الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 01:17 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد عبد الجليل يكتب: أنا إلهامي عجينة.. أنت مين؟

محمد عبد الجليل
محمد عبد الجليل

"فين مدير المستشفى.. فين المناوب.. افتح لي الدفاتر.. وريني كشوف الزيارات.. أنا إلهامي عجينة"، لم يكن هذا مشهدا من مسلسل "الدالي" الذي أطلق فيه الفنان نور الشريف عبارته الشهيرة "انا سعد الدالي..أنت مين؟"، ولا مشهد من فيلم "أمير الانتقام" لأنور وجدي ومقولته الخالدة "أنا حسن الهلالي"؟، ولم تكن حملة أمنية أراد فيها ضابط مباحث "شايف نفسه شوية"، أن يعيش الدور و"يأخذ اللقطة" كما يقول أولاد البلد، وإنما صدرت هذه الأوامر ذات اللهجة المتعجرفة والأسلوب التهديدي عن نائب برلماني يفترض أنه منوط به حماية الدستور والحفاظ على استقلال السلطات الثلاث، التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، كل في مجال اختصاصه.

مقطع الفيديو الذي صار متداولا للعضو إلهامي عجينة عكس إلى حد كبير مدى الخلط الذي يعاني منه سيادة النائب الذي لم يميز بين كونه مراقبا لتنفيذ القانون، وبين "حشر" نفسه في ما لا يدخل في مجال اختصاصه، ويبدو أن النائب أزعجه شهور الغياب الطويلة، فقرر أن يعود من جديد لـ"يأخذ اللقطة" و"يعمل الشو".

فلا ينسى أحد أن عجينة نفسه هو الذي وقف أمام جهود دولة بكاملها ممثلة في جهود مجلس النواب، وزارات الصحة والتعليم والثقافة، بل والداخلية، من أجل الحد من جريمة الختان في حق الإناث، عندما خرج بتصريحاته المثيرة للجدل ورفض علنا مشروع تجريم الختان، ولم يكن رفضه يستند وقتها إلى ما يمكن إرجاعه لجدل فقهي بين العلماء، وإنما صرح بمنتهى الفجاجة بأن "أن 64% من الرجال المصريين يعانون من الضعف الجنسي، والمفروض أن المرأة تقف وراء الرجل"!!

عجينة لم يذهب إلى دائرته في بلقاس، ولم يصنع بها إلى الآن ما يمكن النظر إليه على أنه إنجاز من رجل يعمل من أجل أبناء دائرته، وكل ما في الأمر وكما ظهر من مقطع الفيديو، أن واحدا من "بلديات" الرجل اصطحب سيادة النائب من أجل "شد" الطاقم الطبي لمستشفى شربين، والذي يحتجز فيه والد هذا الرجل.

لا يكاد يمر وقت حتى يعود عضو مجلس النواب عن دائرة بلقاس، إلهامي عجينة، ليثير الجدل مرة أخرى عامدا لجذب الأنظار نحوه وترويج صورته كمسئول "خايف على مصلحة الشعب"، إلا أن النائب البرلماني ضرب هذه المرة بعرض الحائط كل الأعراف والتقاليد الدستورية، عندما تعدى على غير اختصاصه واقتحم في صورة أشبه بـفرد العضلات" مستشفى شربين وعنف الأطباء والموظفين بها بلهجة آمرة وعنجهية متكبرة أثارت غضب كل من شاهد مقطع الفيديو المتداول.

ثورة عجينة على أطباء المستشفى وتعنيفهم في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، كان مجرد "كلمة حق أُرِيد بها باطل"، ولا يجب أن تمر هذه الواقعة دون حساب عسير من البرلمان باعتباره الهيئة السيادية الموقرة التي لولا انتماؤه إليها، ومن المؤكد أن كثيرا من المستشفيات تعاني من إهمال شديد وتراخٍ من البعض في أداء الواجب المهني تجاه المرضى، وأن هناك بالفعل إهمال.

لكن هذا لا يسوغ ولا يبرر بأي حال أن يجرؤ هذا النائب على اقتحام هيئة حكومية و"الشخط والنطر" في الأطباء، الذين نشهد لهم بأنهم يبذلون ما في وسعهم من أجل التصدي لمحاربة هذا الداء الوبائي المنتشر، بل ومطالبته لهم بالاطلاع على تذاكر المرضى وروشتاتهم العلاجية، بما يخالف القانون، من رجل يفترض به أنه أكثر الناس حرصا على إنفاذه.

اقرأ أيضا: عندما أمر حبيب العادلي بحبسي في رمضان

موضوعات متعلقة