الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 06:29 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

غياب الدور الأممي عن المسارات التفاوضية.. أين تتجه ليبيا؟

تعقيدات وغموض يسيطران على الأزمة الليبية
تعقيدات وغموض يسيطران على الأزمة الليبية

فيما فشل مجلس الأمن الدولي مجددا في تعيين رئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا وهو المنصب الشاغل منذ نوفمبر 2021 إثر استقالة المبعوث السابق السلوفاكي يان كوبيتش، تقف الأزمة الليبية عند مفترق طرق يتزامن مع غياب ممثل أممي يدير الحوار بين أطراف النزاع كما جرت العادة.

وتمر ليبيا مؤخرا بمشهد سياسي معقد مع استمرار الانقسام السياسي وتحشيد المليشيات حول العاصمة طرابلس، وغياب قيادة أممية للمسارات التفاوضية.

ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يخلو فيها المنصب، حيث سبق وأن حدثت ذلك إثر استقالتين متتاليتين لمبعوثين سابقين لليبيا هما اللبناني غسان سلامة والبلغاري نيكولاي ملادينوف، إلا أنها المرة الأولى التي يتأخر فيها تعيين بديل لتسعة أشهر.

فشل الانتخابات

تزامنت استقالة كوبتيتش حينها مع اقتراب ليبيا من استحقاق الانتخابات التي جرى التوافق حولها عبر ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انعقد آنذاك في تونس وجنيف وهو ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين ستيفاني ويليامز في منصب مستشارة خاصة له للشأن الليبي وكلفها بإكمال إدارة ذلك الملتقى للوصول إلى الانتخابات.

وبعد أن فشلت ليبيا في الوصول إلى تلك الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر الماضي وانطلاق حوار جديد بين أطراف النزاع الليبي قارب على نهايته تزامن ذلك مع مغادرة ويليامز لمنصبها.

وغادرت المستشارة الأممية، ستيفاني وليامز منصبها منذ أيام، كما لم ينجح مجلس الأمن الدولي في تعيين مبعوث أممي جديد بديلا ليان كوبيش الذي استقال ديسمبر الماضي.

مغادرة ويليامز

مغادرة ستيفاني ويليامز وعدم تعيين مبعوث أممي أمران جعلا موقع الوسيط الأممي بين أطراف النزاع الليبي شاغرا بالتزامن مع مرور البلاد بأزمة خانقة تنتظر الحل عبر حوار بين مجلسي النواب والدولة شارف على نهايته بوضع قاعدة دستورية تقود للانتخابات.

وبشأن مصير الأزمة في ليبيا، قال فتحي المريمي مستشار رئاسة مجلس النواب الليبي، إن «الحوار السياسي حتى هذه اللحظة مستمر لكنه مؤجل لأسباب معينة، منها الاعتداء الذي حصل على مقر مجلس النواب في مدينة طبرق والذي حال دون عقد جلسة رسمية للمجلس حتى الآن».

مستقبل الحوار السياسي

وأضاف المريمي في تصريحات لموقع «الطريق»، أنه رغم ذلك فإن الحوار مستمر بين مجلسي النواب والدولة، وننتظر خلال هذه الفترة من الأمين العام للأمم المتحدة أن يكلف بديل عن ستيفاني ويليامز بالمهام التي كانت موكلة إليها بعد الإعلان عن مغادرتها منصبها.

وأكد أن القضية الليبية متابعة من قبل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إضافة إلى أن البعثة الأممية لديها موظفين موجودين داخل الأراضي الليبية لذلك سوف تسير الأمور وفق ما هو مرتب له مسبقا.

وتابع المريمي أن «كل ذلك يأتي في ظل تحقيق مجلسي النواب والدولة لنتائج جيدة جدا خلال الحوار الجاري بينهما وخاصة فيما يتعلق بالمسار الدستوري المؤدي إلى الانتخابات».

وأوضح: «ننتظر استمرار باقي الإجراءات وانتهاء الحوار الذي سيفضي إلى الاتفاق على قاعدة دستورية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا».

تأثير المناصب الأممية

وبدوره، أكد الدكتور فرج العجيلي، أستاذ العلاقات الدولية الليبي، استمرار الحوار الليبي رغم شغور المناصب الأممية المؤثرة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة وبعثتها منظومة متكاملة تعمل وفق خطط مسبقة وقوانين بالتالي ستعمل وفق ما هو مخطط له ولن يتعطل ذلك.

وقال العجيلي، في تصريحات لموقع «الطريق»، إن الشخصيات التي تدير الحوار تؤثر حتى لو كانت هناك منظومة ثابتة تعمل من خلالها، منوها إلى أن ليبيا شهدت أكثر من 7 مبعوثين اختلف معهم الحوار بين الأطراف بحسب شخصيات وميول وحزم أولئك المبعوثين.

دور المجتمع الدولي

وأضاف أن المجتمع الدولي الذي من المفترض أن يحل الأزمة الليبية يصدر إلينا أزمته القائمة بين دولة، موضحا: «فشل مجلس الأمن والأمم المتحدة في التوصل لتسمية مبعوث أممي جديد يكون رئيسا للبعثة في ليبيا كان نتاج خلاف بين دول مجلس الأمن الكبرى حيث ترى بعض الدول أن المبعوث الجديد لا بد ألا يكون من دول الناتو في حين تصر دول أخرى على ذلك».

ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن ذلك «يعد تصدير للأزمة الدولية الحاصلة بين روسيا والدول الداعمة لها من جهة وبين أمريكا والدول الموالية لها من جهة أخرى».

وتساءل العجيلي: «إن كانت الأمم المتحدة قد فشلت في حل الخلاف بين دولها حول أزمة تعيين مبعوث لها في ليبيا طوال تسعة أشهر فكيف سنعتمد عليها لحل أزمة عمرها 12 عاما»، في إشارة للتوترات التي شهدتها ليبيا منذ الإطاحة بالنظام السابق عام 2011.

اقرأ أيضا: ألسنة لهب الاحتجاجات الشعبية تمتد لجميع المدن الليبية