حفتر يحاصر ميليشيات السراج.. وخطة تعبوية للسيطرة على ترهونة
أثار انسحاب الجيش الليبي من قاعدة الوطية، مخاوف كبيرة على مصير ليبيا، خاصة في ظل ترقب أعداء يعتمدون في مخططاتهم التي تصيد الفرص لنهب ثروات البلاد، حسبما أعرب مسئولون.
انسحاب تكتيكي ومدروس
قال الناطق بإسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، تعليقا على انسحاب الجيش من قاعدة الوطية، إن ما حدث كان مقصودا، بناء على خطة تكتيكية تم وضعها من قبل المشير خليفة حفتر بشكل دقيق ومدروس.
وتمت عملية الإنسحاب من قاعدة الوطية دون أن تتمكن الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق من الحصول على أيا من المعدات العسكرية أو المدرعات، كما عجزت عن آسر 1500 جندي وقت ترك القاعدة، مما يدل أن ما حدث كان بناءا على خطة مدروسة.
اقرأ أيضا: تزييف البيان.. السراج يتحايل على أمريكا بتصريح متضارب
خطة حفتر
اعتمد المشير حفتر عند وضع خطة ترك قاعدة الوطية على خبراته العسكرية، حتى تتم العملية بشكل سريع وآمن في نفس الوقت مع ضمان الابتعاد عن العدو حتى لا يتمكن من المطاردة أو الإلتفاف من خلال وضع الكمائن على طرق الانسحاب، وهي ما تعد عملية صعبة تحتاج إلى خطة محكمة وسهلة التنفيذ.
الدفاع عن مدينة ترهونة
يعد قرار المشير حفتر بترك قاعدة الوطية الجوية، دفاع تكتيكي للدفاع عن مدينة ترهونة، التي تعد أهم منفذ للعاصمة الليبية طرابلس، وفقا لما ورد على صحيفة "تاجس تسايتونج" الألمانية.
وبحسب ما ورد فإن الجيش الليبي، وضع خطة محكمة للإنسحاب من الوطية، ففي الوقت الذي كانت ميليشيات السراج تستعد للهجوم على القاعدة انسحبت قوات الجيش الليبي بالفعل ولم يكن موجودا سوى جزء صغير من العناصر التي تحمي المكان.
اقرأ أيضا: الجيش الليبي يواصل دحر الإرهاب.. 7 قتلى و12 أسيرا في اليرموك
يذكر أن مدينة ترهونة تعاني من الحصار بسبب ميليشيات فايز السراج، كما أنها تتعرض للعديد من الغارات الجوية التي تشنها الطائرات المسيرة التابعة لتركيا؛ ما تسبب في وفاة عشرات المدنيين.
وبحسب صحيفة "تاجس تسايتونج" الألمانية، فإن ترهونة تعد من أهم منافذ طرابلس، كما أنها قاعدة أساسية للهجوم عليها.
ذكاء استراتيجي
قال اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري وأحد أهم أبطال حرب أكتوبر المجيدة، إن ما قام به الجيش الليبي يدل على ذكاء استراتيجي خطير، فهو عبارة عن إعادة تموضع، فقد قرر الجيش الليبي أن يجمع قواته للبدء في هجوم سليم ضد ميليشيات السراج.
اقرأ أيضا: الجيش الليبي يسقط طائرة مسيرة تركية جنوب طرابلس
وأوضح درويش في تصريحات لـ "الطريق" أن إعادة التموضع من الممكن أن يكون عبارة عن الإنسحاب من أماكن أو قواعد بعينها، لكن الأهم هو نتيجتها بعد ذلك، مشيرا إلى أن الميليشيات المسلحة حاولت استغلال ما حدث من خلال الانتشار في قاعدة الوطية، لكن المفاجأة كانت من خلال توجيه ضربات متتالية ضدهم من قبل الجيش الليبي، مما جعلهم يتكبدوا خسائر في الأرواح والعتاد بنسبة كبيرة جدا.
ويرى اللواء عبد الرافع درويش، أن خطوة الجيش الليبي في قاعدة الوطية كانت ذات أهمية خطيرة، مؤكدا أنه لا يعد انسحاب حتى لا يتخذ على أنه هزيمة لحقت بالجيش، وإنما خطة استراتيجية وتعبوية للاستعداد من أجل الدفاع عن منطقة بعينها وهي مدينة "ترهونة".
ونوه بطل حرب أكتوبر، إلى أن الجيش الليبي أثبت قدراته وخبراته العسكرية، فقد تعرض للعديد من الهجمات، لكنه لم يتكبد أي خسائر فادحة في الأرواح أو العتاد، كما أن ميليشيات السراج لم تعلن عن إلقاء القبض على أسير واحد من الجيش الليبي.
