الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:13 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رقم مفزع.. اليونيسيف: نصف مليار طالب لم يصلوا للتعليم عن بعد خلال كورونا وإفريقيا الأكثر تأثرًا

التعليم عن بعد
التعليم عن بعد

في أحدث تقارير منظمة "اليونيسيف" العالمية، كشفت الأرقام أن ثلث طلاب المدارس حول العالم، أي 463 مليون طفل، لم يتمكنوا من الوصول إلى التعلّم عن بُعد بسبب إغلاق المدارس نتيجة جائحة كوفيد-19، في الوقت الذي تعاني فيه بلدان العالم لوضع خطط للعودة إلى المدارس.

المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور قالت إنه لا يوجد تعلّم عن بُعد بالنسبة لما يقل عن 463 مليون طفل ممن تم إغلاق مدارسهم، ويمثل هذا العدد الكبير من الأطفال الذين تعطّل تعلّمهم طوال أشهر أزمة عالمية في التعليم، وستظهر تبعات ذلك على الاقتصادات والمجتمعات على امتداد العقود المقبلة.

ويعرض التقرير القيود التي تعرقل التعلّم عن بُعد ويكشف عن أوجه تفاوت عميقة في إمكانية الوصول إلى هذا التعلّم، مستخدمًا تحليلاً يمثل الوضع في العالم بشأن توافر التقنيات والأدوات المطلوبة في المنزل للحصول على التعلّم عن بُعد في مراحل التعليم قبل الابتدائي، والابتدائي، والمرحلة الدنيا من التعليم الثانوي، والمرحلة العليا من التعليم الثانوي، اعتماداً على بيانات من 100 دولة، تتضمن معلومات حول توافر أجهزة التلفزيون والراديو وخدمة الإنترنت وتوافر المناهج التعليمية التي تقدمها هذه المنصات أثناء إغلاق المدارس.

ورغم أن الأرقام الواردة في التقرير تعرض صورة مُقلقة حول نقص التعلّم عن بُعد أثناء إغلاق المدارس، إلا أن اليونيسف تحذّر من أن الوضع أسوأ من ذلك بكثير على الأرجح، لأنه حتى عندما تتوفر التقنيات والأدوات للأطفال في منازلهم، ربما لا يتمكنون من التعلّم عن بُعد عبر هذه المنصات بسبب عوامل مُنافِسة في المنزل، بما في ذلك الضغط لأداء أعمال منزلية، أو أن يُجبر الأطفال على العمل، أو سوء البيئة المتوفرة للتعلّم، أو نقص الدعم لاستخدام المناهج التعليمية عبر البث الإذاعي والتلفزيوني وشبكة الإنترنت.

الطلاب القادمون من مناطق فقيرة وريفية الاكثر تأثرا بالأزمة

من النقاط البارزة في تقرير اليونيسيف، وجود تفاوت كبير في التأثر السلبي المناطق، فالأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هم الأكثر تأثراً، حيث لا يتمكن نصفهم من الحصول على التعلّم عن بُعد.

 

ويقول التقرير إن الطلاب المنحدرين من الأسر المعيشية الأشد فقرا وطلاب المناطق الريفية، هم الأكثر تأثرًا، والذين يمثلون نسبة 72 بالمئة من طلاب المدارس غير القادرين على الحصول على التعلّم عن بُعد، في البلاد الريفية.

أما في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا، يشكل الطلاب من الأسر المعيشية الأشد فقرا 86 بالمئة من الطلاب غير القادرين على الحصول على التعلّم عن بُعد، وعلى مستوى العالم، يعيش ثلاثة أرباع الطلاب الذين لا يحصلون على التعلّم عن بُعد في المناطق الريفية.

الطلاب الأصغر سنًا هم الأقل وصولا للتعليم عن بعد

الفئات العمرية المختلفة كذلك يظهر خلالها تفاوت في حجم التأثر، حيث تزيد احتمالات عدم حصول الطلاب الأصغر سناً على التعلّم عن بُعد خلال السنوات الحاسمة لتعلمهم ونمائهم كالتالي:

- 70% من الأطفال في مرحلة التعليم قبل الابتدائي، 120 مليون طفل،لا يمكن الوصول إليهم، بسبب تحديات وقيود ينطوي عليها التعلّم عن بُعد للأطفال الصغار، ونقص برامج التعلّم عن بُعد لهذه الفئة العمرية، ونقص الأدوات الضرورية في المنزل للتعلّم عن بُعد.

- لا يمكن الوصول إلى 29%، 217 مليون طفل، من الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي، وكذلك 24%، 78 مليون طفل، في المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي.

- الطلاب في المرحلة العليا من التعليم الثانوي هم الأقل احتمالية بأن يخسروا التعلّم عن بُعد، حيث يفتقد حوالي 18%، 48 مليون طفل، للأدوات التقنية للحصول على التعلّم عن بُعد.

اليونيسيف تطلب من الحكومات إعطاء الأولوية لإعادة المدارس بشكل آمن

وتحث اليونيسف الحكومات أن تعطي الأولوية لإعادة فتح المدارس بشكل آمن عندما تبدأ بتخفيف إجراءات كورونا، وإذا تعذّرت إعادة فتح المدارس، تحث اليونيسف الحكومات أن تدمج فرص التعليم التعويضي في خطط استمرارية التعليم وإعادة فتح المدارس.

اقرأ أيضا: عاجل| التعليم العالي تعلن عن منحة جديدة للدكتوراه.. تعرف على طريقة التقديم

ويجب أن تتضمن سياسات وممارسات فتح المدارس توسيع إمكانية الحصول على التعليم، بما في ذلك التعلّم عن بُعد، خصوصاً للفئات المهمشة، ويجب تكييف أنظمة التعليم وبناؤها بحيث تكون قادرة على تحمل الأزمات المستقبلية.

وبما أن جزءاً من حملة رؤية جديدة التي تديرها اليونيسف يهدف إلى منع تحوّل جائحة كوفيد-19 إلى أزمة مستمرة للأطفال، خصوصاً الأطفال الأشد فقراً والأكثر ضعفاً، تدعو اليونيسف إلى تخصيص استثمارات مستعجلة لسد الفجوة الرقمية، وتوفير التعلّم عن بُعد لكل طفل، والأمر الأهم، إيلاء الأولوية لإعادة فتح المدارس على نحو آمن.