الطريق
الأربعاء 15 مايو 2024 01:26 صـ 6 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رجالة المنسي.. والد الشهيد محمد السيد لـ”الطريق”: ابني استشهد قبل خطوبته بأسبوع ووضع مع القائد أحمد صابر في ثلاجة واحدة”

الشهيد
الشهيد

"ماسة" هكذا تم وصف الشهيد البطل الرقيب محمد السيد إسماعيل رمضان، والذي استشهد ضمن أبطال كمين البرث الكتيبة "103" بقيادة الشهيد البطل أحمد صابر المنسي، في 7-7 من عام 2017، بعد مواجهتهم لعناصر تكفيرية على أرض الفيروز، مسيطرين حروف أسمائهم ضمن قائمة الشهداء من أبناء مصر.

والد الشهيد ماسة: ابني كان جميل وضحكته بريئة

"مات أبو ضحكة بريئة القلب الطيب".. بهذه الكلمات بدأ والد الشهيد البطل الرقيب محمد السيد إسماعيل رمضان، حديثه لـ"الطريق"، وأن صغيره كان فنان موهوب، يحب الرسم، ويحول كل ما حوله للوحات فنية متقنة، حتى الجدران، وكان له "أجندة" صغيرة يرسم فيها ويكتب خواطره، في الفترات الأخيرة قبل استشهاده امتلأت بجمل عتاب للشهداء من أصدقائه، الذين تركوه ورحلوا، لم يكن الشاب العشريني يدري أن ما كتبه سيرد له، ليلوم أصدقائه على تركه لهم، وأن ما تمناه كتب له، ليفصل بينه وبين استشهاده عدة أسابيع من كتابته لذلك.

وأضاف والد الشهيد البطل في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن ابنه تخرج في معهد ضباط الصف، وزملاؤه بالمعهد، وطلب أن يخدم في سيناء، بحبه الشديد لقصص البطولة التي تروى عن شهدائها، ونال ما تمناه بذهابه لأراضي الفيروز، لطالما حكى لأهل بيته عن البطولات التي يسطرها شهداء الجيش المصري، ولكن والده الموظف البسيط كان يخاف عليه كثيرا بسبب شعوره كأب.

وأكمل: " نزل آخر إجازة وكان يحكي عن ما يفعله معه الضابط أحمد المنسي، فرددت عليه بأنهم يتركوهم في وجه الصعوبات وهم مرفهين، ليرد بسرعة وبدون تفكير أن ذلك غير صحيح، فلا فرق بين قائد وجندي وعسكري، يعملون سويا، وكل الظروف تطبق عليهم بلا استثناء، واتصل بالمنسي حتى يؤكد لي مدى ارتباطه بهم، وحبهم له، وبالفعل كان شخص ودود وتحدث معنا وظل يمدح في "ماسة".

والد الشهيد محمد السيد: كانت خطبته بعد أسبوع من موعد وفاته.

وأما عن يوم استشهاده فحكى والد البطل أنه كان قد تحدث معه يوم الخميس، قبل استشهاده بعدة ساعات فقط، يبلغه بأنه قد جهز لخطوبته على إحدى بنات قريته، وأنهم اتفقوا على كل التحضيرات واشتروا الذهب ، وكان فرحا بكل تلك التفاصيل، وفوجئ في اليوم التالي بقريب له يقترب مني وهو خارج من المسجد ليسألني عدة أسئلة عن هاتفه وسبب عدم متابعته لما يكتب على صفحات مواقع التواصل، فسأله عن السبب ليجيب "قائد ابنك في الكتيبة مات".

جملة جعلت الأرض تلف به، وقدميه لا تقويان على حمله، ليذهب سريعا للمنزل ويتصل بأحد أصدقاء ابنه ويخبره بأن الأمر حقيقي، فسأله والد الشهيد عن ابنه ليأتيه ردا تمنى أن تقبض روحه قبل سماعه "الله يرحمه البقاء لله يا عم" ليسقط مغشيا عليه ولا يعي بكل ما حوله.

اقرأ أيضاً: بعد افتتاح السيسي.. 5 معلومات لا تعرفها عن مسجد ”الحق المبين” في مشروع بشائر الخير 3 بالإسكندرية

 

هرول والد الشهيد للمستشفى ليرى ابنه، ورفع الغطاء عن وجهه واطمئن عليه، ثم وضعوه في الساحة الموتى، ليحس الأول ببرودة سرت في كل أطراف جسده، ويفاجأ بأنهم يفتحون الثلاجة مرة أخرى، لوضع جثمان جديد لأن ثلاجته لم تعمل، وهو الشهيد أحمد المنسي، ليبكي الأب مرددا "عشتوا مع بعض وموتوا مع بعض"، وتنزل دموعه لتغشى وجهه.