الطريق
الثلاثاء 21 مايو 2024 06:45 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

احتمالات الصراع”التركي الإيراني” جراء معارك أذربيجان وأرمينيا (خاص)

إيران وتركيا
إيران وتركيا

يشتد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان مخلفا عشرات القتلى من المدنيين، خاصة في ظل دخول تركيا من ناحية على وقع الأزمة، وتهديد إيران من استمرار الصراع وتأثيره على طهران.

أردوغان يدعم أذربيجان

لم يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم أذربيجان في صراعها أمام أرمينيا، واصفا حكومة أرمينيا بالدولة المحتلة التي تتعمد فرض سيطرتها على أجزاء عدة من أراضي أذربيجان.

مرتزقة أردوغان

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا نقلت دفعة من مقاتلي الفصائل السورية المسلحة الموالية إلى أذربيجان، كما أكد العديد من المرتزقة في شهادتهم على الوقائع بأن إحدى الشركات الأمنية التركية أغرتهم بالمال للعمل كحراس في أذربيجان إلا أنهم وجدوا أنفسهم جزءا من الصراع الدائر بينها وبين أرمينيا، وهم لا يتفهمون على الإطلاق السبب الذي زج بهم في هذا الصراع.

اقرأ أيضا: كيف استغل أردوغان الشباب السوري في معارك أرمينيا وأذربيجان؟

تحذير إيران 

من جانبها حذرت إيران أذربيجان وأرمينيا من المساس بأراضيها، مؤكدة أنها لن تتحمل أي اعتداء على الأراضي الإيرانية من طرفي النزاع في إقليم قرة باغ سواء أذربيجان أو أرمينيا.

حربا لها تاريخ

قال الدكتور مسعود إبراهيم حسن الباحث المتخصص في الشأن الإيراني: إن "الحرب الطاحنة والجارية حاليا بين دولتي أرمينيا واذربيجان ليست وليدة اليوم، فهناك تاريخ من الصراع بين البلدين، وتتنازع الدولتين على إقليم ناغورنو كاراباخ الحدودي بين البلدين".

وأشار إلى أنه منذ التسعينات وحتى اليوم سقط أكثر من 30 الف قتيل ومصاب، إضافة إلى تشرد عشرات الآلاف من سكان الإقليم، وتتدخل أطراف كثيرة في هذا الصراع منها إيران وتركيا وهي دول جوار للدولتين المتناحرتين.

اقرأ أيضا: انتهاك تركي.. كندا تحقق باستخدام أذربيجان طائراتها المسيرة ضد أرمينيا

وأضاف مسعود في تصريحات لـ "الطريق" "رغم ما تعلنه إيران ليل نهار أنها الدرع والسيف لكل شيعة العالم، إلا أنها في هذا الصراع وقفت بجوار أرمينيا ضد أذربيجان التي تعتنق المذهب الشيعي، وهو ما يؤكد أن الصراع الدائر سياسيا وليس دينيا، منوها أن ما يهم النظام الإيراني الحالي هو مصلحته الاقتصادية وأحلامه التوسعية.

أسباب الدعم الإيراني لأرمينيا

وتابع: "تسعى إيران دوما إلى إضعاف أذربيجان، علاوة على الخلاف بين الطرفين بشأن تقسيم ثروات بحر قزوين، ومن هنا يتضح أن الموقف الإيراني بدعم أرمينيا يتسق مع المصالح الإيرانية، وأن إضعاف أذربيجان هو لصالح النظام الإيراني".

صراع تركيا وإيران

واعتبر الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن أذربيجان وضعت يدها في يد تركيا باعتبارها المعبر والمنفذ للغاز الأذربيجاني إلى أوربا ومنافسة إيران في سوق الطاقة، مشيرا إلى أنه في المقابل كانت أرمينيا تاريخيا حجرة عثرة أمام وصول تركيا إلى دول شرق آسيا خاصة الصين واليابان لتحقيق حلم الأمبروطورية العثمانية، ويتضح إذا أن مواقف الدولتين تتسق مع مصالحالها الإقتصادية واحلامهم التوسعية، وأن الحرب الدائرة سياسية وليست مذهبية وربما يخرج الصراع ما بين اذربيجان وارمينيا إلى صراع وحرب أخرى بين إيران وتركيا فقد تشابهت المصالح وبقي المنتصر والفائز.

واختتم الدكتور مسعود إبراهيم قائلا: إن "الصراع الإيراني التركي في سوريا والعراق مستمر بينهم في إقليم كاراباخ، وربما تكون هي نقطة المواجهة العسكرية المنتظرة بين الدولتين".

الموقف التركي والإيراني 

من جانبه أفاد مصطفى صلاح الباحث المتخصص في الشأن التركي، بأن أنقرة بالفعل داعمة لأذربيجان، لكن فيما يتعلق بإيران فإنها ليست مع أرمينيا، فعلى الرغم من وجود الاتفاقيات الأمنية بين كلا من إيران وأرمينيا، لكن هناك علاقات بين إيران وأذربيجان، خاصة أن الغالبية الإسلامية من أذربيجان شيعية، والمنافسة بين تركيا وإيران هنا تكمن في صراع كل واحدة منهما على فرض سيطرتها على هذه التركيبة الإسلامية، فتركيا تعي جيدا أن أذربيجان يعود ممثليها لأصول تركية، وإيران تتذكر أن المذهب الديني الذي يؤمنون به شيعي، وهناك 25% من السكان في إيران ينتمون لأذربيجان والمرشد الإيراني نفسه ذات أصول أذرية، لذلك هناك تخوفات من حدوث الانقسامات الداخلية في النظام السياسي الإيراني.

وأشار صلاح في تصريحات لـ"الطريق" إلى أن إيران تشعر بحالة من الحرج الدبولماسي القوي، فإما دعم أذربيجان وبالتالي ستدخل في مواجهة أمام النفوذ التركي المتنامي، خاصة وأن تركيا ترسل إما وحدات من الجيش التركي أو عناصر من المرتزقة والميليشيات المسلحة من سوريا.

وحسب الباحث المتخصص في الشأن التركي، فإن نشوب صراع تركي إيراني محكوم بشروط فكلا منهما لديهما مصالح اقتصادية مع بعضهما البعض، وهو ما يطغى على فكرة نشوب أي صراع بينهما، ولابد من الإشارة هنا إلى أن كلا من إيران وتركيا دخلا في خلافات سياسية في اليمن وسوريا والعديد من الدول العربية، ولم يتطور الصراع بينهما لدرجة الدخول في أي مواجهات عسكرية.

اقرأ أيضا: أرمينيا تتصدى لهجوم أذربيجاني واسع النطاق في قرة باغ

واختتم: "إيران حاليا ستحاول التدخل في أزمة أذربيجان وأرمينيا لحل الأزمة بصورة دبلوماسية، لكن مع تجنب الدخول في أي مواجهة عسكرية مباشرة مع تركيا، فالصدام المسلح أمر مستبعد، وليس من مصلحة إيران الدخول في أي صراع خاصة وأن الصراع الحالي بين أذربيجان وأرمينيا يمس إيران من الناحية الداخلية، علاوة على الضغوط التي بالفعل تعاني منها خارجيا وإقليميا".