الطريق
الأحد 12 مايو 2024 09:44 صـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نكسة مائير… كيف أذل السادات قادة إسرائيل وأحالهم للتقاعد؟

جولدا مائير
جولدا مائير

كان ومازال وسيظل نصر أكتوبر المجيد الحدث الأهم في تاريخ مصر والعرب الحديث بكل تفاصيله، لأن خرج من نطاق الحدث إلى أفاق المعجزة، ومن أطار الحرب إلى مستوى الملحمة، فما حدث في أكتوبر ليس مجرد حربا لبضعة وأيام وانتهت بانتصار المصريين بل هي أكبر من ذلك بكثير فهي حكاية شعب كامل وأمة عريضة، لم تعتد على الهزيمة ولم تعايش من قبل الانكسار وشعب لم ينام يوما وأرضه محتلة بل كان على الدوام يحكم امبراطوريات مترامية الأطراف والأن يعيش الاستثناء وليس القاعدة.

كان المصريون يعيشون أيام ما بعد النكسة في أرق دائم وحياة ضد طبيعة الأشياء وعكس تدوينات الجغرافيا والتاريخ وضد كل ماهو مصري بشموخه وكبرباءه وعظمته.

تجرع أهل مصر المرارة كاملة عقب نكسة 67 بكل تفاصيلها وحبسوها في صدورهم حتى أتت ساعة الانتقام الكبيرة والحساب وفعلوا ما أسماه العالم معجزة عسكرية على أعلى مقياس عسكري، وهو نفس الوصف الذي استخدمه بطل الحرب والسلام.

اقرأ أيضا: ذكرى نصر أكتوبر | ارتباك إسرائيلي من جبهة سوريا وخطة الخداع الإستراتيجي للسادات

كان الغل ورد الاعتباء هو من يحرك جحافل الجنود الغاضبة، الرغبة في تصحيح الزمن كان هو الدافع الذي ذاب تحته خط بارليف المنيع، وأمام ذلك كله كان الهدف في إعادة التاريخ لمساره الحقيقي وأن يعرف الجميع حجم مصر وقوتها وتأثيرها وانها ستبقي ضد الانكسار ولا تستسيغ الهزيمة ولا تقبل.

السادات الرئيس الموءمن داهية الحرب وفيلسوف السياسة ةوالفلاح الذي سخر من قادة اليهود وهزمهم أشر هزيمة على الهواء مباشرة وأمام كل العالم، لم يشك لحظة في قوة غضب المصريين التي بفضلها سيتحقق النصر، ولم يراوده شك قط في غرفة العمليات أن المقاتل المصري سوف يفعلها ويحقق المعجزة ويعوض لحظات السنوات الست العجاف، ولم يخذله جنوده أبدا وكانوا على قدر المسئولية.

نجح السادات في أن يحول نصر أكتوبر إلى نكسة لجولدا مائير ونهاية مستقبلها السياسيى كما تمكن بفضل ملحمة العاشر من رمضان في أن يحيل عشرات من قادة الكيان الصهيوني إلى التقاعد بعد فضيحة يوم كيبور، وهي هزيمة ماحقة قتلت الغطرسة الاسرائيلية في مقتل وأذهبت نعرة التفاخر والتعالي التي اعتادو نثرها على بقية الشعوب.

ستبقي معارك أكتوبر درسا مفيدا للمصريين يتوارثونه عبر الأجيال، فقد كان حدثا فارقا في سفينة الوطن التي ظنها القراصنة يمكن أن تقع في الأسر، ويكفيها أن أعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم وفي بلادهم وفي تلك الكاريزما الدولية التي تشتهر بها بين الدول.. مصر عظيمة وستبقى كذلك.

ولأن الشيء بالشيء يذكر بومناسبة مرور 47 عاما على حرب أكتوبر المجيدة كشفت صحيفة " معاريف" الإسرائيلية عن محضر التحقيقات مع «إيلى زعيرا» رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي «أمان» خلال اللجنة التي تم تشكيلها لمعرفة سبب هزيمة الجيش الإسرائيلي والتي تسمى لجنة «أجرانت» التي كان يترأسها القاضي المتقاعد "شمعون أجرانت".

اقرأ أيضا: من أشرف إلى دافي.. حكاية عراف المخابرات المصرية داخل إسرائيل

وقال "زعيرا" في محضر استجوابه إنه قبل 10 أيام من اندلاع حرب أكتوبر ما كان أحد أن يستطيع أن يخمن بأن الجيش المصرى والسوري ينويان شن هجوماً على القوات الإسرائيلية المحتلة لسيناء ولهضبة الجولان.

وأكد القائد الإسرائيلي أنه يتحمل مسؤولية عدم تقدير الموقف كاملاً ، لكونه لم يوجه تعليمات للقيادات العليا بتوخي الحذر بأن الجيش المصري يخطط لاستعادة سيناء.

وبسؤال "زعيرا" عن موقفه من رسالة أصدرها مصدر ما بأنه تم طرد الخبراء الروس من سوريا ومصر، وسط تكهنات باندلاع حرب مع مصر، أكد أنه لا يتذكر ما إذا كان قد تلقى تعليمات بتأجيل نشر مجموعة المخابرات، ولكن في رسالة رد ، ذكر مساعده في البحث، العميد أري شاليف، أن زعيرا هو الذي أمر بتأجيل تجميع المعلومات الاستخبارية وعدم توزيعها.

ختاما لسنا في حاجة إلى شهادة زعيرا أو بقية جنرالاته المهزومين فنحن نعرف حجم الحدث لأننا صنعناه ونعلم كم تبعاته المزلزلة على الجانب الإسرائيلي وحجم المرارة والألم الذي صبه المصريون صبا في أفواه أعدائهم.