول باستخدام ملعقة واحدة لكافة المصلين تسمى الماستير.

قال الأنبا باخوم النائب البطريركى لشؤون الايبارشية البطريركية، إنه لم يرد لهم أى أنباء حول الاستغناء أو توقف سر التناول، وإنهم لا يقومون بذلك الطقس عن طريق ملعقة واحدة، لذا لا يوجد أى خطر للإصابة بكورونا، إلا عن طريق الأعداد الكبيرة فى كورونا.

وعن تلك الجزئية، قال استشارى الطب النفسى، إن الملعقة التى يستخدمونها لإتمام عملية التناول تنقل الفيروس بين المتواجدين بمنتهى السهولة، والتجمعات التى لا يراعى فيها ترك متر على الأقل بين كل شخصين تمثل خطرا عليهم.

دراويش الطب

قال أحد الأطباء على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»، إن الوضو يقضى على كورونا، خاصة من يصلى كل الفروض، ويتوضأ خمس مرات يوميًا، كما نشر آخر أن النقاب يقى من الفيروس.

أجاب استشارى الأمراض الوبائية عن تلك الجزئية قائلًا: كورونا لايزال بالماء، نظرًا لكونه فيروس قويا، لذا يحتاج إلى الماء والصابون، أو المطهرات، لذلك فقد تكون صنابير المياه والحمامات المشتركة فى المساجد ثغرة لانتشار كورونا، بين المترددين على المساجد، خاصة كون الصنابير تلمسها أكثر من يد.

قال الدكتور محمد عزالعرب، استشارى الأمراض المعدية، إن هناك مشكلة قد تقابل المنتقبات وهى أن الفيروسات تبقى على النقاب من الخارج، وبالتالى يجب عليهن الاحتراس من لمس النقاب بأيديهن، ويجب أن يتم تغييره كل عدة ساعات، لضمان أن يكون عازلًا للفيروسات، بجانب كون المسافات الموجودة بين النسيج أكبر من قطر الفيروس نفسه الذى يصل لـ60 ميكرونانو، وبهذا تدخل بسهولة للجهاز التنفسى للمريض، لكن اصطدام بعضها بالألياف يقلل من الأعداد التى تصيب الشخص.

هل إغلاق الحرم المكى وكورونا من علامات الساعة؟

بعد انتشار أنباء عن كون كورونا من علامات الساعة، قال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الخلافات والصراعات التى يشهدها العالم خلال هذه الفترة لا تمت لعلامات الساعة بصلة، وإنها معروفة وبالطبع فيروس كورونا ليس منها.

وقال الدكتور على فخر، عضو لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه حتى يومنا هذا ظهرت الكثير من علامات الساعة، وذلك لأن الحديث عنها واسع وكبير، والأمراض موجودة منذ أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.