الطريق
الخميس 28 مارس 2024 07:42 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الشام الجديد

التقت مصر والعراق والأردن في قمة ثلاثية عربية في عمان، بحث خلالها زعماء الدول الثلاث مشروع عربي جديد يهدف لربط الدول الثلاث بنسق اقتصادي، على غرار الاتحاد الأوروبي في إطار عربي، بدأت الفكرة سابقاً، لكنها لم تحظى بالجدية المطلوبة لتنفيذها، تحت مسميات مختلفة، القومية العربية، الاتحاد العربي، الجمهورية العربية في عهد الزعيمين ناصر والأسد بسوريا، يعد «مشروع الشام الجديد».

تحالف سياسي واقتصادي بين مصر والعراق، ثم انضمت لهم الأردن مؤخرا، ومن المتوقع أن ينضم عدد من دول الخليج.

يوزع المشروع المهام التنسيقية بينهم كالتالي:

كتلة نفطية "العراق"

كتلة بشرية فنية "مصر"

حلقة وصل "الأردن"

يبدأ «مشروع الشام الجديد» بمد خط أنابيب نفط من البصرة بالعراق، وصولاً إلى ميناء العقبة ومن ثم إلى مصر، تحصل كل من الأردن ومصر على النفط العراقي بسعر تفضيلي وخصومات تصل إلى 16٪ دولاراً أمريكياً، فيما يستورد العراق من مصر والأردن الكهرباء، ويعمل على جذب الاستثمارات إلى العراق، يبلغ الناتج المحلي للبلدان الثلاث معاً أكثر من 500 مليار دولار، والكثافة السكانية نحو 150 مليون نسمة، ويسعى العراق إلى ضم السعودية في مشاريع إقتصادية مستقبلية.

وأشار التحالف بين الزعماء العرب الثلاثة، إلى تقديم تسهيلات لإعادة إعمار العراق للشركات المصرية والأردنية، بالإضافة إلى تقديم تسهيلات للاستثمارات المتبادلة بين الدول الثلاثة لمدة عام، وإنشاء شركة استثمارية مصرية عراقية لاستخراج النفط العراقي، إقامة طريق تجاري وتسهيل حركة المرور البري، ومع إمكانية إقامة إنشاء خط سكة حديد يربط الثلاث دول تجارياً ولوجستياً.

فوائد "مشروع الشام الجديد":

الاتحاد قوة في وضع سياسي صعب جداً.

نمو للاقتصاد وفرص عمل واستثمار عظيمة.

المشروع سيساعد عليى استقرار المنطقة وتقارب الشعوب.

بداية لوحدة واتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي، مع احتفاظ كل دولة بقوميتها كدولة مستقلة ذات سيادة.

مجابهة الأخطار العربية المشتركة وإحياء فكرة القومية العربية في ثوب عصري.

مشروع الشام الجديد يعطي إمكانية لمصر نقل البترول العراقى مروراً من الأردن ومصر تصدره لأوروبا، بالإضافة إلى تضيق الخناق على تدخلات تركيا وإيران فى العراق.

لا شك أن مصر تعد نفسها أن تكون مركز للطاقة الإقليمية فى الشرق الأوسط، بما تمتلكه من إمكانيات ومحطات تسييل وضخ وموانئ ضخمة على ساحل المتوسط، مما يحجم من الدور التركي في المنطقة، ما يزيد أهمية زيارة الرئيس السيسى للأردن واجتماعه بالملك عبدالله الثانى ملك الأردن، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى، والتي من أهم أهدافها الكبرى هو سرعة الانتهاء من إنشاء أنبوب نفط يبدأ بالعراق وينتهي في مصر، ثم يبدأ في التصدير لأوروبا، مصر بهذا تريد أن تأكد مركزيتها بأنها قادرة أن تكون مركز الطاقة وتصديرها للعالم خاصة أوروبا، الأردن هى الأخرى ستستفيد كونها وسيط لنقل النفط على أرضها، وتستفيد من استيراد الغاز المصري والعربي والكهرباء، كما أن العراق لها استفادة كبيرة جداً تتخلص فى:

التحرر من الهيمنة التركية كونها المنفذ الوحيد لتصدير النفط العراقي، إلى جانب قيام تركيا بإقامة سد على نهر دجلة "سد إليسو" يحرم العراق من جزء كبير من المياه.

العراق بمساندة مصر والأردن تضغط على تركيا لتوقيع اتفاقية مع العراق تلزم فيها بمراعاة حصة العراق من المياه وإلا ستقوم العراق بإلغاء أنابيب النفط المتجهة إلى تركيا وتحويلها للأردن ومصر مع الأنبوب الأساسى.

التعاون المصرى العراقى الأردني يتيح مميزات سياسية لمصر تحاصر بيها تركيا، وتساعدها على استبعاد إيران هي الأخرى من الانفراد وحدها بالعراق العربي، ومن السيطرة على المنطقة العربية، حيث أن إيران فى أقل خلاف تقوم بغلق "مضيق هرمز" أمام ناقلات النفط، وتمنع حركة الملاحة البحرية، لكن مرور النفط العراقى والخليجى مستقبلاً عن طريق مصر سيجعل الطريق أقصر من ذلك الذي يمر عن طريق الخليج العربى، وبحرالعرب والبحر الأحمر، حيث إنه سيكون في أنبوب مباشر على طول اتجاه مصر كبديل مشروع لتصدير النفط العراقي خارج السيطرة التركية ونفوذ إيران على دول الخليج.

"الشام الجديد"..

مصر.. الأردن.. العراق..

إحياء للقومية العربية في ثوب جديد، الاتحاد خيار أصبح ملحا وضروريا لإنقاذ المنطقة العربية من أطماع القوى الاستعمارية الجديدة، وأطماع التركي والملالي، نأمن كل أبعادنا الإستراتيجية من البعد الشرقى العربى، وقريباً قد نشهد مشاركة دول خليجية.